جدة: تشكيل فرق لحصر الأحياء السكنية وتحديد مخاطرها والجهات التي صرحت بإنشائها

انتهاء أعمال حصر وتقدير المنازل المتضررة من السيول خلال أسبوعين

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مسؤولة في أمانة محافظة جدة، أنه تم تشكيل فريق متكامل لإعادة دراسات جميع المخططات السكنية في جدة بناء على توجيهات رسمية، وتشمل تلك الدراسة كافة المخططات الحديثة أو التي حصل أصحابها على تصريحات لها منذ عشرات السنين.

وأضافت المصادر أن الدراسة تتضمن المخاطر المتوقعة وشبكات التصريف، إضافة إلى السنة التي صرحت بها تلك الأحياء والشخص الموقع على التصريح، مشيرة إلى أن هذه اللجنة تعمل بشكل متواصل حتى ساعات الليل يوميا، إلى جانب خضوعها لمراقبة خاصة منعا لتسريب أي معلومات حول عملها.

فيما أكد مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط» انتهاء أعمال لجان تقدير الأضرار نهاية الأسبوع القادم، والتي ستبدأ بعد ذلك في رفع تقاريرها إلى الجهات المعنية لاتخاذ اللازم حول صرف التعويضات.

وما زالت أمانة محافظة جدة تنتظر اعتمادات الجهات المعنية للبرامج التي تم تقديمها والتي من ضمنها ميزانية بلغت نحو ثلاثة مليارات ريال من أجل استكمال مشاريع تصريف المياه بجدة، وذلك بحسب ما ذكره أحمد الغامدي مدير المركز الإعلامي في الأمانة. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتم تحديد البرامج بناء على ما سيعتمد بعد أسبوعين من الآن، وذلك عقب الانتهاء من الميزانية السنوية للدولة، لافتا إلى وجود اجتماع اليوم في الأمانة يجمع أمين محافظة جدة بالوكلاء لمتابعة آثار الأمطار والتقارير اليومية.

وأشار إلى وجود تنسيق كبير بين أمانة جدة والشؤون الصحية بالمحافظة لمحاربة الأمراض التي من ضمنها حمى الضنك، وذلك من خلال تكثيف أعمال الرش وردم المستنقعات.

وعلى الصعيد الميداني كشفت التقارير الرسمية الصادرة من الدفاع المدني عن العثور على نحو 37 جثة من ضحايا أمطار جدة في حي قويزة و11 جثة أخرى في الحرازات ومثلها في الجامعة، فيما وجدت تسع جثث في كيلو 11 على طريق مكة القديم و10 في كيلو 14.

وعثرت فرق البحث والإنقاذ على ثلاث جثث في حي بريمان ومنطقة بحرة، بينما توزعت بقية الجثث على أحياء بني مالك والنسيم ووادي مريخ ومدائن الفهد والشرفية إضافة إلى حي العمارية والصواريخ وكيلو 7 بواقع جثة واحدة في كل منها وجثتين في ابرق الرغامة.

كما أكدت الأرقام رفع 10جثث من سياراتهم ونحو 40 جثة من منازلهم، فيما توزعت باقي الجثث على مناطق مختلفة من المدينة عن طريق الانجراف بقوة دفع المياه وسقوطها في الحفر. من جانبها أعلنت لجنة تنسيق العمل الاجتماعي والخيري التي أطلقتها الغرفة التجارية الصناعية بجدة بمشاركة عدد كبير من الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، عن إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت لاستقبال المتطوعين الراغبين في المشاركة بإزالة الآثار التي خلفتها السيول المدمرة التي ضربت جدة قبل عيد الأضحى المبارك.

وفي سياق آخر كشفت مصادر مطلعة في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عن استعدادها التام لإصلاح معظم السيارات المتضررة من السيول أسوة بنحو 350 فردا يشاركون في أعمال الصيانة الشاملة في المنازل في الأحياء المتضررة.

وأكد الدكتور علي الغفيص رئيس المؤسسة وجود عدة برامج يتم تنفيذها إلى جانب هذا البرنامج كبرنامج الدعم الفني الذي يشارك به متخصصو الحاسب الآلي في مركز معلومات الإيواء بإدارة الدفاع، وكذلك مشاركة أكثر من 60 جوالا وكشافا للعمل الميداني بالأحياء المتضررة وبمركز المعارض للقيام بواجبات المساعدة وأعمال الترتيب للتبرعات التي تصل لحملة التضامن من أجل جدة، والتي تعمل، هذه البرامج، على مدار الساعة.

من جهته اعتبر المهندس محمود كنسارة مدير إدارة الأسواق في أمانة محافظة جدة، أن تكثيف الرش والتعقيم على مستوى جدة يعد الدور الرئيسي الذي لا بد من القيام به بعد الأحداث التي تعرضت لها المدينة.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن من الطبيعي ازدياد أعداد البعوض والذباب بعد الأمطار، غير أنه لا بد من تكثيف الرش بالمواقع المتضررة والتي من ضمنها قويزة وكيلو 14 وطريق مكة وغليل ومدائن الفهد وخزام والميناء والكندرة والجزء الجنوبي لمدينة جدة بالكامل. ولفت إلى وجود نحو 400 شخص قائم بأعمال المكافحة المنزلية، إلى جانب ما يقارب 13 فرقة تابعة للبلديات الفرعية والتي تعمل على المكافحة المركزة للمناطق الفراغية من حدائق وساحات وشوارع ومواقف سيارات ومساجد وغيرها.

وأردف قائلا يحدد فريق الاستكشاف الحشري وجود بؤر توالد البعوض في المناطق المتضررة وذلك لترتيب أولويات العمل بها وفق مؤشر معين، ومن ثم تباشر كل من المكافحة المنزلية والمركزة أعمالها في الوقت نفسه تفاديا لهرب البعوض إلى داخل المنازل، لافتا إلى أن تلك الطريقة تستغرق وقتا طويلا إلا أنها تعطي نتائج حقيقية بدلا من عمليات الرش العشوائي.

وبين أنه بعد الانتهاء من أي موقع يتم إدخال فريق الاستكشاف الحشري إليه مرة أخرى للتأكد من القضاء على البعوض بالكامل، غير أنه يتم الاستعانة بفرق الطوارئ إذا ما أعطى المؤشر دلالة على وجود الحشرات في ذلك الموقع.

وكشفت الجهات الأمنية السعودية يوم أمس عن رفع نتائج الحصر النهائي للعقارات والمركبات إلى محافظ محافظة جدة الأمير مشعل بن ماجد، والتي قامت بها نحو 33 لجنة يشارك فيها 84 عضوا من الدفاع المدني و33 من الإمارة، بهدف حصر الأضرار.

وأوضح العميد محمد القرني، مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالات الطارئة في محافظة جدة، أنه تم حصر نحو 11 ألفا و802 عقار متضرر، إلى جانب ما يقارب 10 آلاف و869 مركبة.

وأشار إلى أن عدد الأسر التي تم إيواؤها وصل إلى سبعة آلاف و785 أسرة، يبلغ عدد أفرادها نحو 26 ألفا و683 فردا، عدا عن صرف الإعاشة لهم وفق التوجيهات الملكية، مبينا أن عدد الوفيات حتى الآن لم يتجاوز 121 قتيلا إضافة إلى 39 مفقودا.