أجهزة السينما المنزلية القديمة تحافظ على وجودها في منطقة القصيم

يصل سعرها إلى أكثر من 500 ريال للجهاز الواحد

جهاز السينما القديم على رفوف أحد المحلات الشعبية بعنيزة
TT

من المعروف أن السينما ليست مصطلحا مرتبطا بالحداثة والتطور، وإنما كانت موجودة منذ القدم داخل البيوت، على اختلاف طبقات المجتمع، إذ بدأت بجهاز بسيط يستخدم في العرض عبر قطعة قماش معلّقة على الحائط، لتجمع أمامها أفراد العائلة ومعارفهم.

وليس بالأمر الغريب وجود ذلك الجهاز القديم، الذي يعد من أوائل طرز تلك التقنية حتى الآن في منطقة القصيم، رغم ردود الأفعال التي أحدثها عرض أحد الأفلام السعودية، باعتباره مدخلا لانتشار دور العرض السينمائية في السعودية، والسعودية تعد مجتمعا محافظا.

العم صالح العودة، الذي يهتم بجمع قطع أثرية قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل 40 عاما، يؤكد أن أجهزة السينما المنزلية تلقى رواجا بين عدد من أهالي منطقة القصيم، لافتا إلى أنه كان يمتلك كمية لا بأس بها من تلك الأجهزة، إلا أنه باعها بما لا يقل عن 500 ريال للجهاز الواحد.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» ما زالت تستخدم في سوق «المسوكف» الشعبي الواقع في عنيزة، إذ يتم من خلالها عرض الأفلام الوثائقية، والعروض المتعلقة بالمهرجانات عن طريق إيصالها بشاشة عرض موجودة في أعلى السوق.

وأشار العم صالح، المكنّى بأبو خالد إلى أن جهاز السينما المنزلية يحرص على اقتنائه عدد من المهتمين الذين يملكون متاحف مصغرة في منازلهم، مبينا أن هذا الجهاز يعود تاريخه إلى ما قبل 50 عاما.

ولفت إلى أنه مهتم بجمع القطع القديمة منذ نحو 40 سنة، الأمر الذي يدفعه للبحث عن أجهزة السينما في بعض المحلات القديمة بالرياض، أو الأندية الرياضية التي كانت تستخدمها منذ القدم في الفترة ما بين 1977 و1983، وذلك عن طريق توفيرها لصالات سينمائية بدائية آنذاك.

فيما أوضح إبراهيم العبيد، أحد المرشدين السياحيين في سوق «المسوكف» الشعبي بعنيزة أن شاشة العرض الموجودة تستخدم أثناء المهرجانات التي تنطلق في الإجازات بساحة السوق.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن ما يتم استخدامه بالعرض هو جهاز سينما متطور قليلا عن القديم، إلى جانب استعمال أجهزة الكومبيوتر المحمولة لتوصيلها بالشاشة، ومن ثم عرض الفيلم المراد إيصاله.

وأضاف: «يستمر العرض قرابة نصف ساعة، ويتضمن مختلف الرقصات الشعبية مثل السامري وغيرها، إضافة إلى الحفلات القديمة، ونماذج للألعاب الشعبية، كل بحسب مناسبة المهرجان».

وأوضح أنه يتم وضع مقاعد مخصصة للنساء منفصلة عن الرجال بشكل يشبه إلى حد ما صالات السينما، مؤكدا أنها تلقى إقبالا كبيرا في المواسم باعتبار أن الدخول يكون من دون رسوم.

ويصنف جهاز السينما المنزلي من ضمن الأجهزة الكهربائية التي تحتوي على مصباح ضوء مزود بعدسة مكبرة تعكس الصورة من الفيلم إلى الحائط، بينما يتكون الفيلم، الذي يحوي مدمجات صوتية، من بكرتين إحداهما فارغة كي تستقبل الشريط من البكرة الأخرى الممتلئة.

وبحسب ما ذكره العم مرزوق بن أحمد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» الذي لفت النظر إلى أن سعر السينما المنزلية كان يصل إلى ثلاثة آلاف ريال في السابق، موضحا أن قيمة إيجارها بالكامل لم يكن يتجاوز مائة ريال لليلة الواحدة، بينما يتم دفع ثلاثين ريالا في حال طلب فيلم إضافي.

وأضاف أن من أشهر الماركات التي كانت منتشرة آنذاك «آر سي إيه»، إذ كانت المحلات المالكة لها تضطر في بعض الأحيان لإرسال أحد العاملين فيها ليقوم بتشغيلها وتجهيزها للراغبين في استئجارها، وذلك نتيجة قلة خبرة الناس بكيفية التعامل معها.