شرطة جدة تحقق في وفاة طالب في الصف الأول الابتدائي

عقب سقوطه بين محركات إحدى الألعاب خلال رحلة مدرسية

المجمع التجاري الذي شهد الحادثة («الشرق الأوسط»)
TT

فتحت السلطات الأمنية أمس تحقيقات عاجلة حول حادثة وفاة طفل في مدينة ألعاب بأحد المراكز التجارية جنوب جدة، وذلك خلال رحلة مدرسية قام بها مع 60 طالبا تابعين لمدرسة حكومية، وذلك في تمام الساعة العاشرة صباحا.

وتضاربت المعلومات حول سبب وفاة الطفل الذي يدرس في الصف الأول الابتدائي، إذ أوضحت لـ«الشرق الأوسط» إدارة التربية والتعليم بجدة أن الطفل تعثر في أثناء سيره في ممر إحدى الألعاب، الأمر الذي أدى إلى ارتطامه بعربة اللعبة ووفاته في الحال.

في حين أكد العميد عبد الله الجداوي مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» أن الحادث وقع نتيجة «غفلة» من قبل مشرفي الرحلة والمراقبين الموجودين في الموقع، الأمر الذي دفع بالطفل إلى الدخول إلى إحدى الألعاب من ناحية محركاتها التي أدت إلى وفاته.

وقال مصدر مسؤول في إدارة التربية والتعليم بجدة، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «انتقل أحد ممثلي مكتب إدارة التربية والتعليم إلى منزل الطفل لإبلاغ والده بالخبر، وأفاد بأنه كان مؤمنا بما حدث كون الطفل ذهب في الرحلة بموافقة ولي أمره»، موضحا وجود نحو ثلاثة مشرفين من المدرسة مع الطلاب.

وأكد المصدر المسؤول أن إدارة التربية والتعليم وضعت كل شيء أمام عائلة الطفل التي لها الأحقية في اتخاذ أي قرار حيال الحادث، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الإجراءات ما زالت مستمرة حتى الآن.

وأضاف: «لا بد من التركيز على سلامة الألعاب الموجودة في المراكز التجارية ومدن الملاهي، لا سيما أن مثل تلك الحوادث قد تحدث جراء عدم توافر شروط السلامة، حتى وإن سخّرنا لكل طالب أكثر من مشرف».

وفي هذا الشأن أصدرت إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة أمس بيانا أوضحت فيه أن أحد طلاب المرحلة الابتدائية في «مدرسة بلال بن رباح» تعثر بالقرب من ممر إحدى الألعاب، ما عرضه للسقوط داخل الممر والارتطام بأرضيته ليلفظ أنفاسه في الحال، بحسب المعلومات الواردة حتى إعداد هذا البيان.

وأكدت خلال بيانها الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات الحازمة والحاسمة تجاه من يثبت تقصيره في وقوع تلك الحادثة، مشيرة إلى أن أي زيارة أو برنامج تنشيطي للطلاب لا يتم إلا بعد موافقة أولياء أمورهم، عدا عن اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الطلاب.

فيما حمل الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم تعازيه لوالد الطالب وأسرته، موجها في هذا الصدد باتخاذ الإجراءات اللازمة والوقوف إلى جانب الأسرة لتسهيل كافة المتطلبات مع الجهات ذات العلاقة في مثل هذه الظروف.

من جهته أكد لـ«الشرق الأوسط» مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة أن الحادث وقع في غفلة من قبل المراقبين والمشرفين الموجودين في الرحلة.

وعاد العميد عبد الله الجداوي بالقول لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي: «أراد الطفل البالغ من العمر 6 سنوات الدخول إلى لعبة القوارب المائية، غير أنه سلك جهة خاطئة ليصل إلى منطقة محركات اللعبة والصعود على سلّم قصير موجود بها، مما أدى إلى انجرافه بسبب سير المحرك واستقرار جسمه بين مكائن التشغيل». وأشار إلى أن إجراءات التحقيقات ما زالت مستمرة من أجل التعرف على كيفية وصول الطفل إلى تلك المنطقة في ظل وجود مشرفي الرحلة ومراقبي الموقع، مؤكدا في الوقت نفسه على تطبيق مدينة الألعاب لكافة وسائل السلامة.

وأفاد مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة بأنه تم إغلاق مدينة الألعاب بالكامل لحين الانتهاء من الإجراءات، خصوصا أن جميع الأطراف المعنية من مشرفين ومراقبين ومسؤول الموقع ما زالوا خاضعين للتحقيقات. واستطرد في القول: «ستكون هناك إجراءات إدارية بعد انتهاء التحقيق، ومن ثم إحالة الجهة المقصّرة إلى محكمة جدة الجزئية كونها حالة وفاة، عدا عن احتمالية وجود وجهة نظر خاصة بوالد الطفل والمتضمنة التنازل أو المطالبة بدفع دية وفق ما يقره الشرع»، مبينا أن الجهات الأمنية تعمل على كشف ملابسات الحادثة وتوضيحها وإثباتها في محاضر التحقيق.

إلى ذلك قال عبد الله الثقفي المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة، إن الإدارة فتحت تحقيقا عاجلا في القضية، مبينا أن الطالب المتوفى تعرض للسقوط خلال أحد الممرات بين عربات إحدى الألعاب ولفظ أنفاسه في الحال.