خبراء ألمان يعرضون على ملاك «جدة التاريخية» تجارب رائدة في الحفاظ على مبانيها

جدة التاريخية.. حملات مكثفة لإزالة المخالفات

جانب من بعض المباني القديمة في جدة التاريخية
TT

دعا خبراء ألمان في ورشة عمل «الحفاظ على التراث المعماري والعمراني وصيانته» التي أقيمت يوم أمس في «بيت البلد» في جدة، أصحاب الأملاك في المنطقة التاريخية للاستفادة من تجارب القاهرة وحلب ودمشق في المحافظة على تراثهم، ورؤية ما آلت إليه تلك المناطق بسبب الاهتمام الذي حولها إلى رافد سياحي واقتصادي مهم هو أقرب إلى التحول إلى مدن تاريخية متكاملة.

جاء ذلك في وقت كشفت فيه مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن حملات أمنية مكثفة بدأت خلال الأيام الماضية بمشاركة قطاعات مختلفة تشمل الدفاع المدني وشرطة جدة وجوازات المنطقة وشركة الكهرباء لإزالة المخالفات كافة الموجودة في المنطقة تنفيذا للتوجيهات الصادرة في هذا الصدد. وبالعودة لورشة العمل، أكد لـ«الشرق الأوسط» المهندس سامي نوار مدير عام السياحة والآثار بأمانة محافظة جدة على هامشها أن إدارته قامت بجهود حثيثة لجمع الملاك ولحضورهم الورشة.

وأضاف مدير عام السياحة والآثار بأمانة محافظة جدة أن جهود الأمانة للمحافظة على جدة التاريخية بدأت منذ عام 1978م حين تم تكليف مكتب استشاري لدراسة المنطقة ووضع نظام التنصيف عام 1980م، لافتا إلى أن الأمانة تقوم بالتنسيق مع الجميع لتسجيل وتوثيق جدة التاريخية في سجل التراث العمراني وإيجاد سبل جديدة لتمويل المشروعات للمحافظة على التراث العريق لهذه المدينة.

وقال إن الورشة تسعى إلى إيجاد مشاركة من ملاك مباني المنطقة التاريخية وإطلاعهم على عدد من التجارب الدولية الناجحة، مؤكدا على أهمية من تبقى من قدماء البنائين السعوديين في جدة للحفاظ على هذه الثروة التاريخية التي تتميز بفنون المعمار الإسلامي عموما، والحجازي خاصة.

وأضاف أن هذه الورشة تمثل امتدادا للورشة التي افتتحها سفير المملكة لدى ألمانيا الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي، وذلك في إطار المحاولات الرامية لاختيار جدة القديمة وضمها إلى قائمة التراث العالمي باليونسكو.

من جانبه، جدد نائب أمين محافظة جدة المهندس خالد بن فضل عقيل التأكيد على أهمية المنطقة التاريخية بجدة لما لها من قيمة معنوية وتاريخية كبيرة، مشيرا إلى ما تحظى به المنطقة من اهتمام من قبل الجهات ذات العلاقة، سواء من القطاع العام أو الخاص.

وكانت ورشة عمل «الحفاظ على التراث المعماري والعمراني وصيانته»، التي بدأت أمس قد استعرضت التجربة الألمانية في حماية المناطق الأثرية التراثية في كل من حلب والقاهرة.

وزاد المهندس نوار بالقول إن هذه الورشة التي احتضنها «بيت البلد» لها أهمية خاصة لدى المسؤولين عن مدينة جدة التاريخية، حيث تتيح لهم الاطلاع على التجربة الألمانية في هذا الصدد والتعرف على أهم التقنيات الحديثة التي تساعد في المحافظة على التراث.

وأشار إلى أن جدة سوف تستفيد من مثل هذه الفعاليات بما ينعكس على الاهتمام بجدة التاريخية، مؤكدا اهتمام مسؤولي الأمانة بمثل هذه الورش للوصول إلى ما يصبون إليه من ازدهار جدة التاريخية. من جانبه، أشار القنصل الألماني في جدة الدكتور مايكل زكرك إلى سبل التعاون التي يمكن أن تقدمها ألمانيا للمملكة للحفاظ على التراث الرائع الموجود في جدة القديمة، مؤكدا على أن الجانب الألماني لن يدخر جهدا للمحافظة على التراث الجداوي القديم.

يذكر أن ورشة سابقة في هذا الخصوص كانت قد نظمها مركز الدراسات الشرقية الحديثة «Z.M.O» في برلين في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر (كانون الأول) 2009م تحت عنوان: «ورشة عمل حول جدة القديمة»، بإشراف البروفسور أولديك فرايتاج رئيسة المركز، وبحضور القنصل الألماني في جدة الدكتور مايكل زكرك، وبمشاركة علماء واختصاصيين في العمارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي من المملكة وألمانيا، ودول أوروبية، كما حضرها عدد من طالبات دار الحكمة.

وناقش المشاركون عددا من الموضوعات المهمة والحيوية المتعلقة بهذه المنطقة التاريخية التي باتت تحتل أهمية عالمية مرموقة.