412 مليون ريال لبناء واحة الأمير سلمان للعلوم في العاصمة السعودية

أمير الرياض بعد وضع حجر أساس المشروع: الدولة وفرت الأمن.. وأعطت المواطن فرصة المشاركة في التنمية

الأمير سلمان يمازح مجموعة من الأطفال المعاقين الذين شاركوا في حفل تدشين الواحة («الشرق الأوسط»)
TT

أعطى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، أول من أمس، شارة البدء في تشييد «واحة الأمير سلمان للعلوم»، في منطقة تعج بمباني البحث العلمية، لتضاف الواحة إلى الصروح التقنية والبحثية الموجودة في شمال غربي العاصمة.

وبعد وضع أمير منطقة الرياض، لحجر أساس المرحلة الأولى لواحة الأمير سلمان للعلوم، أُعلن أن قيمة التبرعات التي وردت لصالح المشروع وصلت إلى 412 مليون ريال.

وستشيد واحة الأمير سلمان للعلوم، على الأرض الواقعة على طريق الملك عبد الله في الناحية الشمالية الغربية من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، إثر موافقة خادم الحرمين الشريفين على تخصيص الأرض للواحة بمساحة تبلغ 200 ألف متر مربع. وستنضم واحة الأمير سلمان للعلوم، بعد تشييدها إلى مجموعة من مراكز البحث العلمي في مدينة الرياض، إلى جانب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، ووادي الرياض للتقنية، ومجمع تقنية المعلومات والاتصالات.

وأكد الأمير سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، على ما قامت به الدولة لصالح مواطنيها من توفير الأمن، ومنحهم فرصة المشاركة في التنمية. وقال: «الحمد لله الذي يسر لهذه البلاد التطور والتقدم، وهذا بفضل الله ثم بفضل هذه الدولة التي أمنت الأمن وأعطت الفرص للمواطنين للعمل بما يكون سببا لتنمية بلادهم».

وخاطب الأمير سلمان المشاركين في حفل وضع حجر أساس الواحة، بقوله: «أيها الإخوة، الحمد لله نرى في كل صباح ومساء في بلادنا ورياضنا كذلك، العمل القيم في كل المجالات، ولا شك في أن الرعاية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وهذه الدولة، للعمل الأهلي والعمل الحكومي، والحمد لله، كلها تعود بالنفع لهذا الشعب وأبنائه».

وشكر أمير منطقة الرياض، القائمين على واحة الأمير سلمان للعلوم، والمتبرعين لصالح هذا المشروع، وأضاف قائلا: «نحن والحمد لله بلد التضامن والتكافل، وأرجو أن يحقق هذا العمل وهذه المؤسسة لشبابنا التدريب والعمل، وأن تكون أيضا خير مساعد لهم في مستقبل زاهر، إن شاء الله، وأشكر المتبرعين على ما قدموا، والحمد لله على الخير الكثير». وتعتمد واحة الأمير سلمان للعلوم، على تطبيق مفهوم «التعليم بالترويح» في 8 قاعات متخصصة بأسلوب يحرك الخيال.

وأُعلن خلال الحفل الذي شهدته العاصمة الرياض ليلة أول من أمس، عن موافقة أمير منطقة الرياض، على أن يكون الرئيس الأعلى لواحة الأمير سلمان للعلوم.

وأكد الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن الجميع يعول على أن تكون برامج واحة الأمير سلمان للعلوم «إسهاما حضاريا يرفد جانبا مهما في مسيرة التوجه نحو العلوم والتقنية».

من جهته، استشهد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ورئيس المجلس التنفيذي لواحة الأمير سلمان للعلوم، بكلمات خادم الحرمين لدى افتتاحه جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية حينما قال: «لقد كان للحضارة الإسلامية في تاريخها دور عظيم في خدمة الحضارة الإنسانية بعد الله جل جلاله؛ فقد أسهم علماء المسلمين في مجالات كثيرة». واعتبر الأمير سلطان بن سلمان ما قاله الملك عبد الله بن عبد العزيز، دليلا على ارتباط القوة عبر التاريخ - بعد الله عز وجل - بالعلم.

وأضاف أن «هذا المشروع يتزامن في هذا الوقت مع نهضة علمية شاملة وكبيرة يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ويقودها في منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز، التي تشهد كل يوم إنجازا علميا حضاريا كبيرا».

واعتبر الأمير سلطان بن سلمان، أن واحة الأمير سلمان للعلوم، «مشروع استثنائي بكل المقاييس»، والذي قال عنه إنه جاء «متزامنا مع مرحلة زمنية هامة، ينطلق فيها شباب هذه البلاد نحو العلم والآفاق الرحبة للنهوض بالعمل العلمي».

وأشاد بالمتبرعين للواحة، مشيرا إلى أنهم لا يدعمون مبنى فقط، ولكن يدعمون عملا علميا مليئا بالتحديات، قائلا إن «هذه الواحة ستستوعب أرقى أنواع العلوم والتقنية، وستكون واحة حقيقية لأبناء وبنات منطقة الرياض».

وقام شركاء الواحة والمتبرعون لها، بالتقاط صورة تذكارية مع الأمير سلمان بن عبد العزيز راعي الحفل. ويهدف مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم، الذي تقوم عليه مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، إلى التعريف بما وصل إليه العالم من تقدم علمي وتقني في صنوف شتى من العلوم، ودور العلماء المسلمين في هذا التطور العلمي، لتكون بذلك بمثابة حلقة وصل تربط التراث العلمي الإسلامي بالصناعات الحديثة.

وقال بيان صادر عن هيئة تطوير الرياض، إن الواحة ستطبق مفهوم «التعليم بالترويح» لطرح قضايا العلم بأسلوب يحرك الخيال، مسخرة في سبيل ذلك التقنيات الحديثة للتعريف بالظواهر والقوانين العلمية التي أوجدها الله في الكون، وسط بيئة تفاعلية تدمج الزائر بالمعروضات لترسخ المعلومات في ذهنه، لتساهم من خلال ذلك في تشجيع الشباب على اكتشاف العالم، واختيار مسارات حياتهم المستقبلية، ودفعهم إلى الوعي بأهمية العلم في بناء الأمم.

وأضاف البيان أن الواحة «ستشكل إضافة جديدة لموارد مدينة الرياض العلمية، ووجهة ومعلما بارزا يقصده سكان وزوار مدينة الرياض لقضاء أوقات ترويحية، وعنصرا إضافيا لمعالمها العمرانية، وحاضنة أخرى للصناعات المعرفية ومرافق البحث العلمي، فهي بمثابة استثمار وطني وتعليمي واقتصادي لأفراد المجتمع كافة».

وتقوم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بالإشراف على تصميم المشروع وتنفيذه، بناء على مذكرة تفاهم موقعة بين الهيئة العليا ومؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، تتولى بموجبها الهيئة أعمال الإدارة والإشراف على تنفيذ المشروع، وقد أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أعمال التصميمات المعمارية ووثائق التنفيذ للمرحلة الأولى من المشروع.

وتنطلق الفكرة التصميمية للمشروع، من جعل المبنى عنصرا تعليميا تفاعليا في حد ذاته، يكمل ما يعرض داخله، بحيث يشكل المبنى مثالا حيا للعمارة المتناغمة مع الطبيعة.

حضر حفل وضع حجر أساس المرحلة الأولى لمشروع واحة الأمير سلمان للعلوم، الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والأمير فهد بن خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز.