الدفاع المدني لـ «الشرق الأوسط»: الاستعانة بالأقمار الصناعية للبحث عن 32 مفقودا في كارثة جدة

العميد القرني لم يستبعد أن تكون السيول جرفت بعضهم إلى البحر

امانة جدة تتيح لملاك السيارات التي فقدت في كارثة السيول البحث عنها الكترونيا في موقع الامانة على شبكة الانترنت («الشرق الأوسط»)
TT

استعان الدفاع المدني السعودي بالأقمار الصناعية لتحديد الأماكن المتوقعة لنحو 32 جثة مفقودة في كارثة سيول جدة، وذلك بالعودة إلى إحداثيات ما قبل السيول وما بعدها.

وشملت مناطق البحث، بحسب العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ بمحافظة جدة، مجاري الأودية كافة، المدفونة والظاهرة، حتى آخر امتداد لها، إضافة إلى القيام بعمليات مسح شاملة لشواطئ المدينة كافة من قبل فرق حرس الحدود في احتمالية لجرف السيول بعض المفقودين إلى البحر.

وأشار القرني لـ«الشرق الأوسط» إلى احتمالية جرف السيول بعض الجثث إلى البحر، مؤكدا أن ذلك أمر وارد، خاصة مع امتدادات بعض الأودية بحسب ما كشفته صور الأقمار الصناعية للأودية قبيل الأحداث التي دعمت الفرق في كشف الإحداثيات الحقيقية لامتداد السيول ومجاري الأودية في المدينة. وأضاف القرني: «يواصل الدفاع المدني عملية البحث عن المفقودين بمشاركة 74 ضابطا من الدفاع المدني، وبعدد 424 فردا، وعدد 109 معدات وآليات وبمشاركة القوات الخاصة بالوسائل الرقابية والكلاب البوليسية».

وأكد العميد القرني استمرار مـشـاركة وحـدات معهد الدفاع الجوي بعدد من الضباط و49 فردا، واستمرار مشاركة الحرس الوطني بالقطاع الغربي بضابطين و50 فردا، لمساندة الدفاع المدني للقيام بعملية التمشيط والبحث عن المفقودين وذلك طبقا لخطة تدابير الدفاع المدني.

ووجه الدفاع المدني عبر «الشرق الأوسط» الدعوة لجميع ملاك المنازل والمتضررين جراء السيول للحضور يوم الخميس المقبل إلى مقر الإدارة لتحديد آلية عودتهم إلى منازلهم بعد انتهاء عمليات الحصر للمنازل المؤهلة لسكن والأخرى المتضررة، تمهيدا لعودة من تصلح منازلهم للسكن، فيما سيستمر إيواء أصحاب المنازل المتضررة لحين صدور أي توجيه بحقهم.

من جانبها، أكدت الرئاسة العامة للأرصاد عبر بيان رسمي لها أن الفرصة مهيأة لهطول أمطار قد تكون رعدية على مرتفعات عسير والباحة وقد تشمل أجزاء من منطقة جازان، في حين تظهر تشكيلات من السحب على الأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية ومنطقة الرياض مع فرصة هطول أمطار بين حائل، رفحا، حفر الباطن، وتنشط الرياح السطحية على المناطق الجنوبية والوسطى مثيرة للأتربة والغبار، خاصة على منطقة الدوادمي ووادي الدواسر وأجزاء من منطقة الرياض والقصيم، ولا يستبعد تكون الضباب على الجزء الجنوبي للبحر الأحمر والخليج العربي خلال ساعات الليل والصباح الباكر.

في سياق ذي صلة، أتاحت أمانة جدة لملاك السيارات المفقودة والمتضررة خدمة البحث الإلكتروني عن مركباتهم عبر الموقع الإلكتروني للأمانة بحيث يحدد الموقع مكان وجود المركبة بعد سحبها من قبل الآليات أثناء وبعد الكارثة.

ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة الإعلان عن ميزانيات الأمانة والدفاع المدني لهذا العام، بحسب مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، اعتمادات إضافية لمشروعات درء المخاطر والسيول، إضافة إلى معدات الإنذار والطوارئ للدفاع المدني بعد ما واجهته تلك الفرق من اختبار حقيقي هذا العام.

وكانت أمانة جدة اعتمدت، بحسب موقعها الإلكتروني، في ميزانية العام الماضي مشروعات لتنفيذ شبكة تصريف مياه الأمطار بمحافظة جدة ومشروع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول تبلغ تكلفتهما الإجمالية 206 ملايين ريال، إضافة إلى مشروعات درء أخطار السيول للقرى التابعة لأمانة محافظة جدة بنحو 19 مليونا و440 ألف ريال.

