ابتكار سعودي لإطلاق إنذارات مبكرة من السيول والكوارث

عمل عليه شابان سعوديان عقب كارثة جدة

نموذج للابتكار الذي يواجه أخطار السيول والكوارث («الشرق الأوسط»)
TT

الكارثة التي اجتاحت محافظة جدة خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وخلفّت وراءها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، لم تأتِ على السعوديين بهدوء، بل كانت سببا في تنمية أفكار البعض منهم، في سبيل مواجهة مثل تلك الكارثة.

الشابان السعوديان محمد العرفج ومحمد الحربي اللذان يدرسان هندسة الحاسب الآلي في جامعة الأمير فهد بن سلطان في تبوك (شمال السعودية)، عملا على ابتكار جهاز إلكتروني يعمل على كشف جريان السيول بشكل مبكر، قبل بلوغها المناطق السكنية والمرافق العامة والخاصة في آنٍ واحد، حتى يتم الفراغ من مشاريع تصريف المياه والصرف الصحي في جدة،والتي يجري العمل عليها في الوقت الراهن.

ويتركز الاختراع السعودي على حساسات مربوطة مسبقا بدوائر كهربائية، تعمل على إرسال إشارات إنذار فيما لو تعرض أي من الوديان المحاذية للمحافظة لسيول أو أمطار غزيرة للجهات الرسمية التي تعمل على متابعة أخطار تلك الكوارث.

وتعطي الحساسات تلك، التي يتم وضعها في الأودية ومجاري السيول، إشارات ورسائل تنبئ بقرب بلوغ المياه والسيول للمنطقة المتابعة من قبل الجهات الرسمية، مع وضع حدود للخطر من حيث مستوى المياه وسرعتها قبل بلوغها للمنطقة بوقت يكفي لمواجهتها.

وتطلق الأجهزة التي يتم وضعها في الأودية، والتي لا بد من ربطها بأجهزة كيابل من نوع «RS232»، والتي تمكن أجهزة الحاسب الآلي المربوطة بإشاراتها الكهربائية من قراءة الرسائل التحذيرية، ليتسنى قراءة إحداثيات، ليتسنى إرسال رسائل نصية لجهات مواجهة الأحداث الطارئة.

ويقوم البرنامج المحفوظ مسبقا في أجهزة الحاسب الآلي بكتابة رسائل في ملف مخصص، ومن ثم باستخدام برنامج يعمل على تقنية معالجة الصورة الرقمية، ليتمكن البرنامج من قراءة حيثيات المعلومات، وبالتالي تحديد موقع الإحداثيات، وفي حال وصول أكثر من رسالة على نفس خط سير الوادي يقوم مركز العمليات باتخاذ الإجراءات اللازمة بناء على تلك الرسائل.

ولم يقف الابتكار عند ذلك الحد، بل يعمل الشابان وفقا لتأكيداتها لـ«الشرق الأوسط» على تطويره لتغطية جميع مناطق المملكة، ومعرفة عمق المياه وسرعتها، بالإضافة إلى عمل نظام حماية للجهاز من السرقة، وربطه بالأقمار الصناعية مع دمج أنظمته بأجهزة متنقلة.

وسيتم تحكيم الاختراع السعودي الذي بلغت كلفته قرابة 23 ألف ريال في مؤتمر لوزارة التعليم العالي غرة شهر مارس (آذار) المقبل.

ومن المتوقع أن تستفيد مصلحة الأرصاد وحماية البيئة وجهاز الدفاع المدني من ذلك الاختراع في حال اقتناع الجهات الرسمية تلك، التي تعمل على مواجهة الكوارث، بما يقدمه من عمليات إنذار مبكرة.