خالد الفيصل: ما زلت مصرا على أن تكون مكة أجمل مدن العالم

يسعى لجعل العاصمة المقدسة قبلة للمسلمين في المجال الحضاري وليس للحج والعمرة فقط

الأمير خالد الفيصل خلال حفل تدشين مسابقة مكة أمس (تصوير : عدنان مهدلي)
TT

لا يزال الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، مصرا على موقفه بجعل مكة أجمل مدن العالم، والدفع بمشاريع العاصمة المقدسة لأن تبنى بهوية إسلامية.

وجدد الأمير خالد الفيصل تأكيده على ضرورة العمل الجاد لجعل مدينة مكة المكرمة أجمل مدن العالم. وقال خلال تدشينه أمس الاثنين المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مكة المكرمة «أنا مصرّ على أن أرى مكة المكرمة أجمل مدن العالم، ولن أتراجع عن تنفيذ المشاريع التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف».

وأضاف الأمير خالد الفيصل «إن المشاريع العمرانية والتطويرية التي تنفذ في مكة يجب أن تكون بمواصفات عالمية وذات هوية وطابع إسلامي جميل، وكما تعلمون فإن استراتيجية التنمية في المنطقة بنيت على التخطيط التنموي السعودي، وعلى مخطط التنمية الإقليمي بمكة المكرمة، وهي الاستراتيجية التي انطلقت من الكعبة التي لولاها ما كانت مكة المكرمة، ولولا مكة لما حظيت المنطقة بهذه المكانة العالمية الإسلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الحضارية والثقافية».

وأشار أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن العمل جار لتطوير الإمكانات لتكون مكة المكرمة قبلة المسلمين، ليس في الحج والعمرة فقط، وإنما في كل المجالات التنموية الحضارية والتطور الحضاري الذي يستحقه كل مواطن ومسلم.

وأكد أن «علينا مسؤولية أن نقدم للعالم أجمع مكة المكرمة كمثال للتقدم والحضارة والرقي بالإنسان، عبر تقديم أفضل الخدمات لزائريها، وجعلها غاية في الجمال والكمال والنظافة والمحتوى المبهر».

وزاد «نريد أن تكون مكة المكرمة رمزا للحضارة والإنسانية والثقافة والعمران، بما يرتقي بالمكانة الإسلامية لمكة المكرمة عمرانيا وتنظيميا، لنقدمها للعالم أجمع كأجمل مدينة في العالم».

وكان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لمعالجة الأحياء العشوائية، ترأس أمس في مكتبه بجدة الاجتماع السادس للجنة التنفيذية لمشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية بالمنطقة، وأكد خلاله اهتمام الحكومة السعودية بمعالجة أوضاع الأحياء العشوائية، وتطوير البنية التحتية، وتوفير المرافق العامة والخدمات، وتقديم كل ما من شأنه ترقية حياة الإنسان السعودي وتحقيق الرفاهية وسبل العيش الكريم للمواطنين.

وتطرق الاجتماع لتطورات ومستجدات تنفيذ مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية على مستوى منطقة مكة المكرمة، وأقر المجتمعون آلية تطوير الأحياء العشوائية التي لها إمكانية ذاتية للتطوير، كما أقروا آلية تطوير الأحياء العشوائية المقامة بتعديات على الأراضي الخاصة، واستعرضوا قضايا إصدار تصاريح البناء في المناطق المختارة للبدء في مراحل المشروع.

وناقش المجتمعون مسودة آلية تثمين العقار لنزع الملكيات المعدة من قبل أمانة محافظة جدة، واطلعوا على الخطوات التنفيذية لمشروع طريق الملك عبد العزيز بمكة المكرمة.

وفي ختام الاجتماع، أكد أمير منطقة مكة المكرمة رئس اللجنة التنفيذية للمشروع، ضرورة اهتمام اللجان المنبثقة عن اللجنة التنفيذية بتنفيذ ما أسند إليها من أعمال المشروع، ووضع الآليات التي تم إقرارها موضوع التنفيذ بما يخدم الإسراع في العملية التطويرية، ويحد من انتشار ظاهرة المناطق العشوائية بالمنطقة.

وبالعودة للمسابقة التي دشنها أمير منطقة مكة المكرمة، وبحسب الدكتور أسامة بن فضل البار، أمين العاصمة المقدسة المشرف العام عليها «تتمحور المسابقة حول تصميم لوحات جدارية في 12 موقعا لتجميل مدينة مكة المكرمة، من خلال الاعتماد على تراث البيئة المكية من طبيعة المكان والعناصر المعمارية والمشغولات التقليدية، مرورا بالتراث الإسلامي والعلوم الإنسانية والتطبيقات التشكيلية الزخرفة البنائية والهندسية، وانتهاء بأعمال الخط العربي».

وقال الدكتور البار «نسعى من خلال المسابقة إلى تحقيق ملتقى تكامل الفلسفة الإنسانية، فضلا عن تبادل الخبرات العلمية والدينية، والاهتمام بنشر الثقافة الفنية عبر أعمال تحكي الموروث الإسلامي لتؤكد جدارة مكة المكرمة كعاصمة للثقافة الإسلامية على مر العصور، كون مكة المكرمة البلد الحرام، وشرفها الله سبحانه وتعالى ببيته العتيق وجعلها قبلة الإسلام والمسلمين يتجهون إليها في كل صلاة ويفدون إليها لأداء مناسكهم».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل أن تكون المسابقة هي الحدث السنوي الأبرز للفن التشكيلي إسلاميا، ونحن لا نستهدف جميع أنواع الفنون، بل نستهدف ما يناسب منها مدينة مكة المكرمة لأنها ذات طبيعة خاصة، لذلك ما يصلح لبعض المدن العالمية قد لا يصلح لمدينة مكة المكرمة، ولا بد من ملاحظة أن الفن الذي نتحدث عنه هو الفن الإسلامي الهادف الملتزم بالقواعد الإسلامية».

وأشار إلى أن موقع المسابقة يعمل بثلاث لغات هي العربية والإسلامية والفرنسية، وقال «نحن نسعى لاستقطاب مشاركين، ونعلم أن الفنانين المسلمين يتحدثون بنحو 80 لغة، ورغم استهدافنا للفنانين المسلمين فلا يوجد ما يمنع من استقطاب أعمال فنية من فنانين غير مسلمين»، متمنيا على الجميع المشاركة في هذه المسابقة التي ترتبط بأحب البقاع إلى الله عز وجل، والتي تنعقد فعالياتها تحت شعار «وبحب مكة نلتقي»، لتكون الانطلاقة الأولى نحو الآفاق بالتعاون والاحترام.