السعودية تبدأ في دراسة لائحة تسعى إلى «تقنين التبرعات».. عبر 18 مادة

رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالشورى لـ«الشرق الأوسط»: العمل الخيري تعرض لمحاولة اختراق «شرسة»

TT

في خطوة لتقنين العمل الخيري في السعودية، بدء مجلس الشورى أمس، بطلب من اللجنة العامة بمجلس الوزراء، في دراسة مشروع لائحة حكومية لجمع التبرعات وصرفها للوجوه الخيرية، وذلك بعد أن تعرض العمل الخيري إلى محاولات اختراق واستغلال من قبل المتعاطفين مع تنظيم القاعدة منذ هجمات 12 مايو (أيار) الشهيرة.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور طلال بكري، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس الشورى، أن الهدف من وراء هذه اللائحة هو «تقنين العمل الخيري، مع إبقائه في المجالات التي أمر بها الإسلام».

وأكد طلال بكري، خلال تلاوته لرأي لجنة الشؤون الاجتماعية حول «لائحة التبرعات»، أن العمل الخيري في السعودية «حقق نتائج جيدة في المجالات الاجتماعية، على الرغم مما يشوبه من شوائب»، مضيفا أن العمل الخيري «هو من صميم صفات المجتمع السعودي».

لكن رئيس اللجنة المسؤولة عن لائحة التبرعات، أكد في هذا الصدد أن العمل الخيري في بلاده «تعرض إلى اختراقات (شرسة) من بعض الجهات مما أدى إلى تشويهه، وهو ما دفع إلى تقديم لائحة تضبط الموضوع، وتبعد أي محاولة لاختراق هذا العمل».

وطبقا لطلال بكري، فإن لائحة التبرعات الجديدة، تسعى إلى «وضع ضوابط مناسبة للجهات الخيـــــــــرية المصرحة وتعطيها مسؤولية ضبط جمع التبرعات مع تحميلها المسؤولية في ضبط إجراءاتها، إضافة إلى التأكيد عليها بالالتـــــزام بنظام محاســـــبي دقيق يساعد في معرفة الإجراءات والمبالغ المحصلة وأســـــلوب صرفها».

وذكر رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالشورى، خلال حديثه لـ«الشرق الأوســــــــــــط»، أن لائحة التبرعات تتكون من 18 مادة، كانت في الأساس أحد الفصول المكونة لمشــــــــــــــــروع نظام المؤســــــــــسات والجمعيات الأهلية الذي يدرس حاليا في هيئة الخبـــــــــراء، قبل أن تقوم اللجنة العامة بمجلس الوزراء بفصله، وإحالته إلى الشورى لدراســـــــــــــته.

وأجمع أعضاء في مجلس الشورى، على أهمية إصدار لائحة للتبرعات، تمنع أي اختراق محتمل للعمل الخيري من قبل بعض من وصفهم العضو الدكتور عبد الرحمن السويلم بـ«أصحاب الفكر المنحرف» الذين سبق وأن استغلوا العمل الخيري في عمليات القتل والإرهاب التي نفذوها على الأراضي السعودية مؤخرا.

وأكد العضو عبد الرحمن السويلم، وهو أحد الناشطين في الأعمال التطوعية والخيرية، أهمية لائحة التبرعات، وذلك لـ«طمأنة المتبرعين وإظهار شفافية المؤسسات الخيرية».

وذكر السويلم، أنه على الرغم من الصعوبات التي أفرزتها أحداث 11 سبتمبر فإن هناك تناميا في حجم الأعمال الخيرية والتطوعية، لافتا إلى أن لائحة التبرعات من شأنها الحفاظ على العمل الخيري وعدم تأثره بالإرهاب.

وأثار العضو الدكتور مشعل العلي، موضوع التبرعات العشوائية التي لا تزال قائمة في بعض المساجد، لافتا النظر إلى أنه من المناسب أن يكون هناك تعريف واضح من مفتي عام السعودية وأعضاء هيئة كبار العلماء لمعنى «الخيرية»، نظرا إلى أن السعوديين لديهم نزعة دينية كبيرة في حب عمل الخير.

وطالب العضو محمد الدهيشي، بتوحيد جهة الإشراف على العمل الخيري، بدلا من تعدد الجهات المشرفة على هذا الأمر.

ومن المتوقع أن تلغي لائحة التبرعات الجديدة في حال إقرارها، اللائحة القديمة التي تحكم العمل الخيري منذ 35 عاما.