جدة تفتح تحقيقا رسميا للوقوف على أسباب انهيار مبنى لم يخلف إصابات

عقب حريق طال منطقة تاريخية أمس

رجال الدفاع المدني بادروا باخلاء السكان من منطقة الحريق (تصوير : إبراهيم القرشي) واغلاق كامل لموقع الحريق و النيران تلتهم احد المباني
TT

فتحت أمس السلطات الأمنية في جدة (غرب السعودية) تحقيقات موسعة للكشف عن أسباب حريق ضخم، طال 7 أبنية من المباني التاريخية، في ما يُعرف في تلك المنطقة بـ«المنطقة التاريخية».

وكانت فرق الدفاع المدني في جدة قد تمكنت في وقت متأخر من عصر أمس من إخماد حريق حل بمجموعة من العمائر، وتسبب في ذات الوقت في انهيار أحد تلك المباني، فيما انهار نصفان آخران لمبنيين، طالتهما ألسنة اللهب.

الدفاع المدني السعودي أرجع أسباب انتشار النيران بشكل سريع إلى ما وصفة الناطق بلسان الجهاز في منطقة مكة المكرمة النقيب عبد الله العمري، خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بطبيعة المنازل القديمة، والمكونة مما يُعرف بـ«الرواشين، والأسقف الخشبية»، بالإضافة إلى تلاحم المباني بعضها ببعض، وضيق الشوارع.

وأخلي المربع الذي شهد الحريق في المنطقة التاريخية وفقا للنقيب العمري من سكانه بشكل جماعي، في حين عملت فرق الـ«كمامات»، وفرق أخرى إطفائية، على تنفيذ عمليات إخماد ألسنة اللهب عن طريق ما يُعرف بـ«الرغوة»، لوقوع الحريق على مكونات خشبية زادت من تصاعد وانتشار الحريق.

اللواء عادل الزمزمي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» مباشرة 9 فرق ميدانية للحادث، بالإضافة إلى الاستعانة بصهاريج تعمل في تحلية المياه لوقف ألسنة اللهب السريعة الانتشار.

وبالعودة إلى الناطق بلسان الدفاع المدني بمكة المكرمة، قال: «في أثناء القيام بعمليات إطفائية، انهار أحد المباني السكنية كليا، تبعته أجزاء من مبنيين محترقين آخرين، فيما لم تسجل أي إصابات بليغة، عدا إصابة لحقت بذراع أحد ساكني تلك المنطقة». وأرجع ذلك إلى نجاح فرق الدفاع المدني الميدانية في إخلاء السكان بشكل سريع وقياسي.

ولم يخفِ العمري صعوبات واجهتها فرق الدفاع المدني الميدانية من حيث الوصول إلى الموقع، بسبب الازدحام الكبير في الموقع، بالإضافة إلى وقت حدوث الحريق، الذي تزامن مع وقت الذروة في المنطقة. وقال العمري: «على الرغم من تلك الصعوبات تمت السيطرة على الحريق، وقامت فرقنا بعمليات التبريد، والتأكد من توقف الأدخنة، وتوجهت على الفور فرق التحقيق للموقع لتحديد أسباب الحادث».

وهذا الحريق ليس هو الأول من نوعه الذي يلحق بتلك المنطقة، وهي التي شهدت العام الماضي حريقين خلال أسبوع واحد، أديا إلى انهيار أجزاء كبيرة منها. وتكررت الحرائق منذ فترة طويلة في تلك المنطقة، وسط تساؤلات من الخبراء والمهتمين بالسياحة، حول مصير المنطقة التي تعد معلما من معالم المدينة المهمة في جدة.

وكان الدكتور عدنان عدس مدير إدارة تأهيل العمران في المنطقة التاريخية أكد في وقت سابق تشكيل لجنة عاجلة من شركة الكهرباء السعودية، والدفاع المدني، وأمانة جدة، ووزارة المياه، عملت على إخلاء السكان في تلك المنطقة، وهم في الغالب من العمالة المتخلفة التي تقطن هذه المباني الخطرة الآيلة للسقوط.

وذكر عدس آنذاك أن تلك اللجنة الحكومية أخلت 40 مبنى عن طريق فصل التيار الكهربائي والمياه، بينما يقوم الدفاع المدني والأمانة بالتأكد ووضع شروط على المبنى، من ترميم وإعادة التوصيلات الكهربائية الآمنة.

وعقب ذلك التحرك الرسمي إعلان لأمانة محافظة جدة، قالت إنها وبالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة تعكف على مساعدة أصحاب المباني التاريخية، للحصول على قرض يتمكن من خلاله المالك من ترميم المبنى التاريخي، وفق دراسة متكاملة، وبلغت القروض التي وضعت في حينها قرابة 10 ملايين ريال.