الأمير خالد الفيصل يؤكد وجود دراسة لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لتتكامل مع مشروع «قطار الحرمين»

اطلع على تفاصيل ومراحل تنفيذ المشروع بحضور 7 مسؤولين كبار

صورة جوية لمكة المكرمة (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، وجود دراسة شاملة لتطوير مكة والمشاعر، مشيرا إلى أنها ستتكامل مع مشروع قطار الحرمين السريع خاصة في ما يتعلق بالنقل العام في مكة المكرمة والمشاعر.

وقال الأمير خالد الفيصل في بيان بثته إمارة منطقة مكة المكرمة، خلال اطلاعه على تفاصيل ومراحل مشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مرورا بمحافظة جدة، وذلك خلال لقاء جمعه بوزير النقل أول من أمس «إن المملكة تعيش عصر إنجاز المشروعات في جميع المجالات»، مؤكدا ضرورة ربط مشروع قطار الحرمين السريع بمشروع قطار المشاعر الجاري تنفيذه.

وبين أن «هناك دراسة شاملة لتطوير مكة والمشاعر، ويجب أن يكون هناك تكامل بين تلك الخطة ومشروع قطار الحرمين السريع خاصة في ما يتعلق بالنقل العام في مكة المكرمة والمشاعر».

ويأتي ذلك في وقت عرضت فيه المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أول من أمس على أمير منطقة مكة، وبحضور رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وأمين جدة ومدير الأمن العام ووكيل إمارة مكة ووكيل وزارة النقل ونائب رئيس الخطوط الحديدية ومدير عام النقل بمنطقة مكة المكرمة، أهم خصائص المشروع، ومنها أنه سيختصر المسافة بين مكة وجدة والمدينة المنورة، حيث ستكون سرعة القطار تفوق 300 كلم في الساعة، وسينفذ بمسافة 448 كلم. وستكون هناك 5 محطات رئيسية في كل من مكة وجدة ومطار الملك عبد العزيز ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومحطة المدينة المنورة.

وأكد الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل، في بيان بثته إمارة منطقة مكة المكرمة، الاهتمام الخاص الذي يحظى به هذا المشروع من قبل خادم الحرمين الشريفين، ومتابعته الدائمة لمراحل المشروع وتوجيهاته بسرعة إنجازه، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين قد أصدر توجيهاته بتمويل المشروع من الصناديق الاستثمارية في المملكة.

وأضاف أن «الزوار والمعتمرين والحجاج سيتمكنون من استخدام القطار بين مكة والمدينة، مرورا بجدة، خلال عام 2012. وأن التنسيق جار بين 21 قطاعا حكوميا وخاصا لها علاقة مباشرة بهذا المشروع. كما عرضت الوزارة مراحل تنفيذ المشروع والتي تتضمن تصميم وتنفيذ أعمال البنى الأساسية والأعمال المدنية والمحطات. بينما تتضمن المرحلة الثانية تنفيذ أعمال الخط الحديدي وأعمال الاتصالات والسلامة وتوريد وتشغيل القطارات».

إلى ذلك، عرض مدير عام الطرق بمنطقة مكة المكرمة المهندس مفرح الزهراني مسار المشروع داخل محافظة جدة، والتقاطعات التي سيمر بها القطار وعددها ثمانية تقاطعات، وتم تصميمها بحيث لا تؤثر على الحركة المرورية في المحافظة أثناء عبور القطارات، مشيرا إلى أن «التصاميم المقترحة تتماشى مع الخطط التنموية لتطوير شرق طريق الحرمين في جدة، والربط مع الطريق الدائري الجديد»، ومؤكدا أن «جميع التقاطعات التي سيمر بها القطار سيتم تحسينها وتطويرها».

وفي سياق آخر مرتبط بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كشفت الهيئة الاستشارية لمركز التميز في أبحاث الحج والعمرة أنه تم عقد أكثر من 8 اتفاقيات للتعاون البحثي مع أكبر وأهم المراكز البحثية والجامعات في العالم، المختصة بدراسات النقل، والمرور، وإدارة الحشود، مؤكدة سن أنظمة ذكية في تفويج الحجاج من وإلى الحرم.

