إصابة 90.2 ألف شخص بإنفلونزا الخنازير في السعودية وتلقيح 60 ألفا

«الصحة» تتخوف من الموجه الثالثة للمرض وتناشد أولياء الأمور تطعيم أبنائهم > مرغلاني لـ «الشرق الأوسط»: تنسيقنا مع «التعليم» قائم.. وانتقاد المدارس «قديم»

TT

أعلنت وزارة الصحة، أمس، أن إجمالي عدد حالات الإصابة مخبريا بمرض إنفلونزا الخنازير A ( (H1N1 في السعودية بلغ 15.5 ألف حالة، فيما وصل عدد حالات المرض المشخصة سريريا إلى 74.75 ألف حالة. وأكدت الوزارة أن عدد الوفيات بلغ 124 حالة معظمهم من الأطفال والشباب والنساء الحوامل بعكس الإنفلونزا العادية التي تصيب كبار السن ومن هم 65 عاما فما فوق.

وبينت الوزارة أمس تطعيم 60 ألف شخص في السعودية بلقاح إنفلونزا الخنازير في المملكة منذ بداية حملة التطعيم حتى أمس السبت، بما في ذلك طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، مؤكدة أنه لم تسجل أي مضاعفات ذات خطورة عالية على جميع من تم تطعيمهم. في وقت أشارت فيه الوزارة إلى أن عدد الذين تم تطعيمهم حول العالم بلغ أكثر من 65 مليون شخص منهم 48 مليونا في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها، مبينة أنه لم تسجل أي آثار جانبية شديدة الخطورة، إلا أنها مع ذلك أوضحت أن الآثار الجانبية للقاح لا تختلف عن تلك التي تحدث في اللقاحات الأخرى التي تم إعطاؤها من قبل سواء أثناء الطفولة أو في سن المدرسة، والتي قد تحدث بعد إعطاء اللقاح بفترة قصيرة وتختفي دون علاج خلال يوم أو يومين من أخذ اللقاح.

وناشدت الوزارة جميع أولياء أمور الطلاب والطالبات الإسراع في تطعيم أبنائهم وبناتهم، لوقايتهم من هذا المرض وعدم انتشاره في المدارس، خاصة أن الموجة الوبائية الثالثة للمرض والمتوقعة عالميا ستكون أشد المراحل بسبب زيادة البرودة خلال موسم الشتاء الحالي. وأبانت أنه بحسب التوقعات العلمية العالمية ستزداد حدة المرض والحالات والوفيات على مستوى العالم، حيث سجل الفيروس إصابات ووفيات كبيرة في جميع دول العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك بسبب الانسياق خلف الشائعات غير العلمية التي تدعي أن أخذ اللقاح يسبب الإصابة بأعراض جانبية.

وأوضح بيان لوزارة الصحة أرسل إلى «الشرق الأوسط» أن إحصائيات المضاعفات الجانبية الناتجة عن اللقاح أثبتت عدم وجود أي مشكلات من أخذه وأن اللقاح أثبت مأمونيته وسلامته بشهادة منظمة الصحة العالمية، وهيئات الغذاء والدواء في أميركا وأوروبا والسعودية وأنه لا يوجد أي دليل علمي على عدم مأمونيته.

وذكرت الوزارة أنها ستتيح الفرصة أمام الجميع؛ مواطنين ومقيمين من كافة الفئات العمرية، للحصول على التطعيم عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية، وقد تم الإعلان في المرحلة الأولى عن إعطاء اللقاح بجميع مناطق ومحافظات السعودية، اعتبارا من يوم السبت المقبل 6 يناير (كانون الثاني) الجاري.

إلى ذلك، أكد الدكتور خالد مرغلاني مدير عام الإعلام والتوعية الصحية في وزارة الصحة، أن التقرير الذي نشر في «الشرق الأوسط» يوم الاثنين 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي تحت عنوان (الصحة تتهم المدارس بتعطيل مشروع الطلاب والطالبات بلقاح إنفلونزا الخنازير) لم يكن دقيقا.

وأبان مرغلاني أن التصريح المنسوب له كان قبل بدء حملة تطعيم الطلاب والطالبات بلقاح إنفلونزا الخنازير المزمع إقامتها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وأثناء وجوده في مشعر منى في مكة المكرمة خلال موسم حج العام الماضي.

وأبان أنه ذكر في تصريحه آنذاك أن هناك تنسيقا متكاملا في الحملة مع وزارة التربية والتعليم من خلال اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية، مفيدا أنه من بين ما تم الاتفاق عليه لانطلاق الحملة إعداد نموذج إذن ولي أمر الطالب باللقاح بأسلوب علمي إقناعي يتضمن قيام وزارة الصحة بالتأكيد على مأمونية وسلامة اللقاح من خلال منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء في أميركا وأوروبا والمملكة العربية السعودية. وتابع أنه أبدى ملاحظة حول استباق بعض المدارس الأمور بخصوص هذه النموذج واجتهادها في عمل نموذج موافقة ولي أمر على أخذ اللقاح، والذي تمت صياغته بشكل قد يوجد نوعا من التخوف لدى أولياء الأمور، مشيرا إلى أنه لم يعبر عن انتقاد وزارة الصحة لبعض المدارس في التعامل مع الوباء.

وذكر أن نشر الخبر بتلك الطريقة مع بدء انطلاق حملة التطعيم فيه «الكثير من الإثارة والمبالغة التي قد تؤثر سلبيا في تحقيق الأهداف المرجوة من الحملة ويقلل الثقة فيما تقوم به الجهات المختصة في كل من وزارتي التربية والتعليم والصحة للتصدي لوباء إنفلونزا الخنازير لحماية فلذات أكبادنا الطلاب والطالبات من الإصابة بهذا المرض».