«الدفاع المدني» يوقف عمله مع خبير يوناني مشارك في أعمال البحث عن ضحايا كارثة جدة

نتيجة الفشل في تحقيق النتائج المأمولة.. وانتهاء عمليات صيانة 270 منزلا متضررا

استمرار الجهود الرسمية في البحث عن المفقودين جراء كارثة جدة («الشرق الأوسط»)
TT

أوقفت إدارة الدفاع المدني الأسبوع الماضي تعاونها مع الخبير اليوناني، الذي استعانت به في تحديد عمليات البحث بدقة خلال عملها على تداعيات كارثة جدة الشهر الماضي.

وخلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أرجع العميد محمد القرني، مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ بجدة، سبب استغنائهم عن الخبير اليوناني، إلى عدم تحقيقه النتائج المرجوة التي كانت متوقعة منه.

وقال: «شارك الخبير في المرحلة الماضية من أعمال الدفاع المدني بخصوص تحديد أدق لعمليات البحث، غير أن تلك المشاركة لم تعط النتائج المأمولة، الأمر الذي جعلنا نوقف العمل معه منذ الأسبوع الماضي».

يأتي ذلك بعد أن كشفت إدارة الدفاع المدني بجدة، في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، عن شروعها في بدء مرحلة البحث عن وفيات في الطمي، وذلك بعد أن تنتهي من تجفيف البحيرات الثماني، التي حددتها شرق مدينة جدة، والمتكونة جراء سيول الأربعاء الشهر الماضي، التي راح ضحيتها حتى الآن 122 قتيلا و37 مفقودا.

وفي هذا الصدد، أوضح القرني أن العمل على تجفيف البحيرات لا يزال مستمرا، لافتا إلى أنه يتم الآن تفريغها وفق آلية محددة، للبدء في عمليات البحث عن الوفيات تحت الطمي.

وأضاف: «تتمثل تلك الآلية في شفط المياه من موقع إلى آخر، وذلك من خلال فتح قنوات بين البحيرات من الأعلى إلى الأسفل، ليتم مسح القنوات السفلية أولا، ومن ثم تفريغ العلوية عليها، بعد التأكد من خلوها عبر مواتير الشفط، والقنوات المفتوحة بالمعدات الثقيلة، وتخفيض منسوب المياه في الطبقات العليا للبحيرات إلى الطبقات الأدنى منها».

وكان من المفترض أن يتم الإعلان خلال الأسبوع الماضي عن نتائج فحوصات الحمض النووي DNA، التي تم أخذها من ذوي المفقودين، بهدف مطابقتها على الجثث المجهولة، غير أن العميد محمد القرني أبان أن الأدلة الجنائية قائمة حاليا على الربط بين عينات 32 أسرة من ذوي المفقودين و25 جثة مجهولة، متوقعا أن تتضح النتائج خلال الأسبوع المقبل، على حد قوله.

وأشار القرني إلى أن عمليات الدفاع المدني قائمة في جانبين، يتمثل الجانب الأول في العمل الأساسي الذي سيستمر حتى العثور على المفقودين، فيما يتضمن الجانب الآخر استمرارية أعمال الدعم لحين الانتهاء من مراحل إسكان الأسر وإعادة تأهيل الأحياء.

واستطرد بقوله إن الخطة الزمنية للانتهاء من مرحلة الدعم تعتمد في مجملها على نتائج اللجان القائمة بالعمل الآخر، والمتضمنة لجان تقدير الأضرار والكشف عن المساكن، إضافة إلى إعادة تأهيل الأحياء من قبل الجهات الأخرى، مؤكدا استمرارية العمل بشكل دقيق.

ولا يزال مؤشر عدد ضحايا كارثة جدة يقف عند 122 قتيلا و37 مفقودا حتى الآن، وذلك وفق ما أعلنته السلطات الأمنية السعودية، التي أعلنت بلوغ عدد المساكن، التي تم الكشف عنها، ما يقارب 4.8 ألف من بينها 1001 منزل صالح، و3.8 ألف منزل متضرر، مشيرا إلى أن عدد الأسر التي تم صرف الإعاشة لها بلغ نحو 2.8 ألف أسرة، إلى جانب انتهاء اللجان من تقدير ضرر نحو 3.5 ألف عقار حتى الآن.

