مؤتمر النانو بالظهران يوصى بتفعيل تقنيته صناعيا ومحاكاة التجربة العالمية

شدد على أن العرب أمام فرصة تاريخية لإدراك التقدم العلمي عبر هذه التقنية

TT

اختتم المؤتمر العربي حول الآثار الاقتصادية والتنموية للنانو أعماله أمس (الاثنين) بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالتأكيد على جملة من التوصيات المتعلقة بصناعة مبادرات لتفعيل تقنية النانو صناعيا في الدول العربية.

وشدد مشاركون في المؤتمر على أن النانو يشكل فرصة تاريخية أمام الدول العربية لتحقيق استقلالية صناعية وتنمية مستدامة عبر ركوب موجة النانو التي لا تزال في بدايتها في ظل مبشرات بسوق عالمية تتجاوز آلاف المليارات من الدولارات وملايين الفرص الوظيفية التي ستطرحها هذه التقنية.

وأوضح الدكتور عبد العزيز الصويان، وكيل جامعة الملك فهد للشؤون الأكاديمية، أن توصيات المؤتمر جاءت مؤكدة على قيام الدول العربية بتطوير استراتيجيات لتفعيل تقنية النانو صناعيا وإيجاد المقومات التي تكفل نجاح هذه الاستراتجيات، ومحاكاة التجارب الدولية في تطبيقات تقنية النانو ومتابعة التطورات العلمية الحديثة في تقنية النانو ومجالاتها الصناعية الواعدة.

وشهدت الجلسة الختامية للمؤتمر إعلان الأمير الدكتور تركي بن سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن تبنيه لمشروعين تقدم بهما شابان سعوديان، يتعلقان بتطبيقات قاما بتطويرها للاستفادة من تقنية النانو. موجها الدعوة لهما للتقدم بمشروعيهما إلى المدينة لاستكمال تنفيذها إضافة إلى توجيه الدعوة إلى كافة الباحثين.

مشيرا إلى وجود خطة وطنية للعلوم والتقنية والابتكار تحدد جملة من الأولويات البحثية في مجال تقنية النانو والعناصر الأساسية التي يجب توافرها لخلق بيئة مناسبة لتطبيق واستخدام تقنيات النانو للحاق بالعلم الصناعي المتقدم.

وتشمل أهداف هذه الخطة إنشاء قاعدة تحتية تتوافر فيها جميع الإمكانات المناسبة والقوى البشرية المدربة والمناهج العلمية المطورة للرقي بمستوى الجهد المبذول في تعزيز التجربة النانوية المحلية عبر تضافر الجهود الحكومية والقطاع الخاص ومراكز البحث العلمي والجامعات لتحقيق استغلال أمثل لتقنية النانو في تطبيقاتها الحالية واستكشاف وتأسيس وابتكار تطبيقات جديدة تسهم في تحول المملكة إلى مجتمع معرفي يتمتع باقتصاد مبني على المعرفة.

وأعاد المؤتمر التأكيد على المستقبل الصناعي لهذه التقنية والتي ستكون أساسا لثورة صناعية قادمة قوامها الجزيئات المتناهية الصغر التي سوف تحدث نقلة تقنية في مجالات الطب والبيئة والمياه والصناعة والاتصالات والفضاء وغيرها. حيث يؤكد الدكتور سامي حبيب مدير مركز النانو بجامعة الملك عبد العزيز أن تطبيقات تقنية النانو بدأت في الظهور وفي مجالات متعددة مثل الأغذية والملابس والطب والحاسبات وأجهزة والاتصالات ومواد التجميل. مضيفا أنه بات من المسلم به أن السنوات المقبلة هي عصر الجزيئات المتناهية الصغر.

مشددا على أن النانو يطرح أمام العرب فرصتين تاريخيتين لاستدراك ما فاتهم من التقدم العلمي حيث إن ركوب العرب لموجة النانو وهي لا تزال في بدايتها البحثية والتطبيقية سوف يعزز من إمكانية تحقيق استقلالية تقنية صناعية في الدول العربية إضافة إلى جعل النانو أحد روافد التنمية المستدامة في الدول العربية في ظل ما يبشر به عصر النانو من منتجات سوف تتجاوز آلاف المليارات خلال عقد واحد من الزمن إضافة إلى ملايين الفرص الوظيفية. مفيدا بأن اللحاق بقطار النانو يستوجب من الدول العربية توفير كل موجبات النجاح في هذا المجال من مقومات مادية وبشرية وبنية تحتية وميزانيات.