جهات حكومية وخاصة تتنافس على تحويل «كارثة جدة» إلى عمل «سينمائي» ضخم

ترصد حكايات إنسانية محزنة وقصصا كارثية مفجعة وأعمالا بطولية وجهودا رسمية

TT

تعكف جهات حكومية وخاصة وأفراد، كل على حدة، على التنافس لإخراج كارثة سيول جدة كعمل سينمائي مميز، يرصد الحكايات الإنسانية، والمعاناة والبطولات والجهود.

فبينما بدأ فريق فني سعودي منذ أيام في رصد للكارثة وما رافقها من أحداث، على أرض الواقع، عرض ضابط سعودي في الدفاع المدني أول من أمس، وخلال يوم الدفاع المدني العالمي، فيلما قام بإعداده بشكل شخصي عن الكارثة رصدا لما حدث فيها. وبحسب المخرج السعودي ممدوح سالم الذي يعمل وفريقه على التحضير لأول وأكبر عمل سينمائي متعلق بكارثة جدة، فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «فكرة الفيلم تحمل في طياتها الجانب الإنساني بالدرجة الأولى، وتكشف عن كثير من قضيا الفساد التي أسهمت في وقوع الكارثة وتأثيرها على المجتمع الجداوي، مع التركيز على كثير من النماذج التي عاصرت الحدث من رجال دفاع مدني ومنقذين، إضافة إلى شخصيات فرضت وجودها في الحدث كشخصية الفتاة أصيلة التي فقدت جميع أفراد عائلتها وفرمان الذي أنقذ 15 شخصا وتوفي خلال تلك العمليات وغيرهما». وبين سالم أن «الفيلم سيأخذ في الجانب الأول الأسلوب الوثائقي الذي يقوم على الأسلوب القصصي، ومدته ساعة كاملة وتكلفته نحو 100 ألف دولار ويغطي كافه المناطق المنكوبة». وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها الفريق المعد والمحضر لهذا العمل، فإن ممدوح يؤكد الاستعانة بالأخبار الصحافية والشخصيات العلمية وأصحاب الشأن لتوصيل الفكرة والمعلومة في بعض جوانب الفيلم. مشيرا إلى أنه سيحرص على خروج الفيلم بشكل جيد ليكون علامة بارزة للمشاركة به في المحافل العالمية. وحول مشاركه القطاعات الحكومية والخاصة في الفيلم، أكد ممدوح سالم أن «دور هذه الجهات يعد عصبا مهما للفيلم». مثنيا على الدعم اللوجيستي الذي تلقاه من الغرفة التجارية الصناعية بجدة التي تحاول أن تسهل له مهام تنفيذ الفيلم وكذلك جامعة الملك عبد العزيز والندوة العالمية للشباب الإسلامي على تعاونهم المثمر في ذلك.

وينتظر المخرج السعودي، تسلم حزمة من الأفلام والصور الوثائقية الموجودة لدى الدفاع المدني السعودي، ليستعين بها في تنفيذ العمل، حيث يؤكد أنه تلقى وعدا منهم بدعم الفيلم إذ تملك الإدارة العامة للدفاع المدني أكثر من 90 ساعة فيديو مصورة للكارثة وثلاثة آلاف صورة هامة. وهنا يقول سالم «أنتظر الآن مشاركة الدفاع المدني خاصة أنهم الركن الأساسي في الفيلم». مشيرا إلى أن اسم الفيلم لم يعتمد إلى الآن وسيكون ذلك بعد الانتهاء من أعمال المونتاج والمكساج. ويبدو أن المخرج السعودي ممدوح سالم، لم ولن يكون الأول أو الأخير الذي يعمل على توثيق الكارثة عبر فيلم سينمائي، حيث عرض الدفاع المدني السعودي أول من أمس خلال اليوم العالمي للدفاع المدني على مسرح جامعة الملك عبد العزيز فيلما تحت اسم «الاستجابة» حكى تفاصيل الكارثة منذ الساعات الأولى لوقوع الحادثة وتحركات دوريات وآليات الدفاع المدني إضافة إلى عرض بعض عمليات الإنقاذ الجوي والأرضي بواسطة الطائرات والقوارب المطاطية وبعض الآراء من المواطنين لما حدث وعمليات الإنقاذ.

وعلى الرغم من أن ما عرضته إدارة الدفاع المدني في اليوم العالمي للدفاع المدني لم يتجاوز 12 دقيقة فإنه حكى حقيقة ما حدث وأعاد للأذهان فاجعة الأربعاء، بالصوت والصورة.

وهنا يوضح لـ«الشرق الأوسط» الرائد حمزة الغامدي من الدفاع المدني وهو منتج الفيلم والقائم على إخراجه والمونتاج بجهد شخصي أن «إعداد الفيلم استغرق وقتا طويلا». مضيفا «هو جزء من عمل كبير يجري العمل على إخراجه الآن وذلك بالاستفادة من نحو 90 ساعة تم تصويرها وتوثيقها خلال عمليات الإنقاذ و40 صورة فوتوغرافية سيتم الاستفادة منها في إنتاج الفيلم». وشدد الرائد حمزة الغامدي على ان «الغرض من الفيلم رصد الحدث وتوضيح الجهود التي بذلت بعد الكارثة للاستفادة من التجارب التي مرت بها المحافظة». ولأن كارثة جدة لم تكن حدثا عابرا، فقد أطل علينا من نافذة الألم والحزن مئات المبدعين الذين وثقوا الكارثة بكاميراتهم وجوالاتهم وتناقلتها مواقع الإنترنت المختلفة بالكلمة والصورة، وبشكل حقيقي بعيد عن التمثيل.