وزارة الداخلية تتلقى قائمة بأسماء متطوعين.. أنقذوا حياة العشرات في سيول جدة لتكريمهم

في مقدمتهم باكستاني أنقذ 14 شخصا ومات.. وفلبيني أنقذ 60 شخصا بواسطة شيول ونجا

متطوعتان تقدمان مساعدات عبارة عن كوبونات شراء مجانية في حي قويزة امس («الشرق الأوسط»)
TT

رفعت جهات رسمية قائمة تضم مجموعة من المتطوعين الذين أسهموا في عمليات البحث والإنقاذ مع الفرق الميدانية في سيول جدة لوزارة الداخلية بهدف تكريمهم بحسب العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي لدفاع المدني الباكستاني.

وأوضح العميد القرني أن في مقدمتهم الباكستاني الذي لقي مصرعه بعد إنقاذ 14 شخصا من السيول وفلبيني آخر نجا من الموت أسهم في إنقاذ 60 آخرين بواسطة «شيول» وأسهم في نقل محتجزين في بعض المواقع إلى مواقع أكثر أمانا باستخدام تلك الرافعة.

وفي الجانب الآخر أكد المهندس سمير باصبرين رئيس لجنة التعديات في محافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» وقف بناء المنازل التي دُمرت تماما في الأحياء المتضررة والواقعة على مجاري السيول إلى حين إصدار التقارير الرسمية التي تحدد مكامن الخطر وإمكانية بنائها مرة أخرى، وهي المنازل التي قدرت شركة الكهرباء السعودية عددها بنحو 80 منزلا جرفتها السيول.

إلى ذلك أعلنت أمس شركة الكهرباء إعادة التيار إلى نحو 166 ألف مشترك انقطعت عنهم الخدمة بسبب تلك السيول في مناطق مختلفة من المحافظة واستعانت في بعض المواقع فيها بطائرات الدفاع المدني من خلال القيام بعمليات إنزال للفنيين في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وأوضح عبد السلام بن عبد العزيز اليمني نائب الرئيس للشؤون العامة بالشركة، وأضاف: «اضطُرّت الشركة إلى الاستعانة بطائرات الدفاع المدني وجرت عمليات إنزال جوي داخل إحدى المحطات للقيام بإصلاحها حيث تعذر الوصول إليها بسبب محاصرة مياه السيول لها».

وأشار إلى أنه تم العمل على مدار الساعة من أجل إعادة الخدمة الكهربائية للمساكن المتأثرة من خلال تطبيق خطة الطوارئ التي أعدتها الشركة لمواجهة مثل هذه الأحداث.

وعن الخسائر التي تعرضت لها الشركة أوضح اليمني: «بلغ عدد المغذيات المفصولة 165 مغذيا ذا جهد متوسط بحمل إجمالي قدرة 203.76 ميغاوات، فيما بلغ إجمالي محولات التوزيع الخارجة عن الخدمة 2140 محول توزيع وبلغ عدد المشتركين المتضررين من انقطاع الخدمة الكهربائية أكثر من 166 ألف مشترك».

وبيّن نائب الرئيس للشؤون العامة: «تم إنشاء مركز طوارئ متنقل بحي قويزة وتجهيزه بكامل المعدات والأدوات والمواد اللازمة مع وجود 15 مركز انطلاق منتشرة بجميع أحياء جدة، إضافة إلى تشكيل مجموعات عمل على مدار الساعة لإدارة الأزمة من الموقع، وتكللت هذه الجهود ولله الحمد بإعادة خدمة الكهرباء إلى جميع محولات التوزيع التي تعطلت».

وأضاف: «تم الكشف على أبراج ومسارات خطوط النقل الهوائية جهد 380/110 كيلوفولت، كذلك تم التعامل مع 226 محول توزيع غمرتها السيول حيث تم إصلاح 73 محولا وتغيير 114 محولا آخر تلفت جراء السيول، كما تم فحص 667 كابينة توزيع غمرتها السيول تم إصلاح 545 كابينة منها، فيما تم الاستبدال بـ128 كابينة أخرى تلفت بالكامل، كما تم تغيير 17 كيلومترا من كابلات الجهد المتوسط أتلفتها الأمطار والسيول».

وأكد اليمني أن «جميع المشتركين الذين انقطعت عنهم الخدمة وعددهم 166100 مشترك تمت إعادة الخدمة إلى البعض منهم في اليوم الأول لانقطاعها وذلك بعد التأكد من أمن الشبكة وسلامة التوصيلات الكهربائية، فيما تمت إعادة الخدمة تدريجيا إلى باقي المشتركين خصوصا في الأجزاء الشرقية والجنوبية للمحافظة، عدا 80 مشتركا فقط وهم مشتركون جرفت السيول مبانيهم وسوف تتم إعادة الخدمة إليهم حال إعادة بنائها».

