رالي حائل يقسم أهالي المنطقة ما بين «التخوف» و«الترقب»

الطريق المؤدية لموقع السباق باتجاه واحد.. والحوادث المرورية هاجس مقلق

رالي حائل أوجد لنفسه موطأ قدم في خريطة السباقات العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

يترقب أهالي منطقة حائل (شمال السعودية)، الفعاليات المصاحبة لرالي حائل الدولي 2010، والمزمع انطلاقها منتصف فبراير (شباط) الحالي.

وتتوقع التقديرات تجاوز عدد زوار المنطقة من السياح حاجز نصف المليون زائر من داخل السعودية وخارجها لشعبيته وشهرته محليا وإقليميا، وتزامنه مع إجازة منتصف العام الدراسي.

وتعيش منطقة حائل وسط أجواء ربيعية بعد اكتسائها اللون الأخضر، لم تعشها منذ أكثر من عقدين، مع استمرار لهطول الأمطار خلال الفترة الماضية، وتوقعات باستمرارها مع اعتدال الطقس خلال الأسابيع القادمة.

وفي المقابل يتخوف أهالي المنطقة، خصوصا سكان الأحياء والقرى الواقعة شمال غربي حائل، من زحام مروري خانق قد يتسبب في حوادث مرورية على الطريق الموصل للفعاليات المصاحبة والمواقع السياحية ومنها وادي مشار.

وقام منضمو رالي حائل والفعاليات المصاحبة له بتغيير موقع الفعاليات المصاحبة من موقعها السابق والواقع على طريق حائل الجوف الدولي والذي ضرب عليه سياج من قبل الشركة المنفذة للطريق إلى منتزه المغواة شمال غربي مدينة حائل.

ويتوقع أن يشهد طريق حائل - جبه ذو المسار الواحد كثافة مرورية عالية خلال هذه الفترة، مع خروج الأهالي وزوار المنطقة لمشاهدة الجبال والنفود والسهول، والاستمتاع بالفعاليات التي تتصدرها هواية التطعيس، وسط توافد الكثير من الشباب من مناطق عدة في السعودية لممارسة هذه الهواية.

وسبقت ذلك مطالبات من سكان القرى والهجر الواقعة على الطريق ورواده للسلطات المحلية بحث الشركات المنفذة التي تعمل منذ أكثر من عامين في إنشاء ازدواج للطريق بمسافة 40 كيلومترا على سرعة التنفيذ، بالإضافة لإنشاء جسور وكباري يتوقع أن تربك الحركة المرورية في الطرق التي تتفرع من هذا الطريق الموصل لمواقع الفعالية المصاحبة بالقرب من متنزه المغواة شمال غربي حائل، والذي يضم ساحة الاحتفال الرسمية للرالي ومواقع الجمهور والحضور والمركز الإعلامي الدولي للرالي وغرف مراقبة الحكام والنتائج.

وبالرغم من مرور أربع سنوات على انطلاق رالي حائل، فإنه لا يوجد مقر دائم للفعاليات المصاحبة للرالي، مما يربك الزوار، لتنقلها بين عدة مواقع منها طريق حائل - جبه وطريق حائل الجوف الدولي وأخيرا بقرب متنزه المغواة.

يذكر أنه تم الإعلان في عام 2008 عن إنشاء موقع جديد تحت مسمى قرية الرالي «الرالي فيليج» سيحدد لاحقا ليكون موقعا ثابتا للفعاليات المصاحبة التي ستتضمن سوقا شعبية ستضخ فيه رؤوس أموال استثمارية، وسيكون مركزا إداريا للرالي.

ومن جهته، بين أمين أمانة حائل المهندس عبد العزيز الطوب خلال ورشة عمل عقدت أخيرا استعدادا لمهرجان الصحراء بحائل، أن «إشكالية موقع القرية السياحية في حائل تم حلها أخيرا، وتم إعطاء الاستشاري الفكرة وقدم عرضا أوليا وكان جيدا إلا أنه لا يتوافق مع تطلعات المنطقة، ونحن الآن بانتظار العرض الثاني وفورا سيتم تنفيذ القرية السياحية».

وينتظر أن يضخ الرالي خلال أسبوع واحد أكثر من 75 مليون ريال، ويسهم ذلك في إنعاش الوضع الاقتصادي في المنطقة.

وستحظى قطاعات اقتصادية مختلفة بطلب كبير وتحقيق إيرادات عالية جراء تدفق المواطنين والزوار على المنطقة خلال هذه الفترة، ومنها مرافق الإيواء ومحطات المحروقات وتأجير السيارات والمطابخ والمطاعم ومقدمي الخدمات الصحية والمراكز التجارية.

ومن شأن الحراك الاقتصادي الذي ستعيشه منطقة حائل أن يخلق فرصا وظيفية مؤقتة للراغبين في عرض المنتوجات المحلية في الأسواق الشعبية، وبيع المواد التموينية ومستلزمات الرحلات بمواقع الفعاليات.

وتشهد خدمات الطيران الجوي إقبالا يتوجب معه تكثيف الرحلات وزيادتها في مثل هذه المناسبات التي تشهدها المنطقة.

وبحسب مركز الإحصاءات السياحية «ماس» التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار، فإن دخل المؤسسات السياحية بحائل بلغ خلال فعاليات رالي حائل 2008، 38 مليون ريال، وارتفع معدل إشغال الفنادق والشقق المفروشة لـ100 في المائة، فيما بلغ زوار الفعاليات المصاحبة للرالي أكثر من 300 ألف زائر.

وفي المقابل، توقعت إدارة العلاقات العامة والإعلام بالهيئة العليا لتطوير منطقة حائل في تقرير صحافي، أن يشهد رالي حائل الدولي لهذا العام والفعاليات المصاحبة له إقبالا جماهيريا من الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها بأعداد أكثر من السنوات الماضية، لتزامن إقامته مع إجازة منتصف العام الدراسي، مما يتوقع معه أن تكون حائل هي الوجهة السياحية الأولى لأبناء المملكة والخليج خلال هذه الفترة.

إلى ذلك، أعلن الأمير عبد الله بن خالد، مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، عن استكمال كل الاستعدادات التنظيمية لرالي حائل، مبينا أنه من المتوقع أن يحظى رالي 2010 لهذا العام بحضور رياضي عالمي، ومتابعة إعلامية وجماهيرية موسعة، بالإضافة إلى تنظيم الكثير من الفعاليات الجاذبة لكل شرائح المجتمع والزوار، ومنها فعالية الثقافة والمجتمع، وفعالية الطفل والأسرة، وفعالية الفنون الشعبية، والأمسيات الشعرية، والخيمة النسائية، وعروض الإبل والخيول.