وزارة الزراعة لـ «الشرق الأوسط»: التوجه نحو إقامة مجمعات أصول وراثية لزراعة الحمضيات في مناطق سعودية

مركز البستنة يضم نحو 120 صنفا كأكبر بنك على مستوى الوطن العربي

TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» المهندس علي بن عبد الله الجليل، مدير عام مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران والتابع لوزارة الزراعة، التوجه نحو إقامة مجمعات أصول وراثية فرعية للحمضيات في المناطق السعودية التي يمكن أن تنجح فيها زراعة الحمضيات، مشيرا إلى أن مركز أبحاث البستنة بنجران يضم أكثر من 120 صنفا ونوعا كأكبر بنك للأصول الوراثية على مستوى الوطن العربي.

ونفى الجليل وجود نية لإنشاء بنك أصول وراثية لباقي أصناف الفاكهة مثل النخيل والعنب والتين والمانجو، مؤكدا أن «التوجه المستقبلي بإذن الله هو إقامة مجمعات أصول وراثية فرعية للحمضيات في المناطق التي يمكن أن تنجح فيها زراعة الحمضيات في المملكة، حتى نؤكد استمرار المحافظة على هذه الأصول والحفاظ عليها في حالة حدوث أي مكروه لا قدر الله».

وأضاف «أما بالنسبة إلى إنشاء بنوك أصول وراثية للفواكه الأخرى فإن وزارة الزراعة ومن خلال مراكز الأبحاث المتخصصة، كمركز أبحاث النخيل والتمور بالأحساء ومركز الأبحاث الزراعية بجازان ومركز إنتاج وتصنيع الزيتون بالجوف وغيرها من المراكز البحثية الأخرى، وبحكم تخصص هذه المراكز، تسعى جاهدة إلى تطوير وجمع الأصول الوراثية من خلال إنشائها ودعمها على غرار بنك الأصول الوراثية للحمضيات بمركز البستنة».

وأشار مدير عام مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران إلى إنشاء «وحدة بنك الأصول الوراثية لأصناف الحمضيات»، مؤكدا أنه خلال مسيرة المركز تم جمع أصناف الحمضيات من أنحاء العالم ودراستها وتجربتها تحت ظروف المملكة بهدف اختيار أفضلها نجاحا تحت ظروف المملكة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأصول والأصناف، والاعتماد على الأصناف والأمهات الموثوقة والمحفوظة في منطقة معزولة وتحت رقابة دائمة من خلال الفحص المستمر لمعرفة خلوها من الأمراض الفيروسية وشبه الفيروسية والبكتيرية وغيرها.

وقال الجليل «وحدة الأصول الوراثية تضم معظم الأصناف والأصول التجارية في العالم، إضافة إلى بعض الأصناف والأصول الحديثة التي ثبت نجاحها في الظروف الجافة وتتحمل قلوية التربة والملوحة إلى أعلى حد ويتم تجديد هذه الأصناف كل 10 سنوات وبطرق خاصة ومن ضمنها طريقة التطعيم القمي أو ما يسمى shoot tip grafting التي تتم عن طريق أخذ القمة المرستيمية الخالية من الأمراض وإعادة زراعتها أو ما يسمى بالإكثار النسيجي بحيث نضمن أنها سليمة وخالية من الأمراض». وذكر الجليل أنه «تم تحديد المواقع التي تتشابه ظروفها مع ظروف المملكة العربية السعودية السائدة والتي تتسم بأنها جافة أو شبه جافة وذات حرارة مرتفعة في فصل الصيف، وتم تحديد أماكن مثل كاليفورنيا وأريزونا وأستراليا والكثير من المناطق التي تشتهر بزراعة الأصناف التجارية في العالم، لأخذ الأصناف والبذور وما يستجد من أصناف جديدة وإدخالها إلى المركز بعد أن يتم التأكد من خلوها من الأمراض».

وعن الشروط التي تجب مراعاتها كمركز أبحاث قبل استيراد هذه الشتلات قال «إنه لا بد أن تكون هذه الأصناف أو الأنواع من مراكز معتمدة وموثوقة وخالية من الأمراض، وتحمل شهادة أصل ومنشأ وتكون مطابقة تماما للصنف المطلوب».

وعن آلية عمل إكثارها والمحافظة عليها قال «قبل الشروع في استيراد وتجميع هذه الأصناف تم بناء وتجهيز وحدة معزولة حسب مواصفات خاصة ومغطاة بشبك عازل لدخول الحشرات ومصممة بطريقة الأبواب المتعددة، بحيث يتم التعقيم قبل الدخول إليها، ويحدد أشخاص متخصصون للعمل داخل هذه الصوب أو البيوت المعزولة، ثم توضع هذه الأصناف داخلها ويجري لها فحص بواسطة جهاز الـPCR باستخدام الأحماض النووية RNA وDNA أو النباتات الكاشفة أو الحساسة للاستدلال على الأمراض.