وعلى الجانب الآخر قامت الإدارة العامة للطرق بأمانة محافظة جدة بصيانة أكثر من 46 ألف متر مربع للطرق المتضررة من السيول، شملت عمليات الصيانة ترقيعات أسفلتية وهبوطات ونظافة وغيرها من الأعمال الضرورية اللازمة لصيانة الطرق، ومن المتوقع الانتهاء من جميع أعمال الصيانة خلال منتصف يناير (كانون الثاني).

وأوضح المهندس فيصل شاولي مدير عام الطرق أن «حجم خسائر الطرق التي ضربها السيل شرق جدة يزيد على 150 مليون ريال، وأنه مطلوب توفير 35 مليون ريال عاجلا لإعادة سفلتة الطرق وإنارتها وفتحها»، راجعا أسباب تأخير إعادة الطرق المتضررة وإصلاحها في الأيام الأولى، إلى وجود السيارات التي جرفتها السيول في الطرق، خشية وجود وفيات داخلها أو التسبب في إتلاف المزيد منها.

وتوقع شاولي إنهاء جميع الأعمال المطلوبة للطريق خلال الأيام العشرة الأولى من يناير المقبل، مشيرا إلى أن «الأمانة قامت حتى الآن بفتح ما يمكن من مجارٍ لتسهيل تصريف المياه من سطح الطريق، ومعالجة الأكتاف الترابية بعمل تسوية ترابية مع الدكّ وذلك بمساحة 400 متر مربع مع بسط طبقة من أساس متدرج سمك 20 سم مع التسوية والدكّ».

من جهة أخرى خصصت وزارة الصحة السعودية مستشفى الملك سعود بشمال جدة لاستقبال أي حالات مرضية أو إصابية نتيجة للأمطار والسيول التي هطلت على محافظة جدة مؤخرا. وأكد الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة أن هذه الخطوة جاءت بهدف تخفيف العبء عن مستشفيات صحة جدة وتحسبا لحدوث أي أمراض قد تحدث أو تنتشر نتيجة لهذا الوضع.

وأشار باداود إلى أن «وزارة الصحة كانت قد خصصت هذا المستشفى خلال حج العام الماضي لاستقبال أي حالات طارئة لإصابات الإنفلونزا المستجدة (A-H1N1)، وقد تم تجهيزه وإعداده إعدادا متكاملا للتعامل مع مثل هذه الحالات من النواحي الطبية والعلاجية بطاقة استيعابية تصل إلى مائة سرير منها 25 سريرا للعناية المركزة».

وبيّن باداود أن «مختبر المستشفى تم تجهيزه أيضا بالكواشف المخبرية الخاصة بالفيروسات الوبائية مما يسهم بدوره في الكشف المبكر على الأمراض من خلال الحصول على نتائج سريعة للعينات المخبرية الخاضعة للفحص». وحدد مدير صحة جدة دور إدارته ومهام الفرق الصحية الميدانية خلال هذه الفترة والنتائج التي تحققت بقوله: «لقد قامت الفرق المتحركة بزيارة الأسر المتضررة الموجود في مراكز الإيواء والتي بلغ عددها 682 أسرة وشملت 3245 شخصا، استقبلت الفرق الثابتة في المواقع المتضررة2157 حالة فيما تم تقديم عدد من الخدمات الصحية والطبية والاجتماعية للمتضررين كان من أهمها مباشرة الحالات المرضية المزمنة بالكشف عليهم وصرف العلاج اللازم لهم وكذلك تم مباشرة 29 حالة مرضية حادة بالكشف عليها وتحويل من احتاج منها إلى المستشفيات بالإضافة إلى متابعة 13 حالة تعاني الاضطرابات النفسية وتم تقديم الدعم النفسي لبعضها وتحويل البعض الآخر للعيادات النفسية الميدانية».