وبين الموقع أن «هناك مشروعات مرحلة ومستمرة بميزانية أمانة محافظة جدة تشمل مشروعات تصريف مياه الأمطار والمياه السطحية بجدة وإنشاء شبكة تصريف مياه الأمطار في مرحلتها الثانية، إضافة إلى مشروعات تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول للقرى التابعة للمحافظة بنحو 218 مليونا و169 ألف ريال».

من جانب آخر، اتفقت أمانة محافظة جدة مع هيئة الطيران المدني على المخططات النهائية لشارع المطار الجديد وطريق النزهة ليكون محورا عرضيا رئيسيا من طريق الملك غربا حتى طريق الهجرة مستقبلا، جاء ذلك من خلال التوقيع على محضر اتفاق للجنة مكونة من المرور والأمانة ومستشار هيئة الطيران المدني.

وأوضح المهندس حسني كلكتاوي مدير عام هندسة النقل والمرور بأمانة جدة في بيان بثته أمانة جدة أمس: «أنه تم الاتفاق على أن يكون طريق الأمل وربطه بطريق النزهة محورا رئيسيا شماليا يربط مدينة جدة من الشرق إلى الغرب والعكس، وليكون بديلا لطريق حراء، بحيث يقتصر شارع حراء على الأغراض التجارية»، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ مشروعات جسور وأنفاق على المحاور الرئيسية المتقاطعة مع حراء بحيث تكون من الشمال إلى الجنوب، وتكون الإشارات المرورية موجودة على شارع حراء.

وأضاف كلكتاوي أن «المحور الجديد الذي يتوقع أن يطلق عليه (محور الأمل) سيتم تحرير جميع تقاطعاته أسوة بباقي محاور المدينة الرئيسية، بحيث يكون طريقا محوريا يمتد من طريق الحرمين شرقا إلى الكورنيش غربا، ومستقبلا سيتم ربطه بالطريق الدائري الجديد شرقا».

وأشار في الوقت ذاته، مدير عام هندسة النقل والمرور بأمانة جدة، إلى أن الأمانة وضعت خطة استراتيجية لتحرير محاور مدينة جدة بناء على كثير من الدراسات، حيث قامت باستخلاص توصيات الدراسات السابقة وأهمها دراسة تطوير مخطط النقل الشامل، ودراسة تطوير شارع الأمير ماجد، ودراسة تحسين التقاطعات العشرة، بالإضافة إلى توصيات دراسات مرورية متفرقة، حيث تم حصر هذه التوصيات ومناقشتها في ورش عمل متكررة ضمن فريق عمل يضم متخصصين من داخل الأمانة وخارجها وبمشاركة أساتذة متخصصين في هندسة النقل من جامعة الملك عبد العزيز.

وبين كلكتاوي أنه يتم تحديد الأولويات من خلال لجنة تنسيق النقل والمرور التي تضم في عضويتها الأمانة، ووزارتي النقل والداخلية؛ بحيث يتم تحديد معايير كمية واضحة تعطي النسبة الأكبر للتقاطع الذي يقع على محور مهم، الذي يشهد زيادة في زمن التأخير بالثانية لكل مركبة ويشهد نسبة عالية من حجم المرور ساعة الذروة ونسبة مرور عالية للمركبات المستمرة.

وأضاف أن «جميع مشروعات الكباري والجسور والأنفاق تخضع لكثير من التنظيمات والمراجعات حيث تجرى في البداية دراسة مرورية مستفيضة مستندة على إحصاءات مرورية مع التوقعات المستقبلية لتقرير الحل الأنسب للتقاطع، سواء كان جسرا أم نفقا أو حتى تقاطعا أرضيا، حيث يقوم الاستشاري بتقديم عدد من البدائل ويختار البديل الأمثل، وبعد تعيين البديل الأمثل تتم الأعمال المساحية للمسار المقترح للمنشأة سواء كان جسرا أو نفقا أو التحديد الفعلي لموقع خطوط الخدمات وتفعيل ما هو موجود في العقود الحالية وما تم توضيحه في العقود الجديدة، الذي يعتبر من مسؤوليات الاستشاري، وتتم الدراسة بتحديد المسار لتفادي أكبر عدد من خطوط الخدمات في حدود التصميم الأمثل للجسر أو النفق سواء كان إنشائيا أو هندسيا».