الأمير سلمان يطلق مشروع تأهيل وادي حنيفة الاثنين المقبل

يمتد 80 كلم ليكون إحدى المناطق المفتوحة المتاحة لسكان العاصمة

الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

يرعى الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، يوم الاثنين المقبل، افتتاح مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة في مدينة الرياض، بعد إكمال الهيئة العليا لأعمال تطويره.

وعد المهندس عبد اللطيف آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة مشروع تأهيل وادي حنيفة، مشروعا بيئيا هو الأكبر من نوعه في المنطقة، حيث يمتد على مسافة تزيد عن 80 كيلومترا، ابتداء من شمال طريق العمارية، حتى الحاير جنوبا، وأثمر عن استعادة الوادي لوضعه الطبيعي مصرفا لمياه الأمطار والسيول، وتأهيله ليكون إحدى المناطق المفتوحة المتاحة لسكان المدينة، الملائمة للتنزه الخلوي.

وبيّن المهندس آل الشيخ أن الهيئة انطلقت من تبنيها لتطوير وادي حنيفة، من منطلق معالجة ضريبة التنمية والازدهار الحضري الذي شهدته مدينة الرياض منذ منتصف القرن الماضي، حينما تضاءلت القيمة الاستراتيجية للوادي، أمام بروز آفاق جديدة في الرياض في قطاعات الاقتصاد والصناعة والتجارة والزراعة، حتى تحول الوادي إلى مجرى مائي معزول يخترق عمران المدينة، تنتشر فيه أنشطة واستعمالات غير ملائمة لطبيعته.

وأوضح المهندس أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بادرت من هذا المنطلق بتبني جملة من الإجراءات والتنظيمات، الرامية إلى وقف المصادر الرئيسية للتدهور في بيئة وادي حنيفة، لوقف عملية التدهور المتواصلة منذ عقود، تمهيدا للبدء بتأهيل الوادي لا للوصول به إلى الوضع الذي كان عليه قبل التدهور، بل وإلى تطويره وتحويله إلى منطقة جاذبة للاستثمار في مجالات متنوعة، عبر إطلاق برامج التطوير المختلفة.

وأكد أن الهيئة بدأت إجراءاتها لحماية وتطوير الوادي بإقرارها مبدأ «الحماية البيئية» له، واعتبار محيطه محمية بيئية، ومنطقة تطوير خاصة تحت إشرافها، أتبعت ذلك بإجراءات تنفيذية لتنظيم وتنظيف أجزائه المختلفة، تمهيدا لوضع خطة استراتيجية شاملة لتطوير وادي حنيفة، لتكون الأساس الذي ستُبنى عليه بقية المشروعات التطويرية التنفيذية الحكومية والاستثمارية.

وأضاف أن الهيئة توّجت هذه الإجراءات بإطلاق «مشروع التأهيل البيئي الشامل لوادي حنيفة» الذي عُني بإزالة جميع المظاهر السلبية القائمة في الوادي، وإعادة الوادي إلى وضعه الطبيعي من خلال العمل على محورين أساسيين: الأول يهدف إلى إعادة وادي حنيفة إلى وضعة الطبيعي مصرفا لمياه الأمطار والسيول وللمياه دائمة الجريان الواردة إلى الوادي من عدة مصادر من المدينة، وجعل بيئته الطبيعية خالية من الملوثات والمعوقات التي تحول دون إطلاق آليات التعويض الطبيعية في الوادي، وازدهار بيئته النباتية والحيوانية, وإعادة تنسيق المرافق والخدمات القائمة بحيث تتناسب مع بيئته. فيما يعمل المحور الثاني على توظيف الوادي بعد تأهيله، ليكون إحدى المناطق المفتوحة المتاحة لسكان المدينة، الملائمة للتنزه الخلوي من خلال إضافة الطرق الملائمة والممرات وبعض التجهيزات الضرورية.

وأوضح عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة، أن مشروع التأهيل البيئي الشامل للوادي الذي سيجري تدشينه الأسبوع المقبل، ضم جملة من الأعمال، شملت إزالة النفايات والملوثات التي تراكمت على مدى السنين الماضية في الوادي، وتسوية مجاري المياه وفق ثلاثة مستويات مختلفة من تصريف المياه الجارية، وإنشاء قناة دائمة الجريان للمياه في بطن الوادي بطول 57 كيلومترا، يجري تنقيتها عبر نظام معالجة طبيعي غير كيميائي يتواءم مع بيئة الوادي، إضافة إلى إنشاء محطة للمعالجة الحيوية تمتاز بقدرتها العالية على المعالجة، فضلا عن إضافتها لمسة جمالية طبيعية إلى ميدان الجزائر الذي يحتضنها، والتي شكلت مع المتنزهات الأخرى على الوادي متنزهات طبيعية يرتادها سكان المدينة طوال العام.

وأضاف آل الشيخ أن أعمال المشروع امتدت إلى إعادة تنسيق المرافق العامة في محيط الوادي لتحسين وضعها بما يتلاءم ووضعه الجديد ومتطلباته البيئية الحساسة، وإنشاء طريق بطول 70 كيلومترا في مسار جانبي من بطن الوادي مهيأ - نسبيا - لغمر السيول والفيضانات, تتوزع بمحاذاته ممرات للمشاة، وسط بيئة نباتية استعادت للوادي غطائه النباتي عبر إعادة غرس النباتات التي سبق أن كانت من مكونات الوادي في السابق، واعتماد مستوى تشجير بكثافة يمكن الحفاظ عليه بقدرات الوادي الطبيعية الذاتية من مياه سطحية وجوفية.

وفي الجانب التنظيمي، كشف المهندس عبد اللطيف، أن الهيئة دعمت الأنشطة الزراعية في معظم أجزاء الوادي من خلال قصر استعمالات الأراضي على هذا النشاط، إلى جانب اعتماد مناطق التصنيف البيئي باعتبار بعض أجزاء الوادي محميات طبيعية نظرا إلى ما تحويه من حياة فطرية نادرة، منوها بتأسيس الهيئة «قاعدة للمعلومات الجغرافية لوادي حنيفة والمعلومات البيئية» تسهم في دعم اتخاذ القرار البيئي، وأعمال المتابعة والرصد للمتغيرات والتعديات في الوادي، وذلك عبر استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية «GIS» وأحدث برامج التشغيل والتصفح.