الظهران: مؤتمر «النانو» يستشرف مستقبل العرب في عصر الجزيئات متناهية الصغر

وزير التجارة السعودي: نهدف إلى زيادة حجم الاستثمار في دعم التقدم العلمي

TT

انطلقت يوم أمس السبت أعمال المؤتمر العربي حول الآثار الاقتصادية والتنموية لـ«النانو» وذلك في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وبمشاركة مؤسسات حكومية وإقليمية ومراكز بحثية متخصصة في مجال «النانو» وعلماء رائدين في هذا المجال. ويأتي المؤتمر استجابة للفرص والتحديات التي يطرحها تطور تقنية «النانو» وتعدد تطبيقاتها أمام اقتصادات الدول العربية وذلك في ظل المراهنة على أنها سوف تشكل معالم عصر جديد. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي بأهمية القدرة على تطبيق علوم تقنيات «النانو»، وانعكاس ذلك على مستقبل الاقتصاد العربي، وإيجاد سياسات وبرامج فاعلة لنقل وتوطين واستغلال هذه التقنية في المنطقة العربية.

وذكر عبد الله أحمد زينل وزير التجارة السعودي في كلمة ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الذي يعقد المؤتمر تحت رعايته، أن احتضان السعودية لمثل هذه المؤتمرات العلمية المتقدمة يأتي في سياق توفير الإمكانات المعرفية لنقل الصناعة والاقتصاد إلى مستوى جديد قائم على المعرفة وذلك بعد إقرار استراتيجية جديدة للصناعة في السعودية. إضافة إلى زيادة حجم الاستثمار الحكومي والخاص في دعم عملية التقدم العلمي. ويناقش المؤتمر عددا من الموضوعات، من ضمنها التجربة العربية في تقنية «النانو» ممثلة في مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز لإنشاء مراكز بحثية متخصصة في هذه التنقية، والبرنامج المصري لتقنيات «النانو». كما يستعرض عددا من التجارب العالمية في هذا الصدد؛ من ضمنها التجربة الأوروبية والتجربة الأسترالية في الاستفادة من تقنيات «النانو» وتطويرها. كما يربط المؤتمر تقنية «النانو» بصناعة النفط والطاقة وسبل استكشاف الزيت واستخراجه. إضافة إلى حلقات نقاش حول مستقبل صناعة «النانو» في المنطقة العربية، ودور تقنية «النانو» في صناعة الاقتصاد المعرفي. ويرى القائمون على المؤتمر وفقا لكتيب تعريفي خاص بالمؤتمر أنه حتى يمكن اللحاق بالركب العالمي من خلال جيل جديد من العلماء والباحثين في تقنية «النانو»، يجب على الجامعات والمعاهد في الدول العربية إعداد جيل من الباحثين وتدريبه وتهيئته. وتضم قائمة المتحدثين في المؤتمر عددا من العلماء البارزين في هذا المجال؛ منهم البروفسور منير نايفة أستاذ الفيزياء في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة والحاصل على 12 براءة اختراع من الولايات المتحدة و3 براءات اختراع من دول أخرى و14 براءة اختراع في انتظار تسجيلها في مجال تقنيات «النانو» المتعلقة بالسيلكون. إضافة إلى البروفسور إسحاق خان أستاذ الكيمياء في معهد إلينوي للتقنية بالولايات المتحدة، الحاصل على 3 براءات اختراع ونشر له أكثر من 80 ورقة علمية في المجلات العلمية المحكمة الدولية. يأتي هذا المؤتمر في وقت يتوقع فيه أن توفر تقنية «النانو» 7 ملايين فرصة عمل بحلول عام 2015 إضافة إلى حجم إنتاج يبلغ 6.2 تريليون دولار. وهو ما يطرح أمام المشاركين في المؤتمر تساؤلا حول حصتهم من هذه التركة التي ستخلفها تقنية «النانو» التي تشمل تطبيقاتها مجالات الصحة والمياه والصناعة والطاقة والاتصالات والبيئة والإلكترونيات والفضاء، بعد أن ظل دورهم هامشيا في تقنيات سابقة.