جدة.. خروج أكثر من 300 أسرة متضررة دون التأكد من صلاحية منازلهم

الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط»: الأوضاع تتطلب إعادة الاستعانة بالكلاب البوليسية في البحث.. والأمانة تنهي الأعمال الطارئة لإعادة فتح الطرق

جدة تحولت إلى ورشة عمل كبرى لإعادة الأمور إلى نصابها («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت إدارة الدفاع المدني في جدة لـ«الشرق الأوسط» عن خروج نحو 391 أسرة ممن تم إيواؤهم على خلفية تضررهم جراء كارثة جدة خلال الفترة الأولى دون التأكد من وجود منازل لهم، وذلك نتيجة عدم مراجعتهم اللجنة لتجديد السكن في المرحلة الثانية. وقال العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ في جدة لـ«الشرق الأوسط»، إن تلك الأسر لم تراجع اللجنة المتخصصة لتجديد إيوائهم في المرحلة الثانية، لافتا إلى عدم معرفة الدفاع المدني إذا ما كانت تلك الأسر تمتلك منازل صالحة للسكن، على حد قوله.

وحول وجود تواصل معهم، أفاد العميد محمد بأنهم على تواصل مع جميع الأسر، لكنه استدرك في القول بـ«نحن لا نعلم، ولم يراجعوا اللجنة للمرحلة الثانية»، مطالبا بضرورة اللجوء إلى الجهات المختصة في حال عدم امتلاكهم لسكن صالح باعتبارهم أسرا متضررة.

وكانت إدارة الدفاع المدني كشفت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عن بدء عودة الأسر المتضررة إلى منازلهم في الأحياء المنكوبة منذ الأسبوع الماضي، وذلك عقب جولة ميدانية كاملة شملت حي كيلو 11 وحتى الحرازات والصواعد في أقصى شرق المدينة.

وأوضح العميد عبد الله الجدّاوي مدير الدفاع المدني في جدة أنه تم الخروج في جولة الأسبوع الماضي بمشاركة 16 جهة حكومية لمسح المناطق وتقييم الأوضاع فيها، حيث أعطت مؤشرات مبشرة من ناحية البنية التحتية للمنطقة وما يتعلق بها من الشوارع والنظافة وتمديدات الكهرباء.

وقال في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»: «من المفترض أن تعود الحركة في الدوائر الحكومية الموجودة في تلك المناطق بمجرد عودة الأهالي إليها، إلى جانب مباشرة المدارس، لا سيما وأن جميع المؤشرات تؤكد عدم وجود أي خطر يستدعي إبقاءها خالية»، مؤكدا أن الأوضاع مستقرة، على حد قوله.

وبعد تجفيف ثلاث من ثماني بحيرات تم تحديدها في وقت سابق للبحث عن جثث بها، جددت فرق البحث التابعة للدفاع المدني تعاونها منذ يومين مع الكلاب البوليسية لاستخدامها في العثور على الجثث.

وهنا علّق العميد محمد القرني قائلا: «إن سبب توقف الاستعانة بالكلاب البوليسية خلال الفترة الماضية كان نتيجة وجود مياه في البحيرات، الأمر الذي يعيق عملها في مثل تلك الظروف، غير أنه حاليا يتطلب الأمر وجودها»، مبينا أن تلك الكلاب تعمل في مجموعتين للبحث عن الجثث داخل البحيرات التي تم تجفيفها. يأتي ذلك في وقت ما زالت فيه عملية البحث عن المفقودين مستمرة بمشاركة 74 ضابطا من الدفاع المدني و424 فردا و109 معدات، إلى جانب مشاركة القوات الخاصة بالوسائل الرقابية المتمثلة في الكلاب البوليسية.

وفيما يتعلق بالأعمال اليومية للدفاع المدني، انتهت اللجنة الفنية للكشف عن المنازل من الوقوف على 1.1 ألف منزل منها 889 منزلا صالحة و307 منازل متضررة، إلى جانب تقدير ما يقارب 6.1 ألف عقار.

وأوضح مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ في جدة بأنه جرى صرف بدل الإعاشة لنحو 5.9 ألف أسرة، عدا عن إيواء نحو 9 آلاف أسرة بعدد أفراد بلغ 31 ألف فرد، مشيرا في الوقت ذاته إلى ثبات عدد الوفيات حتى الآن على 123 قتيلا و32 مفقودا.

إلى ذلك، انتهت أمانة محافظة جدة من الأعمال الطارئة لإعادة فتح الطرق المتضررة من السيول شرق وجنوب جدة خلال الفترة من 11 ذي الحجة حتى 26 محرم.

يأتي ذلك في الوقت الذي اعتمدت فيه الأمانة مؤخرا خطة متكاملة لإعادة تأهيل شوارع أحياء أم الخير والمساعدية والمتنزهات وتم البدء بها مؤخرا وتستهدف تعبيد 340 ألف كيلومتر مربع، من المتوقع الانتهاء منها منتصف ربيع الآخر المقبل.

ووضعت الأمانة خطة أعمال متكاملة بمخطط زمني لإعادة تأهيل طريق مكة القديم في المسافة من كيلو 4 إلى كيلو 14 بدأت أوائل هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تنتهي في 12 ربيع الأول المقبل.

وأوضحت الأمانة أنه تم الانتهاء من فتح الطرق المتضررة في بلدية أم السلم مخطط المساعد، وحي المتنزهات الشرقية، وقويزة، إضافة إلى الانتهاء من أعمال الصيانة لتقاطع طريق الحرمين مع شارع عبد الله السليمان (خط الخدمة)، وشارع باخشب، وعبد الله السليمان (الرئيسي - الخدمة).

كما انتهت أمانة جدة من فتح امتداد شارع جاك بعد أعمال النظافة والسفلتة والصيانة اللازمة له، وفتح خط الخدمة بجوار سور جامعة الملك عبد العزيز من الجهة الشرقية، وطريق مكة القديم، وشرق كوبري بريمان، والطريق المؤدي إلى مرمى النفايات، إلى جانب فتح الشارع المؤدي لطريق مكة القديم في حي المحاميد، وعمل ترقيعات أسفلتية لبعض المحاور الرئيسية.

وفي سياق آخر، طالبت جهات معنية في محافظة بيش بالإسراع في إزالة الأشجار والعقوم المقامة وسط الأودية بالمحافظة وتنظيف مجاري السيول، إلى جانب رفع قائمة بأسماء الأشخاص الذين قاموا ببناء المساكن في بطون الأودية والشعاب والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لتلك الاعتداءات، بالإضافة إلى ضرورة متابعة التوصيات والإسراع في تنفيذها.

جاء ذلك خلال اجتماع أحمد بن عرار النعمي رئيس المجلس البلدي بمحافظة بيش وأعضاء المجلس، اليوم، بمدير الدفاع المدني ومدير فرع الزراعة في المحافظة لمناقشة أخطار السيول على المنطقة ومراكزها وذلك في مقر المجلس البلدي بالمحافظة.

وشهد الاجتماع جولة ميدانية على بعض الأودية ومجاري السيول وبطون الأودية في كل من محافظة بيش ومراكز الفطيحة والحقو والعالية، إلى جانب مناقشة عدد من المحاور المتمثلة في الاعتداءات على الأودية ومجاري السيول وإزالة العوائق التي تعترض جريان مياه السيول بها.