التطوع في الشرقية من «الندرة» إلى «الطفرة».. بعد الوصول إلى الفريق الـ 11

التوصية بإيجاد عمل موحد ونشر ثقافة «التطوع» داخل المدارس.. في اللقاء الأول للفرق التطوعية

فتاة في ركن فريق «فور تشينج» توضح فكرة وأهداف العمل التطوعي للحاضرات
TT

قبل نحو 5 سنوات كان الكثير من الاختصاصيين والمثقفين ينادون بغرس ثقافة العمل التطوعي بين شباب وفتيات السعودية، وكانت بعض الجهات تشتكي من ندرة المتطوعين المتعاونين معها، لكن يبدو أن الصورة تغيرت اليوم، لتنتقل من «الندرة» إلى «الطفرة»، حيث بلغ عدد الفرق التطوعية في المنطقة الشرقية وحدها حدود الـ11 فريقا، يضم كل واحد منها أكثر من 200 عضو، وهو ما كشفته مشاركة هذه الفرق ضمن اللقاء الأول للفرق التطوعية، الذي نظمته جمعية «جود» النسائية الخيرية في الدمام، مساء أول من أمس.

وأظهر اللقاء الذي جاء للتعريف بأنشطة وإنجازات الفرق التطوعية، بأن الشرارة الأولى لانطلاقتها جاءت عام 2006، إذ احتفل أثناء اللقاء أقدم فريق تطوعي، الذي يحمل اسم «نادي الشرقية» بمرور 4 سنوات على تأسيسه، بينما معظم الفرق التطوعية الأخرى تشكلت خلال السنتين الأخيرتين، ومن هذا المنطلق تضمنت توصيات اللقاء: ضرورة تسليط الضوء الإعلامي على أنشطة الفرق التطوعية والتعريف بجهودها، وأن يكون هناك عمل موحد يجمع هذه الفرق، وأخيرا، المطالبة بنشر ثقافة التطوع داخل المدارس.

وأوضحت منيرة الحربي، وهي مديرة جمعية «جود» النسائية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الجمعية سعت، عبر اللقاء، إلى تعريف المجتمع بالفرق التطوعية وتعريف الفرق ببعضها البعض، إلى جانب نشر ثقافة العمل التطوعي، وأكدت على ضرورة توحيد الجهود، مستشهدة بنجاح حملة «مساندة» لدعم متضرري سيول جدة، التي نظمتها الجمعية مؤخرا بالتعاون مع عدة فرق تطوعية.

وبدا ملاحظا من عروض فرق التطوع التعريفية وجود تشابه كبير في أنشطتها، فمشاريع جميع الفرق تعنى بعموم شرائح المجتمع المختلفة، من المسنين وذوي الإعاقة والأيتام والأسر المحتاجة والمرضى وغيرهم، حيث ما زال العمل التطوعي المتخصص غائبا عن أجندة فتيات وشباب التطوع، وربما يعود ذلك إلى حداثة تجربة العمل التطوعي في المجتمع، إلا أن ليلى القحطاني، وهي منسقة فريق بنات الدمام التطوعي، ترى أن عدم تخصيص النشاط يعطي شمولية أكبر لأعمال التطوع.

وحول التزايد الهائل في عدد الفرق التطوعية في السنتين الأخيرتين، تقول القحطاني: «في النهاية البقاء للأفضل»، وتعتقد في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، بأنه على الرغم من الأعمال القيمة التي تقوم فيها فتيات التطوع، فإن بعضهن ينتسبن أو يؤسسن الفرق التطوعية كنوع من «الموضة»، قائلة: «البعض لا توجد لديه خطط طويلة المدى أو أهداف واضحة، لذا لا أشعر بجدية بعض الفرق، وأتخوف من أن لا تكون قادرة على الاستمرار».

في حين اعتبرت منى الشويعر، وهي ممثلة فريق «فور تشينج» التطوعي، تزايد أعداد الفرق التطوعية في المنطقة الشرقية «أمرا إيجابيا جدا»، حيث ترى أن ذلك يدل على انتشار ثقافة التطوع داخل المجتمع، خصوصا أن هذه الفرق تسعى إلى تقديم المساعدة للغير دون انتظار أي مقابل، حسب قولها، مضيفة: «وجود أعداد كبيرة من الأندية التطوعية يعطينا المجال للتعلم والتعاون والتوسع في العطاء».

وعن نتائج المشاركة في هذا اللقاء التطوعي الأول من نوعه، قالت الشويعر: «وجدنا رغبة كبيرة في التطوع من مختلف الشرائح النسائية، بداية من صغيرات السن وحتى ربات البيوت وسيدات الأعمال»، وأضافت: «كان السؤال عن طلبات الانضمام كبيرا، وهو ما رفع معنوياتنا»، موضحة أن فريقها يهتم بالدرجة الأولى في جانب التوعية والتثقيف بشتى المجالات.

وفي منتصف اللقاء، تحدث الكاتب نجيب الزامل، عضو مجلس الشورى السعودي، (عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة)، عن قيمة التطوع، قائلا: «الإسلام أول دين مورس فيه العمل التطوعي المدني الحقيقي»، واعتبر المنطقة الشرقية الرائدة على مستوى بقية المناطق السعودية في تكريس ثقافة التطوع، مضيفا أن «الآن لدينا جمعية العمل التطوعي في المنطقة الشرقية، وكل يوم نتسلم ما يزيد على 10 و20 طلب انضمام».

ويبدو أن اللقاء مثل أيضا فرصة جيدة لـ«تسويق» كل فريق تطوعي لذاته، حيث انهالت عروض الجمعيات والمدارس والقطاعات الاجتماعية على فتيات التطوع، مع التنافس على استقطاب الفرق التطوعية واستثمار نشاط منسوباتها تحت مظلة رسمية، فيما فضلت بعض الأمهات الاستفسار عن آلية انضمام بناتهن إلى فتيات التطوع، وهنا ترى نورة الزهراني (ربة منزل)، التي حضرت اللقاء، أن هذه المشروعات من شأنها شغل أوقات الفتيات والشباب بما يعود بالفائدة على أنفسهم ومجتمعهم.

يذكر أن اللقاء الذي رعته الأميرة جواهر بنت نايف، حرم أمير المنطقة الشرقية، وبحضور فاق الـ500 سيدة، ضم الفرق التطوعية التالية: نادي الشرقية التطوعي، ونادي الخبر التطوعي، وفريق بنات الدمام التطوعي، ومجموعة «كير»، وفريق «فور تشينج» (من أجل التغيير)، والجمعية الوطنية لطلاب الطب، وفريق وجهة التطوعي، وفريق «لنسعدهم»، واتحاد الأندية التطوعية الشبابية، وفريق «خلك غير»، وأخيرا، فريق «شواهد» التطوعي.