جدة: 35 فتى في جمعية «البر» يتجمهرون ويمتنعون عن المدرسة احتجاجا على نقل مديرهم

يرون أنه نُقل في تصفية حسابات شخصية.. ومدير الجمعية لـ«الشرق الأوسط»: الأمر داخليّ.. وموقف الفتيان «عاطفي»

TT

أثار قرار إداري بنقل مسؤول في جمعية البر الخيرية في جدة «أزمة» دخل ذوو الظروف الخاصة القاطنين في دار الفتيان طرفا فيها بامتناعهم عن الدوام المدرسي وتجمهرهم أمام مبنى الجمعية معتبرين أن قرار نقل مدير دار الفتيان التي يقطنونها قرار جائر وضد مصالحهم التي رعاها على مدار 11 عاما.

وفي حين تدور أحاديث بين الطلاب عن نقل المسؤول عن دار الفتيان على أثر خلاف بينه وبين أشخاص نافذين خارج الجمعية وعلى علاقة بمتبرعين فاعلين، إلا أن مدير الجمعية محمود باقيس أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار النقل هو أمر داخلي وما قام به مجموعه من الفتيان هو من باب العاطفة فقط».

وكان نحو 35 شابا من دار الفتيان قد تجمهروا منذ صبيحة أمس أمام مقر جمعية البر الخيرية وامتنعوا عن الذهاب إلى مدارسهم احتجاجا على قرار رئيس مجلس إدارة جمعية «البر» في جدة والذي نص على نقل مدير دار الفتيان إلى مدير لمركز الشباب، معتبرين أن ضغوطا خارجية كانت خلف صدور القرار، ومتحدثين عن تحريض سابق تعرضوا له ضد المدير المنقول.

وقد اعتبر عبد العزيز الزهراني المشرف المنقول أن قرار نقله قرار «تعسفي» مبنيّ على محسوبيات لعضو مجلس إدارة، وقال: «كان أحد الأشخاص القريبين منه دائم الحضور إلى الدار والتصادم مع الفتيان وتوجيه عبارات تهديد وتذمر لي عن طريقهم مضمونها أنه سيقوم بإخراجي من هذا المكان، وقد اشتبك معه الفتيان يوم الجمعة الماضي بسبب نقل خبر نقلي لهم».

وأضاف الزهراني لـ«الشرق الأوسط»: «علاقتي بالفتيان ليست علاقة عمل ولكن ما أثار حفيظتي أن الأمور تدار بطريقه عشوائية وبحجج واهية وعدم مراعاة المصلحة العامة، فأنا اعمل في هذا المكان منذ 10 أعوام ولديّ من الأبناء مَن هم مبتعَثون خارج المملكة وطلاب في أكبر الجامعات، هل بعد ذلك يتم نقلي وأتقبل القرار بصدر رحب؟ ولكن أتساءل لماذا ولمصلحة من هذا القرار؟».

وبينما تعذر الاتصال بمازن بترجي رئيس مجلس إدارة جمعية البر في جدة، عاد باقيس مدير الجمعية ليوضح: «اجتمع بمجموعه الفتيان اليوم وسمعت منهم وجهة نظرهم وسيتم مناقشته داخليا، وطلبنا منهم الذهاب إلى مدارسهم والعودة لحياتهم الطبيعية حتى نعالج الموضوع».

وحول موضوع نقل المشرف أكد أنه «قرار إداري، وليس لهم الحق في الاعتراض على قرار إداري، وهناك ملاحظات سيتم مناقشتها ورفعها إلى مجلس الإدارة، وفي النهاية قرار تحويل مشرف هو قرار إداري يراعي مصلحة الدار أكثر من أي شخص». واستطرد: «الإدارة إذا رأت أن هناك مصلحه فهذه أمور تتم إداريا، والفتيان ينظرون إلى الموضوع من ناحية عاطفيه فقط».

وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من قرار النقل الصادر بتوقيع رئيس مجلس الإدارة و7 صور منه لآخرين، والذي نص على تكليف شخص آخر مديرا لدار الفتيان في البغداية، وتكليف المدير (سبب الأزمة) بالعمل مديرا لمركز الشباب.

وحمل خطاب أعده الفتيان لتقديمه إلى رئيس مجلس الإدارة وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عبارات الرجاء بالإبقاء على المدير «المنقول»، مؤكدين في خطابهم أنه «لو لا الله ثم هولم نجد إخواننا الذين سبقونا في الجامعات يدرسون بل وجدناهم في الشوارع يلعبون، ولولا الله ثم هو لم نجدهم في الشركات يعملون، بل وجدناهم في الشوارع يتسولون».

بالعودة إلى مجموعة الفتيان المتجمهرين فقد أكدوا أنهم تقدموا بشكوى إلى فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة وعدد من الجهات الأخرى يشرحون فيها مرئيات ما حدث وطالبوا في الوقت ذاته مجلس الإدارة بسماع متطلباتهم وتفهم الأمر لما فيه مصلحة الدار.