«التسليف» يبدأ صرف القروض الصغيرة لمرضى الإيدز بإجراءات استثنائية

لتوفير احتياجاتهم المعيشية وإنشاء مشروعات صغيرة في ظل انعدام الفرص الوظيفية الكافية

TT

بدأ البنك السعودي للتسليف والادخار، أول من أمس، بصرف أول دفعة من القروض الصغيرة لمساعدة مرضى الإيدز، بلغت قيمتها الإجمالية 55 ألف ريال، استفاد منها اثنان من المرضى، فيما يتوقع أن يحصل مريضان آخران على قرضيهما قريبا، من بين 14 مريضا تقدموا بطلباتهم للحصول على قروض، وما زال بقيتهم في انتظار انتهاء إجراءات الصرف.

وأوضحت الدكتور سناء فلمبان، رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لمكافحة الإيدز، لـ«الشرق الأوسط» أن صرف هذه القروض إلى مرضى الإيدز تحقق خلال شهر واحد من تقديم طلباتهم للحصول عليها بصفة استثنائية، بعد أن عملت الجمعية على التنسيق مع إدارة بنك التسليف والادخار، لتجنيب المنتسبين إليها الالتحاق بقوائم الانتظار الطويلة، تقديرا لظروفهم الصحية والمعيشية.

وقالت الدكتورة فلمبان: «إن صرف هذه القروض الصغيرة للحالات المسجلة بالجمعية من المتعايشين مع فيروس الإيدز، سيساعدهم في توفير احتياجاتهم المعيشية، وإنشاء المشروعات الصغيرة، التي تمكنهم من سد متطلباتهم هم وأسرهم، في ظل عدم توافر الفرص الوظيفية الكافية».

ونوهت رئيسة مجلس إدارة جمعية مكافحة الإيدز بالتعاون الإيجابي من إدارة البنك ممثلة في محمد جساس، مدير فرع البنك في جدة، وفريق العمل بالبنك مع الجمعية، وتفهمهم الوضع الذي يعانيه المصابون بالإيدز، والحاجة القائمة إلى سرعة صرف هذه القروض للمستفيدين بشكل استثنائي.

وعن آلية الحصول على هذه القروض، أشارت الدكتور فلمبان إلى أن الجمعية تستقبل طلبات القرض من خلال موظف لديها يعمل كنقطة اتصال مع بنك التسليف، وتقدم بدورها طلبات القروض للبنك، من دون الحاجة لمراجعة الحالات للبنك مباشرة.

وكشفت رئيسة مجلس إدارة جمعية مكافحة الإيدز عن أن القرض الأول والبالغ قيمته 30 ألف ريال صُرف إلى المواطن (أبو أحمد)، الذي لم تتجاوز فترة انضمامه إلى الجمعية 3 أشهر، ويسعى إلى الاستفادة من هذا القرض في سداد ديونه المستحقة عليه لأحد البنوك، والذي يبلغ قسطه الشهري أضعاف القسط، الذي سيدفعه لبنك التسليف، مما سيساعده على توفير مبلغ إضافي من راتبه شهريا لسد الاحتياجات اللازمة لأسرته وأطفاله.

وأضافت: «أما القرض الثاني والبالغة قيمته 25 ألف ريال، فتم صرفه إلى المواطن (أبو خالد) المسجل في الجمعية منذ تسعة أشهر، الذي رأى في حصوله على القرض حلما تحقق، لكونه سبق له أن راجع بنك التسليف من قبل، وعلم أن دوره في قائمة الانتظار لن يحين قبل عام 1435هـ، لكنه سيفتتح فور حصوله على القرض مشروعا صغيرا (محل بقالة) بالقرب من منزله ليستفيد من مدخوله، حيث إنه لا يعمل حاليا، ويستطيع تكريس معظم وقته في الإشراف على هذا المحل.

وعن البرامج التي تقدمها الجمعية للمرضى المنتسبين إليها، أوضحت الدكتورة فلمبان أن عدد المرضى المسجلين في الجمعية ارتفع إلى 300 حالة، يضاف إليهم 150 طفلا ينتمون إلى الأسر المسجلة، بعضهم مصابون بمرض الإيدز.

وأشارت إلى أن الجمعية تحيل، بشكل مستمر، عددا من المرضى المتعايشين مع مرض الإيدز، من الجنسين، إلى مكتب العمل لتوفير فرص وظيفية مناسبة لهم، كما تعمل على توفير برامج تدريبية لهم، تمكنهم من الحصول على فرص وظيفية ملائمة، أو تحقيق مصادر دخل ذاتية، من خلال امتلاك مهارات تساعدهم على صنع منتجات يدوية.

ولفتت الدكتورة فلمبان إلى أن الجمعية تعمل، أيضا، على تمكين المتعايشين مع المرض الراغبين في الزواج وتكوين حياة أسرية مستقرة، بعد إحالتهم إلى الطبيب المختص لتقييم الوضع الصحي لهم، مشيرة إلى تزويج اثنين من المرضى المصابين بالمرض أخيرا.

وأضافت: «تقدم الجمعية، أيضا، للمرضى برنامجا للدعم الأسري، يوفر لهم احتياجاتهم من المواد التموينية الضرورية شهريا، كما تشركهم في مجموعات للدعم النفسي لتأهيلهم للتعايش السليم مع المرض والمجتمع».