إلى ذلك، يبحث المجلس البلدي في محافظة جدة الاثنين المقبل مع أهالي أحياء شرق الخط السريع القريبة من بحيرة الصرف الصحي، «السامر، والأجواد، والمنار»، آخر المستجدات التي طرأت أخيرا بخصوص البحيرة، وذلك على خلفية كارثة «سيول الأربعاء».

وأوضح حسين باعقيل، رئيس المجلس البلدي، أن الجلسة التي سيحضرها ممثلون عن أمانة محافظة جدة، والدفاع المدني، ومقاولي المشروعات المنفذة في البحيرة والسد الاحترازي بعد الكارثة، ستناقش بطريقة تفاعلية مع الجمهور كل ما يتعلق بتفاصيل البحيرة.

وشدد باعقيل على أهمية مشاركة السكان في هذا اللقاء، لا سيما أنه ستتخلله سبل علاج ارتفاع منسوب المياه خلف السد الاحترازي، وكيفية علاجها بالطرق الفنية الحديثة، منوها أن اللقاء سيعقد بعد صلاة المغرب بالتعاون مع مركز حي السامر بجمعية مراكز الأحياء في جدة.

ومن منطلق استغلال المياه المعالجة في محطات معالجة مياه الصرف الصحي، كشفت أمانة محافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن استهلاك نحو 10 آلاف متر مكعب يوميا من تلك المياه في ري الشتلات الموجودة بمشروع الغابة الشرقية في جدة.

وأوضح أحمد الغامدي، مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة، أن مساحة الغابة الشرقية تبلغ ما يقارب 2.5 مليون متر مربع، تحوي أكثر من 170 ألف شتلة، لافتا إلى أن المشروع تم افتتاحه العام الماضي بحضور الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية.

وقال الغامدي لـ«الشرق الأوسط»: «تجاوزت تكلفة مشروع الغابة الشرقية 30 مليون ريال، الذي يعتمد في مجمله على الري مباشرة بمياه محطات المعالجة، وذلك بمعدل 10 آلاف متر مكعب يوميا»، متوقعا الانتهاء من المشروع خلال 6 أشهر إلى سنة.

ولفت الغامدي إلى وجود مشروعات أخرى مشابهة للغابة الشرقية، التي من ضمنها غابة الرياحين وقرية المزارعين، وكذلك مشروع لتطوير وادي العسلاء بمساحة 120 مليون متر مسطح، ليحوي مساكن وفيلات ومتنزهات وطنية، إلى جانب مدينة ملاه.

وفيما يتعلق بالطرق المؤدية إلى مشروع الغابة الشرقية، أفاد مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة، أن العمل على إعادة تأهيل الطرق وإزالة آثار الأمطار لا يزال مستمرا، إضافة إلى إنشاء «هدا الشام»، الطريق الرئيسية التي تربط بين مكة المكرمة والغابة الشرقية.

ومن جانب آخر، أنهت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني صيانة نحو 270 منزلا، حيث أوضح الدكتور علي الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، أن المؤسسة ماضية في برنامج صيانة وتأهيل المنازل المتضررة جراء السيول التي اجتاحت مدينة جدة الشهر الماضي، حتى انتهاء طلبات المنازل التي يرغب أصحابها في صيانتها، مؤكدا أن المؤسسة تتولى تأمين المواد الخام لصيانة البيوت المتضررة، مضيفا أنه تم إنشاء مركز لهذا البرنامج جنوب أبرق الرغامة، ليكون قريبا من المواقع المتضررة.

من ناحيته قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور راشد الزهراني، رئيس مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكة المكرمة، إن العاملين على صيانة تلك المنازل هم من خريجي المعهد، الذين أكملوا جميع الحقائب التدريبية، إلى جانب بعض المدربين في المعاهد نفسها، لافتا إلى أن جميع المشاركين سيمنحون شهادات خبرة في هذا الخصوص.