معرض تشكيلي يرصد «كارثة جدة» من خلال 80 لوحة

اختيرت من بين أعمال 200 فنان.. ويتم عرضها في إحدى الأسواق

200 طفل شاركوا في ورش العمل المصاحبة في المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

في ردهات إحدى أسواق مدينة جدة، حملت 80 لوحة تشكيلية ذكريات موجعة للكارثة التي عاشتها المدينة، وذهب ضحيتها نحو 122 قتيلا، وسط حضور لافت للمعرض الذي اختيرت لوحاته من أصل لوحات 200 فنان تشكيلي.

المعرض الذي أطلق على هامش فعاليات اليوم العالمي للدفاع المدني بجدة الأسبوع المنصرم، نقل أعماله إلى إحدى الأسواق الشهيرة في جدة، بعدما انتهت أعمال الدفاع المدني ليستمر لعدة أيام قادمة.

وعلى الرغم من تأكيد اللجنة المنظمة أنها لم تعنون المعرض عن كارثة جدة وخصصت له عنوان «الكوارث الطبيعية والصناعية» فإن اللوحات المعروضة والمشاركين حولوا المضمون إلى جدة وما أصابها من جلل تفننت في تصويره أنامل الفنانين عبر لوحات فنية اكتست بألوان السواد والاحمرار في كثير من الأرجاء، وهي الألوان التي وصفها خبراء الرسم بأنها تعبر عن حالة التشاؤم والحزن الكبيرة التي تعيشها المدينة.

يقول محمد العبلان، رئيس مجموعة «كريزما» للفنون الجميلة نائب رئيس لجنة الفنون الجميلة بالغرفة التجارية بجدة رئيس اللجنة المشرفة على المعرض لـ«الشرق الأوسط» إن المعرض أقيم بالتعاون مع الإدارة العامة للدفاع المدني بالتنسيق مع المقدم محمد النفيعي، وتم افتتاحه يوم الثلاثاء الماضي من قبل اللواء عادل الزمزمي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة في فندق «الشيرتون» بجدة، وتم نقله إلى مركز «رد سي مول التجاري».

وأضاف العبلان «شارك في المعرض نحو 200 فنان من المحترفين والهواة، إضافة إلى نحو200 طفل في ورش العمل المصاحبة للأطفال في المعرض، ونحو 20 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة».

ولفت العبلان إلى أن «المعرض كان مقررا له أن يحكي واقع الكوارث الطبيعية والصناعية في العالم، إلا أنه تحول إلى معرض عن كارثة جدة في معظم أجزائه، ورسمت لوحات الحزن والغرق والإنقاذ حالة من اليأس بين اللوحات التي أبهرت الجميع، ورسمت معالم التأثر لما حصل».

وهو الأمر الذي أجبر اللواء الزمزمي على دعوة المنظمين إلى تبني فكرة تغير المضمون والنظر إلى المستقبل بعين الأمل، وهنا رد العبلان «هي عبارة عن أحاسيس، ولربما لتوقيت المعرض وتزامنه مع أحداث جدة تأثير في ذلك».

إلا أنه استدرك القول: «تفوق الصغار على الكبار في هذا الجانب، وكانت نظرتهم أكثر أملا وفرحة، ورسمت كثيرا من معاني الفرح، خصوصا مع الاستخدام الكبير لألوان الأصفر والبرتقالي والأخضر والأزرق الفاتح، والأحمر في موضع الفرح».

ومن جهتها قالت الفنانتان التشكيليتان دلال الغامدي، وتهاني الجهني: «إن مشاركتهما جاءت تلبية لدعوة الجهات المنظمة ومديرية الدفاع المدني للمشاركة في هذا الحدث». إذ أكدت الجهني «أن الدفاع المدني قدم لهم التسهيلات كافة للمشاركة في المعرض، سواء من خلال تقديم التماسات لدوائر العمل التي نعمل بها، أو من خلال المشاركة في المعرض».

وأضافت أن «لوحاتها استغرق رسمها أربعة أيام، وتحدثت عن تسونامي وأثره على المنازل والممتلكات بلوحة بلغ حجمها (90 × 190سم)».

فيما تحدثت الغامدي عن القبول الكبير للمعرض والمشاركة الكبيرة من الصغار والكبار، والتي فرضت نجاحا باهرا للمعرض، موضحة «تميز المعرض بوجود عدد من اللوحات التي رسمت ملامح الخوف والهلع الذي يصيب الناس جراء الكوارث».

في حين تقول إحدى المشاركات في المعرض: «إنه من المؤلم ما عايشه أهالي منطقة جدة مع الكارثة، مشيرة إلى أن مشاركتها واجب إنساني للتعاضد مع المتضررين من الأسر والأفراد، فهي تجربة تكشف عن مدى عطاء الفنان والفنانة من وقته ليوصل رسالته الإنسانية ويوعي المجتمع والمقصرين عن واجبهم بالرسم، ومن ثم التبرع بقيمة اللوحات المقتناة لذوي المتضررين، فالفن الجميل يبرز بالعطاء الأسمى في هذه الحالات».

وبالعودة لمحمد العبلان رئيس اللجنة المنظمة قال: «لا بد أن نشير للمشاركة الفاعلة لنحو 20 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة في ورش العمل والرسم من خلال تحديهم لإعاقاتهم الحركية ونقل صورة معاناتهم للعالم من خلال الفرشة والألوان».

وأكد العبلان أن هناك فكرة لتنظيم المعرض ونقله إلى كافة المدن السعودية وبعض دول الخليج.

يذكر أن المعرض جاء متزامنا مع ملتقى مفهوم الكارثة الطبيعية الذي عقد الثلاثاء الماضي في فندق «شيرتون» جدة وتم نقله إلى مركز «رد سي مول» بجدة وشارك به نحو 200 فنان تم اختيار 80 لوحة منهم من قبل اللجنة المنظمة، إضافة إلى معرض فوتوغرافي شارك فيه 6 من الفنانين محترفين التصوير الفوتوغرافي.