جامعة الملك سعود تطلق اليوم مؤتمر «التقنية والاستدامة في العمران» بمشاركة 100 باحث

يقام برعاية الأمير نايف بن عبد العزيز.. ويناقش 5 محاور من خلال 93 بحثا متخصصا

TT

يناقش اليوم أكثر من 100 باحث محلي ودولي 5 محاور يطرحها مؤتمر «التقنية والاستدامة في العمران»، الذي تنظمه جامعة الملك سعود، برعاية الأمير نايف بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

وتتمثل تلك المحاور الخمسة في العمران والاستدامة، وتقنيات البناء والاستدامة، وسياسات واستراتيجيات متطورة في مجال العمران، والتقنية والاستدامة في التعليم العمراني، والتقنية والاستدامة في الإسكان الميسر، والتي سيتم النقاش بها على مدى 3 أيام.

وقال الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، أمس، خلال مؤتمر صحافي على هامش انعقاد المؤتمر، إن مؤتمر التقنية والاستدامة في العمران، يعد مؤتمر مختص في غاية الأهمية، حيث تم التواصل مع أفضل مراكز البحوث العلمية في العالم، وقد قدم أكثر من 400 بحث لهذا المؤتمر تم قبول 60 في المائة منها ستتم مناقشتها على مدى 3 أيام.

وقال الدكتور العثمان إن رعاية الأمير نايف بن عبد العزيز لهذا المؤتمر تجسد قدر ما يمنحه الأمير نايف لجامعة الملك سعود من رعاية واهتمام تحمله عليه عنايته بالمعرفة وحرصه على رعاية ودعم مؤسساتها، إدراكا من سموه لدور المعرفة في المساهمة في ازدهار الوطن وتقدمه.

وأكد أن الجامعة تشرفت برعاية الأمير نايف بن عبد العزيز لعدة مناسبات تاريخية مختلفة، حيث مثلت رعايته في كل هذه المناسبات منعطفا جديدا في منظومة تطوير الجامعة، حيث دشن البرامج الأكاديمية، وهو الذي بارك الرؤية الجديدة للجامعة، وساهم مساهمة كبيرة جدا سواء كانت مادية أو معنوية.

وأضاف أن رعايته تعد امتداد لتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، والمتمثلة في إرادة قوية سياسية في الارتقاء بمنظومة التعليم العالي بشكل عام والبحث العلمي بشكل خاص، وليس أدل على ذلك من الدعم الكبير الذي قدمته ميزانية هذا العام للتعليم العالي وما خصصته لجامعة الملك سعود.

وأكد أن مؤتمر «التقنية والاستدامة في العمران» الذي تنظمه كلية العمارة والتخطيط، ينطلق من إدراك الجامعة واجبها في التوعية والتثقيف وطرح القضايا العلمية ومناقشتها، مع الحرص على استقطاب نخبة من الباحثين والمتخصصين للتوصل إلى نتائج تستثمر فيما يخدم الوطن.

من جهته، أكد الدكتور عبد العزيز المقرن، عميد كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود ورئيس المؤتمر، أن فكرة المؤتمر قد نشأت منذ ثلاث سنوات، وتم تشكيل اللجان الخاصة بتنظيم المؤتمر، وتم طرح الأفكار والموضوعات المهمة والحيوية لجميع أعضاء هيئة التدريس في الكلية والاتفاق على موضوع التقنية والاستدامة في العمران.

وأضاف أن المكتسبات العالمية والعلمية والتقنية التي حققتها الجامعة خلال السنوات الماضية وموضوع هذا المؤتمر الحيوي المهم ساهما في جذب كثير من الباحثين والعلماء المتخصصين من الجامعات والمؤسسات العلمية العالمية، حيث تلقى المؤتمر ما يقارب 400 ملخص للبحوث المقترحة مقدمة من 60 جهة أكاديمية ومهنية من 42 دولة عربية وأجنبية.

ولفت إلى أنه لحرص اللجنة المنظمة للمؤتمر على جودة البحوث وعلاقتها المباشرة بموضوع المؤتمر ومحاوره، فقد تمت الموافقة على 152 بحثا كاملا تم تحكيمها بشكل علمي دقيق، لتتم الموافقة النهائية على قبول 93 بحثا لعرضها في سجل المؤتمر ومناقشتها في جلساته.

وأعلن المقرن عن 5 جوائز لأول خمسة بحوث تختارها اللجنة، مشيرا إلى استضافة المؤتمر نخبة من الخبراء والعلماء والباحثين العالميين في مجالي التقنية والاستدامة في علوم العمران، حيث يأتي ذلك مواكبا لتوجه الجامعة ودورها الريادي في خدمة المجتمع ورفع مستوى البيئة العمرانية، وفي الوقت نفسه، يتواكب مع رغبة الجامعة في دراسة التوجهات الحديثة والتجارب العلمية من خلال البحوث والدراسات التي سيناقشها نخبة من العلماء والمختصين من مختلف بلدان العالم.

فيما أشار الدكتور محمد الحصين، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إلى أن مصطلح الاستدامة في العمران ظهر منذ ما يقارب عقدين من الزمن، وأن أول من قام بتكريس مفهوم الاستدامة بشكل علني هم الناشطون والباحثون في المحافظة على الموارد الطبيعية للبيئة. وأكد أن الاستخدام المبالغ فيه للموارد الطبيعية كالرمل والشجر والحجارة والرخام وغيرها هو هدر للأموال والمكتسبات، مضيفا «على الرغم من تكامل التقنية المعاصرة مع مبدأ الاستدامة لتحقيق مصالح المجتمع وتحسين بيئته الطبيعية والمبنية، فإننا نجد أن كثيرا من الممارسات العمرانية المعاصرة، محليا وعالميا، تعمل وللأسف الشديد بصورة مغايرة، حيث ما زالت كثير من المؤسسات والشركات العمرانية تقوم بعمليات الهدم والبناء ثم الهدم والبناء دون أي مراعاة لاحتياجات الأجيال المقبلة».

وأكد الدكتور الحصين أن الاستدامة في العمران تهدف إلى تصميم بيئات مبنية عالية الكفاءة ترشد استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، وتنادي باستخدام المواد بشكل فاعل لتقليل الأثر البيئي السلبي، وانبعاث غازات الاحتباس الحراري.

وأضاف أن العمارة الخضراء تهدف إلى تكامل العمران مع البيئة المناخية المحيطة، والقيم الاقتصادية، والثقافية، والحضارية لتحقيق حياة أفضل للمجتمع ولأجياله المقبلة مع استدامة المصادر والحفاظ على النظام الإيكولوجي على المستوى المحلي والعالمي.

وأشار إلى أنه «من ذلك المنطلق يهدف المؤتمر الإنساني العلمي أولا إلى إحياء دور العمارة والتخطيط في تحقيق مبادئ الاستدامة والمساهمة العملية في رفع مستوى البيئة العمرانية، وذلك من خلال العمل على تطبيق الإمكانيات الهائلة التي تكمن في التقنية الحديثة.. وثانيا إلى دعم التعاون البناء بين الخبراء والمتخصصين والمطورين، لسد الفجوة الكائنة بينهم، ولتحقيق التكامل المهني والمعلوماتي في مجالات التقنية من أجل الاستدامة». ويندرج تحت موضوع المؤتمر كثير من القضايا والمسائل التي تم حصرها.