ناشطات سعوديات يطلقن اليوم حملة لمحاربة «التحرش» بالصغيرات

تحت شعار «سأخبر الجميع إذا لمستني»

TT

تطلق ناشطات سعوديات صباح اليوم الأربعاء حملة لتوعية الفتيات الصغيرات من التحرش الجنسي، تحمل عنوان «سأخبر الجميع إذا لمستني»، وهي حملة تدشنها جمعية «جود» النسائية، في المدرسة 21 الابتدائية للبنات في حي الخليج بالدمام، وذلك ضمن حفل كبير يأتي بالشراكة مع لجنة تنمية حي الخليج، وبالتعاون مع متطوعات من فريقي «من أجل التغيير»، و«نادي الخبر التطوعي».

وجاء اختيار موضوع الحملة بناء على نتائج دراسة ميدانية أجرتها الناشطة الاجتماعية ميساء الدرويش، التي أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن أبرز المشكلات التي وجدت أن معظم الأطفال يعانون منها هي «قلة الوعي بكيفية تعرضهم للتحرش»، مضيفة: «لاحظت أن نحو 80 في المائة من حالات التحرش الجنسي لا يكون الطفل على علم بأنه قد وقع فيها ضحية للتحرش، فقط يشعر بالضيق، دون استيعاب منه لوجود مناطق بجسده من الواجب أن لا يطلع عليها أحد».

ويتضمن حفل إطلاق الحملة عرض فيلم كرتوني قصير، مدته 9 دقائق، يحكي قصة فتاة اسمها سلمى، تقوم بإخبار الصغيرات عن الفرق بين النظرة الجيدة والنظرة السيئة واللمسة الجيدة واللمسة السيئة، إثر تعرض سلمى للتحرش الجنسي. فيما تؤكد الدرويش أن أصعب ما يعيشه الطفل خلال هذه اللحظة هو الشعور بالخوف وتأنيب الذات الذي لا يجد له تفسيرا.

إلى جانب ذلك، سيتم إعلام الصغيرات خلال الحفل بمفهوم «مثلث الخطر»، وهو ما أفادت الدرويش بأنه «مفهوم عالمي، يبدأ من الكتفين وينتهي بالمنطقة الحساسة»، وأردفت أنه سيتم التأكيد على الصغيرات بضرورة حماية هذا المثلث كي لا يطلع عليه أحد، في حين سيتم توزيع أساور تحمل صورة مثلث الخطر الأحمر، حتى ينطبع في تفكير الفتيات.

وتستكمل هذه الحملة جهودا حديثة مماثلة في المنطقة الشرقية، تستهدف توعية الصغيرات بالتحرش الجنسي، منها زيارة ميدانية أجراها وفد نسائي من هيئة حقوق الإنسان في الشرقية، مطلع الشهر الماضي، إلى إحدى مداس البنات الابتدائية، وقد اعترفت خلالها بعض الطالبات عن تعرضهن لمواقف في التحرش، وتساءلن عن كيفية حماية الجسد من تحرش العمال كالسائقين والخدم في البيوت.

بينما تؤكد لـ«الشرق الأوسط»، أمل الدار، اختصاصية الطفولة بالفرع النسائي للهيئة، على ضرورة عدم الخوف أو التردد في الإبلاغ عن التعرض للتحرش، كما تنصح الصغيرات بعدم الوجود في مكان مظلم أو خالٍ من الناس، وعدم الخروج بمفردهن دون حماية من قريب وكبير، وعدم الخروج دون إبلاغ الأهل إلى أين سيذهبن، مضيفة: «حتى في المدرسة يجب عدم وجود الطالبة بمفردها، ويجب إبلاغ المعلمة في حال حدوث أمر غير مريح».

ويأتي إطلاق حملة «سأخبر الجميع إذا لمستني» ضمن حفل يهدف إلى دعم مشروع تنمية حي الخليج، يضمن كذلك ركنا خاصا بالنظافة الشخصية تجسده شخصية تدعى «نظافة»، تعلم الصغيرات طريقة غسل الأسنان والاهتمام بالنظافة الشخصية وعدد مرات الاستحمام ونحو ذلك، إلى جانب ركن الغذاء، الذي يستهدف تعريفهن بالأكل الصحي، وتقديم بعض المسابقات الترفيهية وتوزيع الهدايا على الطالبات المتفوقات.

وتوضح فريال التركي، وهي منسقة الأنشطة في فريق «من أجل التغيير» التطوعي، طبيعة مشاركة الفريق في الحفل، خلال 3 فعاليات، تشمل: الرسم الحر، التوعية بالسلامة، والمحافظة على البيئة. قائلة: «نحاول تبسيط المعلومات الأساسية، مراعاة لسن الفتيات»، وأكدت أن دور متطوعات الفريق لن يقتصر على المشاركة بهذا الحفل فقط، بل يشمل كافة أنشطة مشروع تنمية حي الخليج في الدمام، الذي تم إطلاقه مؤخرا لدعم أحد أكثر الأحياء عشوائية في المنطقة الشرقية.

جدير بالذكر أن أهداف المشروع تشمل: إعادة هيكلة البنية التحتية للحي، وتقديم الخدمات التوعوية لأهالي الحي، وتأسيس خدمات قروض للمشاريع الصغيرة، والنهوض بالجوانب التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك النفسية، بالإضافة إلى تنمية الموارد البشرية والمادية، وتأهيل سكان الحي في دراسة احتياجاتهم ووضع الحلول العلمية لمشكلاتهم، والتعاون مع الجهات الحكومية للتعامل مع المشكلات التي تطرأ على سكان حي الخليج، وأخيرا تقديم مساعدات عامة لأهالي الحي.

ويعمل مشروع تنمية حي الخليج على قسمين، هما: قسم البنى التحتية، ويشمل إنارة الشوارع، جمع القمامة، إزالة المباني المهجورة، تشجير الشوارع، ترميم المساكن، تنظيف الشوارع والحدائق، خدمات الصيانة سواء الطارئة أو الدائمة، وتقوم بها لجنة تنمية حي الخليج. أما القسم الثاني فهو قسم القوى البشرية، المختص بالمسح الميداني وتوزيع استمارات بحث حالة على أهالي حي الخليج تبعا للتخطيط الميداني، ومن ثم تتم دراسة الاستمارات والتعامل مع كل حالة حسب احتياجاتها.

ويقوم مشروع تنمية حي الخليج على التعاون بين اللجان وتفويض المسؤولية لكل قسم لدراسة الحالة الخاصة به وتقديم الحلول اللازمة، بالإضافة إلى التعاون مع البلدية والشرطة والدفاع المدني وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجميع الجهات الحكومية ذات الصلة، على أن تقرر خطة أعمال لجميع اللجان لمناقشة سير العمل بشكل دوري.