وقف الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عشية أول من أمس، على أعمال التطوير الجارية في قرية ذي عين الأثرية الواقعة في محافظة المخواة في منطقة الباحة، جنوب السعودية.
وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اكتمال المرحلة الأولى من أعمال تطوير قرية ذي عين الأثرية وتأهيلها مطلع صيف هذا العام، ضمن مشروع تطوير القرية وتأهيلها الذي تقوم عليه الهيئة وشركاؤها، مشيرا إلى أن أهم قصص نجاح المشروع تعود إلى الأهالي الذين كان لهم دور في مشروع التطوير.
وقال عقب تفقده الأعمال الإنشائية والتطويرية للقرية: «إن الهيئة تعمل بالتعاون مع شركائها في وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المالية والجهات المختصة للتسريع في أعمال التطوير والتأهيل في القرية»، آملا في اكتمال مراحل العمل في المشروع في الوقت المحدد.
وأشاد الأمير سلطان بن سلمان بتعاون الأهالي في مشروع التطوير، وخطوتهم في إنشاء جمعية تعاونية لدعم أعمال المشروع، والاستفادة من تدفق السياح في بيع منتجاتهم، وإيجاد فرص لعمل أبنائهم في السياحة، مؤكدا «أن أهم قصة نجاح للمشروع هم أهالي القرية من الرجال المحبين لبلادهم ولقريتهم، وهم الذين أقنعونا أن هذه القرية هي مصدر إلهام تاريخي، وقرية لها جذور تاريخية عندنا جميعا كمواطنين وعند أهلها بالذات».
وأضاف أن «السياحة تأتي ضمن مشروع اقتصادي كبير إذا ما تضامنت الدولة مع المواطنين ومع الصناديق المختلفة في تطوير مثل هذه المشاريع، وأن الكثير من الدول تتمنى مثل هذه المشاريع المنتشرة في بلادنا». ومشيدا في الوقت ذاته بالمواطنين الذين سوف يديرون مثل هذه المشاريع ويؤسسون جمعياتهم التعاونية للمحافظة على هذه المواقع والاستفادة منها في مجال السياحة.
واستطرد أن «مشاريع القرى التراثية تعاني ضعف التمويل، والهيئة تعمل مع شركائها في مساعدة الشباب على إنشاء الجمعيات التعاونية والشركات والحصول على القروض مع البنوك، إضافة إلى تدريب أهل هذه القرى أن يقوموا بأعمال الترميم، ويشرفوا على صيانتها، وتدريبهم على تقديم الخدمات والاستفادة من بيع منتجاتهم».
وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والوفد المرافق له، قد قام بعد ظهر أول من أمس بزيارة تفقدية لقرية ذي عين الأثرية بمحافظة المخواة في منطقة الباحة، التي يجري العمل على تطويرها وتأهيلها، حيث اطلع على المخططات التطويرية للقرية ومدى الإنجاز في الأعمال التأهيلية التي تقوم بها الهيئة بالتعاون مع أمانة المنطقة والجهات الحكومية الأخرى لها. وتجول داخل القرية الأثرية، وشاهد عددا من منازلها الجاري العمل على تطويرها، والتقى كذلك عددا من أهاليها، واستمع إلى شرح عن مشروع التأهيل، كما اطلع على مشروع الحديقة العامة التي تنفذها بلدية محافظة المخواة بتكلفة بلغت 4 ملايين ريال.
يذكر أنه تم تدشين العمل بمشروع تأهيل قرية ذي عين وتطويرها في مطلع عام 1429هـ، وتعتبر هذه المرحلة الأولى من المشروع، التي تشمل إعادة تأهيل الممرات الرئيسية في القرية وفق المعايير الهندسية المعتمدة لدى الهيئة، وترميم المسجد القديم وبعض المباني لتكون متحفا وورشا للحرفيين والحرفيات.