وعلى الجانب الآخر أعلنت لجنة تنسيق العمل الاجتماعي والخيري التي أطلقتها غرفة جدة البدء في مرحة تأهيل وإصلاح أكثر من 3000 منزل ضربتها السيول المدمرة في جدة قبل عيد الأضحى المبارك بالتنسيق المباشر مع محافظة جدة، وكشفت أن المرحة التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي ستستمر على مدار شهر كامل لتوفير سبل الحياة للمتضررين من السيول. وقال مازن بن محمد بترجي نائب رئيس غرفة جدة رئيس لجنة تنسيق العمل الاجتماعي والخيري إن «اللجنة بدأت نهاية الأسبوع الماضي مرحلة أعمالها الإغاثية الثالثة التي تتضمن أعمال إصلاح 3000 منزل من المنازل المتضررة، على أن تستمر المرحلة الثالثة 30 يوما بإشراف مباشر من الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة وبالتعاون مع غرفة جدة». ويأتي وذلك في إطار سعيها لتوفير الحد الأدنى من سبل الحياة لعودة المتضررين من دور الإيواء والشقق السكنية إلى منازلهم في أقرب وقت ممكن لممارسه حياتهم الطبيعية، حيث تواصل اللجنة تقديم المساعدات العينية والغذائية للمتضررين جراء السيول التي داهمت مدينة جدة أخيرا وتنوعت الأعمال الإغاثية حسب احتياج المتضررين والأضرار التي لحقت بالمناطق والممتلكات. وفي ذات السياق أعلن الدكتور عدنان باشا الأمين العام للهيئة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالسعودية تكفل الهيئة برعاية جميع اليتامى والمعاقين جراء تلك السيول، وأضاف أن هذه الخطوة جاءت انطلاقا من دور الهيئة الإنساني تجاه اليتامى الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم.

كما أكد منح الهيئة فرص تدريبية للأمهات الأرامل في المعاهد لتدربيهن وفق رغباتهن واستعدادهن لتُعِينَهن في توفير لقمة العيش لأنفسهن وأبنائهن. مؤكدا أن «الهيئة خصصت مبلغ 10 ملايين ريال لمساعدة المتأثرين جراء السيول وافتتحت 4 عيادات طبية في المواقع المتضررة وتقوم بتأهيل 500 منزل دمرتها السيول».

إلى ذلك أكد أحمد الغامدي مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة استمرار أعمال الردم في الطريق المؤدي إلى بحيرة الصرف الصحي ومحطات معالجة المياه ومرمى النفايات، الذي شهد انهيارا جراء السيول التي أصابت مدينة جدة مؤخرا. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن ثقل ناقلات الصرف الصحي التي كانت تفرغ حمولتها في مصبات بحيرة المسك أسهم في إتلاف الطريق، بالإضافة إلى تعرضه للأمطار، إلا أن العمل جارٍ على ردم الحفر الممتلئة بمياه الأمطار، لا سيما أنه تم إعادة تشغيله خلال 24 ساعة منذ وقوع الكارثة.

وأوضح أن الأمانة تعمل وفق خطة كاملة لسد الحفر بالكامل، إلى جانب أن ذلك الطريق يبلغ طوله نحو 12 كيلومترا والذي تم إصلاح أكتافه وترقيعه تمهيدا لسفلتته بالكامل.

وحول محطات التفريغ أبان أن هناك ما يقارب ثلاث محطات في جدة تتضمن الرويس والخمرة والمطار القديم، إلى جانب محطات معالجة المياه التابعة للأمانة والتي تبلغ سعتها 60 ألف متر مكعب يوميا، لافتا إلى أن المحطات بالكامل تشهد كل يوم تفريغ أكثر من 400 صهريج صرف صحي.

وأضاف: «كانت مصبات الصهاريج المتجهة إلى بحيرة الصرف والبالغ طولها نحو كيلومتر واحد تستوعب يوميا 1800 ناقلة، غير أنه تم إغلاقها بالكامل في ظل وجود خطة تفريغ البحيرة كاملة وذلك بتصريف مياهها إلى محطات المعالجة عن طريق مضخات بمعدل 30 ألف متر مكعب يوميا، إلى جانب بحيرات التبخير الثماني».

وذكر مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة أن مشروع الغابة الشرقية يستهلك حاليا نحو 10 آلاف متر مكعب من المياه المعالجة لعمليات الري، إلى جانب خطوط الطرد التي عن طريقها تتحول المياه المعالجة إلى القناة الجنوبية الموصلة إلى البحر عبر الخط الجنوبي، مؤكدا أن تشغيل محطات المعالجة وزيادة سعتها جاء لهدف تقليل الضغط على محطة الخمرة. وأردف قائلا إن نحو 90 في المائة من مجرى السيل يعد جاهزا، بالإضافة إلى العمل على 10 في المائة للانتهاء منه والذي يتمثل في إنهاء التوصيلات في بعض المناطق، غير أن قناة تصريف المياه المعالجة المارة بشارع التحلية إلى البحر تعمل حاليا.