تدرس شركة «أرامكو» السعودية، بشكل جدي، الاستفادة من سيدات منطقة القصيم اللائي يحترفن المهن اليدوية، لصنع هدايا ضيوف الشركة، التي يحرصون على أن تأخذ الطابع التراثي، وذلك لعكس جانب من الهوية التراثية السعودية.
وجاء تفكير «أرامكو» في هذا الأمر،بعد قيام وفد عالي المستوى من الشركة، بالاطلاع والتعرف على التجارب والمواهب التي تقدمها الحرفيات والأسر المنتجة في القصيم، والتي أصبحت تشهد تطورا كبيرا في مجالها واهتماما واسعا من قبل الشركات الكبرى لدعمها.
وقام الوفد بالتجول في أقسام جمعية حرفة التعاونية، والتعرف على الأعمال التي تقدمها الحرفيات في صناعة النسيج والملابس التراثية والطبخ الشعبي والمأكولات القديمة، التي تقدم بأيدي عاملات سعوديات 100 في المائة، ويتم من خلالها تدريب وتأهيل بعض الفتيات في مثل تلك المهن الحرفية.
واطلع الوفد على بعض الهدايا والمشغولات اليدوية التي تقدمها الحرفيات ويتم تسويقها عبر الجمعية وبعض المنافذ والمولات الحديثة، التي قررت مؤخرا البدء في تنفيذ فكرة توطين عمل الحرفيات من خلالها، حيث بدأها أحد مراكز التسوق الشهيرة بتأمين مقر كامل ومهيأ لهن، للقيام بتسويق أعمالهن عبره بكل راحة.
ومقابل ذلك، تقوم جمعية حرفة بتسويق منتجات الحرفيات عبر كثير من المنافذ الأخرى، سواء الغذائية أو الهدايا التذكارية والمشغولات اليدوية، التي تقدمها بعض الجهات الأهلية والحكومية كهدايا لضيوف المنطقة وزوارها، وهي الدراسة التي تنوي الخوض فيها شركة «أرامكو»، حيث تدرس إمكانية تأمين هدايا لضيوف الشركة من عمل الحرفيات والأسر المنتجة.
من جانبه، أكد رئيس الوفد عبد الله بن عيسى العيسى، مدير إدارة شؤون «أرامكو السعودية» في منطقة الرياض، أن ما شاهده خلال الزيارة من تنظيم للعمل وإتقان وحرفية في الأداء يعتبر أمرا يحقق للجمعية مكانة كبيرة في المجتمع المهني، بالإضافة إلى وجود نخبة من الأيدي العاملة السعودية التي تدرب وتجهز الأسر لكسب قوتها اليومي وفق أهداف تسعى لتحقيقها من خلال تلك الأسر، لتطوير العمل لدى تلك الأسر في كل المناطق.
وأشاد العيسى بوجود فريق متخصص يعمل على إنجاح العمل الحرفي، وكذلك مساندة الأسر المنتجة وجمعها تحت مظلة واحدة، من خلال تنويع المهام والتوجهات لديها بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية التي أصدرت التراخيص للجمعية للقيام بمهامها على أرض الواقع، وهو ما يجعل الإقبال على الخدمات بالجمعية أمرا ضروريا لكثير من الجهات لاستخدام المنتجات لتكون هدايا فاخرة ومميزة لضيوف الشركات، ومنها شركة «أرامكو السعودية» التي تسعد بهذه الزيارة، التي ستكون نواة لتواصل أكبر مستقبلا.
من جانبها قالت الأميرة نوره بنت محمد رئيسة مجلس إدارة جمعية حرفة النسائية، إن جمعية حرفة تستعد لانضمام جميع الحرفيات السعوديات والأسر المنتجة تحت لوائها، حيث ستكون مسؤولة بالكامل عن عمل الحرفيات السعوديات والأسر المنتجة في الفعاليات والمهرجانات، وذلك حسب توجيهات الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم في هذا الخصوص.
وأضافت الأميرة نوره أنه سيتم تسجيل جميع الحرفيات والأسر المنتجة في بيانات جمعية حرفة، وسنقوم بتسويق منتجاتهن ضمن فريق تسويقي متخصص ومنافذ بيع تعمل عليها الجمعية في الوقت الحالي مع شركائها في الهيئة العامة للسياحة والآثار، وكذلك جهات أخرى حكومية وخاصة.