وأكد الدكتور وليد أبو الفرج، مدير جامعة أم القرى وعضو الهيئة الاستشارية، على هامش الاجتماع الذي عقدته الهيئة الاستشارية لمركز التميز في أبحاث الحج والعمرة (أول من أمس) في مكتب مدير جامعة أم القرى في العابدية، أن «مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة يعكف على دراسة وضع التفويج إلى الحرم، وجار عمل دراسات لاستخدام بعض الأنظمة الذكية لمعرفة الخلل ووضع بعض الحلول». وزاد «هذه الدراسات طور الفحص والتمحيص والعرض، وسيتم عرضها من خلال مؤسسات ومجلات محكمة عالميا».

وعن موعد تطبيقها أجاب أبو الفرج «الكثير من هذه الدراسات تستخدم ما يسمى بالنمذجة، التي يمكن من خلالها جمع آراء مختلفة لمعرفة الخلل، وتطبيقها ليس بالضرورة أن يكون دقيقا مائة في المائة، وهي لا بد أن تكون تحت التمحيص والتجربة».

وذكر أبو الفرج أن «مركز التميز هو لأبحاث الحج والعمرة، فالدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تضع الحج والعمرة في المقام الأول، وبالتالي هذا المركز الذي يلقى دعما سخيا من وزارة التعليم العالي يقوم بدراسات على الحج والعمرة وبمشاركات عالمية حتى نستفيد من الخبرات العالمية أو المحلية».

من جانبه، كشف الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة رئيس الهيئة الاستشارية لمركز التميز في أبحاث الحج والعمرة، أنه تم إنجاز بناء هيكل المركز الإداري والخطة الاستراتيجية له، وتحديد المجالات البحثية التي يهتم بها، ثم تم عرض بعض الإنجازات البحثية والتي كان من أهمها عقد أكثر من ثماني اتفاقيات للتعاون البحثي مع أكبر وأهم المراكز البحثية والجامعات في العالم، المختصة بدراسات النقل، والمرور، وإدارة الحشود، وتم تفعيلها من خلال عدد من الدراسات التي تمت خلال موسمي رمضان والحج الماضيين.

وبالعودة إلى مدير جامعة أم القرى عرج بالقول «نتوقع في القريب العاجل أن يأتي العلماء من خارج البلاد ليستفيدوا من دراسات الحج والعمرة، والبداية الآن بداية قوية ومتميزة وتحظى بدعم لا نهائي من وزير التعليم العالي في قضايا التميز، وللوصول للعالمية وللوصول إلى المحافل الدولية البحثية». وزاد «هذا الاجتماع سيسهم بقوة في تطوير أعمال المركز ورفع مستوى الأداء العلمي له وللباحثين فيه، ونحن نراقب أهمية الإنجازات التي حققها المركز خلال الفترة الماضية والتي نضعها للنقاش على طاولة الهيئة من أجل تطويرها وزيادة كفاءتها».

وعند السؤال عن أهم حيثيات الاجتماع وما ورد فيه قال مدير جامعة أم القرى «نحن ركزنا في هذا الاجتماع في مجال الحشود والحركة والمرور، وهذا مجال مهم جدا، ونحن لو استطعنا أن نقدم دراسات في هذا المجال فسوف نذلل الكثير من العقبات التي تواجه الحجاج وكذلك الجهات الرسمية والجهات المختلفة في الحج، وتم الاستماع إلى ما قام به المركز من عقد شراكات دولية، وتم عقد شراكات مع جامعات في كل من الولايات المتحدة في كندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وسويسرا».

وتمت الإشارة إلى أن 50 في المائة من هذه الدراسات تمت بتمويل من عدد من الجهات المستفيدة والتي استطاع المركز استقطابها لتطوير مجالات عملها، من خلال الأبحاث والدراسات التي يجريها المركز.

وتمت خلال الاجتماع مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، وتوصيات أعضاء الهيئة في شأن ربط المركز بالخبرات العالمية المتميزة في مجال أعمال مركز التميز، ومناقشة الخطة الاستراتيجية والتشغيلية، وتفعيل المتبقي من الخطة التشغيلية المحدثة للمركز خلال الفترة القادمة، بالإضافة إلى مناقشة رفع مستوى الأداء العلمي للمركز والباحثين فيه.

وأوضح مدير مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة الدكتور نبيل كوشك أن اجتماع الهيئة الاستشارية للمركز قد أنتج عددا من التوصيات التي تمت مناقشتها من أعضاء الهيئة، والتي من شأنها تطوير منظومة العمل في المركز، إداريا وعلميا، الأمر الذي سيترجم بإذن الله من خلال إنجازات المركز في مجال البحث العملي والتطبيقي في النقل، والمرور، وإدارة الحشود، مما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.