مؤتمر الحج والعمرة: باحث هندسي ينتقد الطرز المعمارية حول الحرم المكي

قال إنها أفقدت مكة توهجها الروحاني ولم تعكس تاريخها ولا صناعاتها القديمة

TT

انتقد أحد الباحثين في ختام المؤتمر العاشر لأبحاث الحج والعمرة النسق العمراني المتاخم للحرم المكي، مبينا أن الطرز المعمارية المسورة للمنطقة المركزية في العاصمة المقدسة أتت على نمط معماري مستورد، مما أفقد مكة توهجها الروحاني، ولم يعكس تاريخ مكة العظيم ولا صناعاتها القديمة.

وقال المهندس صدقة بن سعيد فقيه، من أمانة العاصمة المقدسة، الذي قدم نموذجا للتعامل مع المناطق القديمة في مدينة مكة المكرمة: «إن المجال العمراني والاقتصادي والطفرة الهندسية، في العاصمة المقدسة، شهدت نموا سريعا غلبت عليه أنماط معمارية مستوردة، وفي خضم التوسع الهائل هذا برزت أنماط معمارية بعيدة كل البعد عن معطيات البيئة الطبيعية، أو القيم والخلفية التاريخية والاجتماعية والدينية والاقتصادية للسكان».

وأضاف: «أدى استبدال مواد البناء المحلية بالمتطورة المستوردة، واستخدام الأساليب العصرية في البناء إلى إيجاد بيئة معمارية وحضرية جديدة قد لا تتوافق مع الظروف المكانية ذات الخواص الروحانية، فظهرت الأبنية المستنسخة من الخارج، وحدث تحور في البيئة التكوينية (الجبلية) المحيطة بالحرم المكي الشريف، من إزالة وتغيير في معالمها، وبذلك فقدت المدينة والمساكن خصائصهما الأصلية، وأصبحت أمام محنة كبيرة من غيبة التراث الحضاري الأصيل المتمثل في العمارة التقليدية، بكل خصائصها التقليدية الوظيفية والجمالية».

وزاد بالقول: «من هذا المنطلق لا بد من عمل يوقظ الوعي بتراثنا العمراني وعمارتنا التقليدية، كما أن كل زائر لمكة المكرمة يريد أن يتعرف على تاريخ هذا البلد العظيم وذلك من خلال ما اشتهرت به مبانيها التاريخية وصناعاتها القديمة التي تحكي تاريخ مكة المكرمة، وطالما أطلت في قالب يحكي لكل زائر عشق مكة وتاريخها العظيم».

وحول أفكار إبداعية لتطوير خدمات الحرم المكي أفاد البراء بن محمد، طالب في كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية من جامعة الملك فيصل، في أطروحته التي حملت ثلاثة اختراعات لتطوير الحرم أولها السير المتحرك في الطواف والسعي، ويهدف إلى إراحة المقعدين وتفريغ الوقت للعبادة، والتقليل من الزحام والتحرك بأريحية، وعدم اختلاط العربات مع الناس وكثيرا ما تحدث إصابات في أرجل المعتمرين، نتيجة الإصابات بسبب سير العربات، إضافة إلى تشجيع المقعدين وأسرهم للذهاب إلى العمرة وتقليل التكلفة المادية.

أما الاختراع الثاني فحوى رشاشات مياه بمراوح قابلة للنقل من مكان إلى آخر أو ثابتة في أماكن محددة تعمل في حالة زيادة درجة الحرارة، حيث يهدف هذا الابتكار إلى خفض درجة الحرارة وتقليل معامل الإرهاق للحجاج والمعتمرين.

أما ثالث تلك الاختراعات فهي عبارة عن مواسير شفط للشوائب وتوضع في الزوايا السفلية، من جدار المسجد الحرام، بالإضافة إلى الأماكن التي في الغالب تتجمع فيها الأوساخ، حيث يهدف هذا الابتكار إلى سحب الصوف والخيوط والشوائب الخفيفة التي تؤثر على المعتمر وتقلل نسبة الحساسية عند المصلين في المسجد الحرام، فضلا عن نظافته.

ومن جانب آخر، قدم الدكتور أحمد البدوي من جامعة أم القرى دراسة تهدف إلى تقييم أثر قرار منع المركبات ذات السعة الأقل من 25 راكبا من نقل الحجاج والدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج الماضي، حيث ذكر ازدياد عدد الحجاج من عام إلى آخر في السنوات الأخيرة حتى وصل إلى أكثر من 3 ملايين حاج في حج 1429هـ، مفيدا أنه قد بلغ عدد المركبات (الصالون) 1429هـ أكثر من 17 ألف مركبة مما يشكل عبئا على الطرق، حيث من المعلوم أن المركبات ذات السعة القليلة تقوم بنقل عدد قليل من الحجاج، ومع ازدياد عددها فإنها تؤثر تأثيرا كبيرا على الحركة المرورية.