«العرجون».. فاكهة الصحراء

يفضل التقاطه في أوقات مبكرة من نموه.. ويكثر ظهوره في فبراير ومارس

القيمة الغذائية لـ«العرجون» قادت للاهتمام بتناوله من قبل بعض السعوديين وأبناء منطقة الخليج («الشرق الأوسط»)
TT

إن أردت الدخول في الثقافة الشعبية السعودية فستحتاج بالتأكيد لسنوات عدة حتى تبلغ مرحلة الإلمام بتفاصيل تلك الثقافة، مع ضرورة اللجوء إلى من يطلق عليهم في الخليج «الرواة»، وهم ناقلو القصص عن قديم الزمان.

تلك الثقافة تخفى بعض من تفاصيلها على أبناء المجتمع المحلي السعودي، الذي بدأ ينشط مؤخرا في العودة إلى التاريخ القديم من باب الاطلاع والثقافة على حد سواء.

الحديث هنا ليس عن الثقافة الشعبية المحلية، بل عن أحد ما يندرج تحت ما تفرزه بعض جوانب تلك الثقافات، خصوصا تلك المرتبطة بالصحراء، التي تسيطر جزئيا على حياة البعض من الشباب السعودي، ومنها «العرجون»، الذي يعد أحد النباتات الفطرية التي يرتبط ظهورها بالدرجة الأولى بالأمطار الموسمية، التي تشهدها السعودية ومنطقة الخليج في أوقات محددة من السنة. ذلك النبات الذي يشبه في ظهوره وعمليات البحث عنه «الفقع» أو «الكمأ»، الذي يحرص أبناء منطقة الخليج على جمعه وتناوله كوجبة أساسية في فترة زمنية محددة من العام، ترتبط هي الأخرى بالأمطار الموسمية.

ويعرف «العرجون» كنوع من أنواع الفطر، بلون أبيض، يصلح للأكل مع الوجبات الخليجية الرئيسية، كـ«الكبسة» التي يحرص أبناء الجزيرة على طهيها في الصحراء بالدرجة الأولى.

ومع تقدم الزمن والعلم على حد سواء، بات البعض من المهتمين بتلك النباتات يلجأون إلى المواقع الإلكترونية للاستشهاد بمن حصل على ذلك النوع من النبات الفطري، مع تحديد الكميات التي يتم التقاطها وتحديد مواقعها عبر تقارير مصورة من قبل المشرفين عن تلك المواقع على الشبكة العنكبوتية.

ومن الناحية الغذائية، للدكتورة ديما البدارنة التي تعمل إخصائية تغذية من شركة «دايت وتشرز»، رأي يتعلق بنبات الفطر «العرجون»، الذي يحتوي على قيمة غذائية تفوق قيم بعض الفواكه، وعدّته أهم من بعض الأدوية التي تساعد على عملية الهضم وفتح الشهية، بالإضافة إلى احتوائه على وزن خمسة أضعاف من الثمرة الطازجة. ويحتوي «العرجون» على نسبة عالية من البروتين، عكس نسب الدهون النباتية التي تحويها ذات النبتة.

ويكون شهر فبراير (شباط) وشهر مارس (آذار) الأكثر من حيث ظهور ذلك الفطر، الذي يتزايد ظهوره في المناطق الصحراوية، التي تتمتع برمال عميقة وطينية في وقت واحد، ليبلغ طوله ما بين 5 إلى 15 سنتيمترا.

ويجد محبو التقاط «العرجون» فنا آخر في طهيه، فالبعض منهم يفضله ضمن محتويات الوجبة الأهم في الخليج «الكبسة»، والبعض الآخر يجده أفضل بطريقة الشوي، والبعض الآخر يفضله عن طريق طهيه بزيوت القلي.

وتعتبر منطقة شمال السعودية الأكثر اهتماما من حيث تناول «العرجون»، بالإضافة إلى أجزاء من وسط المملكة، وأطراف العاصمة الرياض.

محمد السعدون، وهو أحد هواة الخروج إلى الصحراء في السعودية، يرى نفسه من المهتمين في جمع النبات الفطري «العرجون»، معتبرا تلك النبتة من وجبات الربيع المفضلة لدى الكثير من هواة الخروج للصحراء خلال فصل الربيع.

ومن المهتمين بجمع تلك النبتة لبيعها أحمد الصالح، الذي يرى أن الإقبال الكثيف عليها كان السبب الرئيسي وراء خروجه إلى المناطق الصحراوية بحثا عنها، وهو يعد ريع بيع ذلك النبات مجزيا، ومرتبطا بحجم وكمية النبات.