السعوديات يواجهن البطالة بـ«الماكياج وأدوات التجميل»

ما كان في الماضي «عيبا اجتماعيا» تحول اليوم إلى «مصدر رزق»

TT

مع ارتفاع معدلات البطالة بين السعوديات، بات الكثيرات منهن يتجهن لتجارة الماكياج وأدوات التجميل، سعيا لمواجهة كابوس البطالة، الذي اقترب من حاجز الـ28%، وفقا لمعدلات رسمية أعلنتها أخيرا وزارة العمل.

تلك الأنواع من التجارة الحرة، تزامن معها إقبال الفتيات السعوديات على المشاريع التجارية الصغيرة في عالم الاستثمار، وهو ما أحدث تغييرا في نظرة المجتمع المحلي فيما يتعلق بعمل المرأة، من حيث بعض المحاذير الشرعية، والتي قادت إلى أن يرتكز عمل المرأة السعودية على قطاعي الطب والتعليم فقط.

نسبة البطالة في صفوف النساء في السعودية، أجبرت البعض منهن على التغلغل في مشاركة المجتمع في أعماله التجارية أو المشاركة في الجمعيات الخيرية والتعاونية، بالإضافة إلى التعاون في الملتقيات النسائية والدورات التي تقام على هامش بعض الملتقيات النسوية.

الجانب الأكبر في أوساط المجتمع النسائي السعودي توجهن إلى بعض الأعمال التي لا تتطلب حضورا منهن أو مغادرتهن للمنزل، كالعمل مندوبات لمبيعات شركات الماكياج وأدوات التجميل، والفساتين والإكسسوارات.

اتجاه بعض السعوديات لتلك الأنواع من الأعمال قاد كثيرا من الشركات الخاصة بأدوات التجميل العالمية لاستقطابهن، بحكم معرفتهن بخصائص مجتمعهن المحلي، ودرايتهن برغبات بنات جلدتهن من تلك السلع عبر مدارس البنات والجامعات والمناسبات العائلية.

منى إبراهيم، طالبة جامعية سعودية، لم تخف عملها مندوبة لإحدى شركات التجميل الأوروبية، واستطاعت تطوير العمل لتلك الشركة، من حيث الإعلان والترويج عن السلع التي تعمل في الترويج لها في مجتمعها المحلي الضيق، وهو ما وفر لها نسبة من مبيعات السلع بالإضافة إلى راتبها الشهري، وترى في عملها أنه مناسب لمتطلبات حياتها اليومية.

ووفقا لمنى، التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن ممانعة قاطعة أبداها زوجها في بداية عملها، إلا أن الممانعة تلك أصبحت رضا تاما مع العوائد المالية التي باتت عمليات الترويج لسلع الماكياج تعود بها عليها.

وتضيف الشابة السعودية منى «ما أروج له من سلع تتطلبها حياة السيدات بشكل يومي، جعل هاتفي متداولا بين أوساط الفتيات، خصوصا من الطالبات في المدارس والجامعات، وأفكر بالفعل أن أعمل على تطوير ذاتي بعد أن اكتسبت الخبرة والمال، بافتتاح متجر خاص بي، سيعود علي بالربح المالي، وسأعمل على توظيف بنات جلدتي من جانب آخر، ليشققن طريقهن مثلما بدأت في العمل مع الشركة الأجنبية التي أعمل لحسابها من سنين».

وتقول منى «أصبحت معروفة على مستوى منطقتي، ورقم هاتفي بات متداولا في المدارس والجامعات، ولا أجد وقتا في مواسم الصيف، وهو التوقيت الذي يحرص السعوديون على إتمام زيجاتهم وحفلاتهم خلاله، لتلبية الطلبات والرغبات، على الرغم من تدريبي لعدد من صديقاتي على مهنتي لتحقيق الرغبات والطلبات التي تطلب مني».

وعلى الرغم من تحفظ بعض السيدات على شراء بعض المنتجات أحيانا، كونها غريبة نوعا ما، فإنها أصبحت مع الوقت مطلوبة، وتشهد إقبالا منقطع النظير، وبكميات وليس بالتجزئة، وهو ما يحقق مكاسب مالية البعض منها يرى أنها أعلى من بعض الأعمال الحكومية التي قد تلتحق بها السيدات في السعودية.