بطولة عابرة لصيد الأسماك تنعش مهنة صناعة القوارب الشراعية

كانت بمثابة طوق النجاة

TT

لم يخطر ببال منظمي البطولة العربية لصيد الأسماك التي استضافتها السعودية للمرة الأولى، والتي أقيمت على ضفاف شواطئ مدينة ينبع مؤخرا، أنها ستعيد النظر في مهنة صناعة وبيع القوارب الشراعية التي شارفت على الاندثار، وتكون في نفس الوقت طوق النجاة لهذه الصناعة، بعد أن بدأ صناع وباعة القوارب الشراعية في التلاشي، وأخذ الطلب يقل على هذه المهنة.

البطولة العربية لصيد الأسماك أسهمت في انتعاش بيع القوارب الشراعية، وأعادت المجد مجددا لها بعد أن بدأت في الاندثار الفعلي، في حين قامت لجنة التراث البحري بإعداد مسابقة سنوية تُعنى بإعادة هذه الصناعة، مشاركة منها وحرصا على هذه المهنة العريقة.

ناجي الرويسي رئيس الصيادين بينبع، أفاد بأن صناعة القوارب الشراعية في ينبع بدأت في الاندثار الفعلي، لذا قامت لجنة التراث البحري بإعداد مسابقة سنوية تعنى بإعادة هذه الصناعة، وتنص المسابقة على استخدام المتسابقين فقط للقوارب الشراعية القديمة، وهي مسابقة، حسب قوله، محاولة بسيطة لحماية هذه المهنة والحرفة القديمة من الاندثار، وإحياء للتراث القديم في ينبع.

ويعود اندثار هذه المهنة إلى انقراض صناع وباعة القوارب الشراعية، وقلة الطلب على هذه المهنة، فلم يعد أحد يفضل صناعة القوارب الخشبية ولا أحد يطلبها، وأصبح الاعتماد فقط على لنشات الفيبر والمواتير، والقوارب البخارية الحديثة.

من جهته، قال محمود السيد، أحد المهتمين بصناعة القوارب الشراعية، إن سوق صناعة القوارب الشراعية حظيت بنصيب جيد هذه الأيام، حيت قام كثير من محبي البحر وأبنائهم والصيادين بشراء قوارب شراعية تعتمد في سيرها على الأشرعة والمجاديف كنوع من إلقاء الضوء على هذه المهنة التي أصبحت في طي النسيان.

وأوضح محمد الحربي، أحد محبي صيد الأسماك بالقوارب الشراعية، أنه يفضل صيد الأسماك بواسطة القوارب الشراعية القديمة، وذلك من أجل إحياء التراث القديم، وفي الوقت نفسه من أجل عدم انقراض هذه القوارب الخشبية.

وأشار الحربي إلى أن استخدام الصيد بالقوارب الشراعية القديمة لم يعُد متاحا في ينبع إلا في المناسبات والمهرجانات، كما انحسر استخدمها في ينبع في كبار السن فقط، الذين يفضلون بين الحين والآخر النزول بها إلى البحر، وتذكر تلك الأيام الجميلة التي ارتبطت بوجود الناس على ساحل بحر ينبع حيث لم تكن هناك غيرها.