باحث سعودي يجري 30 بحثا في مجال السرطان وينشئ مركزا بحثيا عن المرض في الصين

بينها اثنان عن الأغذية في السعودية وأسباب إصابة السعوديات بسرطان الثدي في سن مبكرة

TT

أنجر باحث سعودي نحو 30 بحثا في مجال أمراض السرطان، أسهمت في الكشف عن المسببات الأولية للمرض، كما طالب بوضع نظام لمرضى السرطان يتجاوزون فيه كل العراقيل التي تواجههم نتيجة البيروقراطية الحكومية لتكون فرص شفائهم أكبر، حيث تؤدي هذه العراقيل إلى تردي وضعهم الصحي بعد الكشف عن الحالة، لتأخر مباشرة العلاج لبعض الحالات بالسرعة التي تتطلبها كحالة إصابة بمرض خطير.

يقول الدكتور صالح التويجري، الباحث السعودي في مجال أمراض السرطان، إن أبحاثه الـ30 انصبت على مسببات مرض السرطان، أحد هذه الأبحاث كشف عن العامل المسبب لنمو الخلايا السرطانية والذي أطلق عليه مسمى «N.F.K.B»، وهو عامل يسبب نمو الخلايا السرطانية، كما كشف عن تثبيط هرمون الأندروجين (هرمون الذكورة) لهذا العامل، مما يؤدي إلى تراجع في نمو الخلايا السرطانية والقضاء عليها خاصة سرطانات البروستاتا.

إلا أن الحالات السرطانية تتأخر في تحويلها إلى مراكز علاج السرطان من المستشفيات التي تكشف الحالة، إما نتيجة للروتين الوظيفي أو بسبب عدم قدرة هذه المستشفيات على مباشرة هذه الحالات، مما يستدعي نقلها إلى مراكز أخرى، كل ذلك يسهم في تردي حالة المصاب، مما يجعل فرص شفائه أقل كما يؤكد التويجري، حيث تابع حالات تردت بسبب الروتين في التعامل مع حالة المريض.

ويعتقد التويجري أنه يجب تبني مشروع الفحص الدوري كل ستة أشهر للرجال بعد سن الـ40، وكذلك وضع قوانين صحية تلزم السيدات بالفحص بدءا من سن الـ25 للكشف المبكر عن المرض في مراحله الأولى، وتدريبهن على إجراء فحص منزلي، وعند الشعور بتغيرات يخضعن للفحص بالماموغرام، وكذلك وضع نظام يجعل مريض السرطان يتجاوز كل العراقيل البيروقراطية.

والسعودية التي تسجل نحو 7000 حالة إصابة بالمرض في العام، بين سعوديين ومقيمين، تتنامى فيها مخاوف من ارتفاع هذا العدد إلى قرابة 14000 حالة.

يقول التويجري «إن الفترات الماضية كانت الأسر تتخوف فيها من المرض، وتتكلم على إصابة أفرادها بالمرض، إضافة إلى أن اكتشاف الإصابة به عادة ما يكون في مرحلة متأخرة، لذلك اقترن المرض في أذهان السعوديين بأنه مرض مميت، وهو كذلك، إلا أنه في الفترة الحالية تطورت أجهزة الكشف عن الإصابة بالمرض في مراحل مبكرة جدا، ويمكن الشفاء من المرض لأن الأدوية أيضا تطورت، فلم تعد بعض أنواع السرطان بالخطورة ذاتها التي كانت عليها في السابق». ويضيف التويجري «تمارس الجمعيات الخيرية لمكافحة السرطان دورا تنويريا للمجتمع بضرورة إجراء الفحص المبكر للتعرف على المرض في مراحله الأولى لأنه في هذه المرحلة تتضاعف فرص الشفاء منه.

الافتقار إلى وجود إحصائيات حديثة وواضحة عن عدد حالات الإصابة بالسرطان، كما يقول التويجري، ومقارنتها بإحصائيات قديمة عن المجتمع السعودي، يضعف القول بأن الإصابة بمرض السرطان ترتفع بين السعوديين، حيث يقارن عدد حالات الإصابة بعدد السكان، وتقارن هذه النسبة بالنسب العالمية للإصابة بالمرض.

التويجري يعمل مع عدد من المستشفيات ومراكز الأبحاث السعودية لإجراء بحثين حول أسباب وعوامل الإصابة بسرطان الثدي خاصة بين السعوديات، وكذلك مستوى مساهمة الأغذية التي تطرح في السوق السعودي في الإصابة بالمرض. وأوضح التويجري أن الأسباب التي دفعته لإجراء بحث على سرطان الثدي لدى السعوديات أن مؤشرات هذا المرض مقلقة، والسبب أن معدل العمر للإصابة بالمرض منخفض في السعودية، حيث تصاب السعوديات بهذا المرض في سن مبكرة، أقل من المعدل العالمي للإصابة بهذا المرض، بحسب تعبيره.

ولمح التويجري إلى أن «دافع البحث الآخر هو تغير نمط الحياة لدى السعوديين، والذي قد يكون أحد العوامل المساعدة للإصابة بالمرض، فالسعوديون يعتمدون بشكل كبير على الأغذية المعلبة وكذلك على الوجبات السريعة، والأغذية التي تكثر بها المواد الكيميائية التي لا تجد رقابة صارمة تحدد نسب هذه المواد والمعدلات الخطرة منها». وأضاف أن السعوديين لا يعتنون أكثر من الناحية الغذائية بالأغذية الطبيعية، إضافة إلى الافتقار إلى الرقابة الصارمة على الأغذية حتى العضوية منها التي تعد من عوامل الإصابة بالمرض، وسيجري التويجري بحثه على نوعيات عشوائية من الأغذية المطروحة للمستهلك في السوق السعودية.

وأكد التويجري أنه قد يكون لدى كثير من المصابين استعداد وراثي، حيث تضم خريطتهم الجينية إصابة أحد الوالدين أو الأجداد المرض نفسه، وهذا ليس السبب في الإصابة، وإنما هو عامل مساعد. وبين أن أسباب المرض ودوافعه في منطقة الشرق الأوسط تختلف عن الأسباب والدوافع في الدول الغربية، لاختلاف العوامل المحيطة بالمصاب، في حين لمح إلى إجراء أبحاث مكثفة على أدوية من البيئة المحلية كتبني أبحاث حول الطب الشعبي في علاج المرض.

ويحاول التويجري، الذي ترك الطب بعد أن تخصص فيه لصالح الأبحاث في مجال السرطان، ربط معمل الأبحاث وإنتاج الأدوية بالمريض، وخلق حالة تواصل بين الباحث والمريض للتغلب على المرض، وتشجيع الأطباء على البحث العلمي.

عمل التويجري مع جامعة رواشستر في نيويورك، وعمل لثلاث سنوات بعد نيل درجة الدكتوراه مع جامعة ميتشغان، وحصل على عضوية التدريس في جامعة الصين تيانجين، كما أقام مركز بحثي خاص بأمراض السرطان فيها، حيث يمتلك 100 خليه سرطانية يمكن أجراء أبحاث عليها، في حين دعا التويجري الباحثين والعلماء السعوديين لإجراء أبحاث عبر مركز البحثي على الخلايا السرطانية.