المهندس محمد المجلي لـ«الشرق الأوسط»: طرح مشاريع جديدة لإعادة تخطيط منطقة الباحة

أكد وجود خلل ناتج عن قلة المقاولين المؤهلين والكوادر المدربة

المهندس محمد المجلي أمين الباحة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
TT

كشف المهندس محمد بن مبارك المجلي، أمين منطقة الباحة، عن طرح مجموعة من المشاريع، التي من خلالها يتم إعادة تخطيط المدينة، وأهمها على الإطلاق مشروع المخطط الإقليمي لمنطقة السياحة، إضافة إلى مشروع المخطط الهيكلي لمدينة الباحة.

ودعا أمين منطقة الباحة، في حوار مطول لـ«الشرق الأوسط»، رجال الأعمال للاستثمار في المشاريع الكبيرة المعتمدة ميزانياتها ضمن ميزانيات الأمانة والبلديات، خدمة للمنطقة، ولتلافي الخلل الناجم عن قلة المقاولين المؤهلين القادرين على التنفيذ، والكوادر البشرية المدربة لإيجاد منظومة متكاملة من الخدمات والمرافق السياحية. فإلى تفاصيل الحوار:

* كيف تقيمون حجم منجزات الأمانة نسبة إلى ميزانية الأمانة؟

- تبذل الأمانة جهودا كبيرة لتطوير المنطقة، ورفع مستوى تقديم الخدمات، وتنفيذ المشاريع، وقد تلقينا الثناء على تلك الجهود من المسؤولين والمواطنين، الذين نترك لهم التقييم، وإن كانت الاعتمادات ليست في المستوى الطموح، لأن المنطقة في حاجة كبيرة إلى كثير من الاعتمادات، ونترك الإنجازات وتقييمها للآخرين.

* ما المشاريع التي أعيق تنفيذها؟ والأسباب؟

- المشاريع جميعها تسير حسب المخطط لها، إلا أن هناك أحيانا تأخيرا في مدة التنفيذ، يعود لإمكانات المقاولين، مقارنة بكثرة المشاريع المطروحة وقلة عدد المقاولين المصنفين.

* يقال إن برنامج نزع الملكيات المتوقف أعاق التطوير، فما تعليقكم؟

- لم يكن برنامج نزع الملكيات متوقف، لكن قلة الاعتمادات لمثل هذه المشاريع السبب في بطء توسعة الشوارع، وقد تم صرف استحقاقات كثيرة للمواطنين خلال السنوات الثلاث الماضية، ونحن مستمرون بإذن الله في صرف الاستحقاقات من المبالغ المعتمدة.

* ماذا اتخذتم من إجراءات لإيقاف تصاريح البناء في الأودية بناء على كارثة جدة؟

- فيما يتعلق بموضوع الأودية، فقد سبق أن رفع إلى الوزارة عن بعض المعوقات، والمشكلات في الأودية تكمن في صدور الصكوك على مجاري السيول، وهذه الأمور تخضع للنظرة الشرعية، ولكن هناك مشروعا تم الانتهاء من دراسته في الباحة، سوف يتم تنفيذه تباعا على مراحل، وهناك جهود مع وزارة المالية لإنشائه مرة واحدة.

* كيف تتعاملون مع تحويل أراضي الباحة الزراعية إلى سكنية؟

- يتم النظر في طلبات تحويل استخدامات الأراضي الزراعية إلى سكنية على ضوء استعمالات الأراضي المعتمدة من المخطط الهيكلي للمدينة، ويتم لأخذ الموافقة على تعديل استعمالات الأراضي من مقام الوزارة والجهات ذات الصلة، ومن ثم تحويل الطلب لكتابة عدل على صك المالك.

* الشباب يتساءلون عن الساحة الشعبية للاحتفالات البديلة عن الساحة التي استثمرت سابقا.. - تم الانتهاء من التصميمات والدراسات للساحة الشعبية، وتم طرح المشروع للمنافسة لتنفيذهـ وقد تم فتح المظاريف هذا المشروع، وهو في حاجة إلى زيادة التكاليف، وسوف يتم الانتهاء من ذالك في القريب العاجل.

* أنتم متهمون بتحويل غابة رغدان إلى منتزه وتجريدها من الأشجار دائمة الخضرة، فما ردكم؟

العمل في منتزه رغدان تم وفق الحاجة إلى الاستفادة من المنتزه بأفضل ما يمكن، حيث تمت توسعة الطرق لفك الاختناقات المرورية وتنظيم بعض الأشجار المتيبسة، وتمت إعادة وزراعة مسطحات خضراء وأشجار جديدة وزهور، كما تمت العناية بأشجار العرعر التي كانت مهملة، علما بأن فتح الطرق وتوسعته أسهما في الحد من الحرائق، لسهولة وصول معدات الدفاع المدني لمواقع الغابة جميعها.

* يقال إن تخطيط مدينة الباحة أشبه بوضع العربة قبل الحصان.. كيف يمكن إعادة تخطيطها؟

- أي مدينة في مدن العالم عند تخطيطها يمكن أن تواجه مجموعة من الصعوبات والمعوقات وليس هذا فقط، بل يمكن أن تتكون فجوة بين ما تم تخطيطه وما تم تنفيذه، ولكن في أمانة منطقة الباحة تم طرح مجموعة من المشاريع، التي من خلالها يتم إعادة تخطيط المدينة، وأهمها على الإطلاق مشروع المخطط الإقليمي لمنطقة السياحة، الذي يناقش قسمين أساسيين، هما، القسم الأول: الرؤية المستقبلية لتوزيع الاستعمالات الإقليمية على مستوى منطقة الباحة وتصنيف مراكز التنمية وتحديد وظيفة ودور كل منها. والثاني: يستعرض برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقديرات الناتج المحلي والاستثمارات وتقدير فرص العمل. بالإضافة إلى مشروع المخطط الهيكلي لمدينة الباحة، الذي يعد بمثابة مخطط لتوزيع استعمالات الأراضي وشبكة الطرق داخل حدود النطاق العمراني لمدينة الباحة حتى سنة 1450هـ ووضع الضوابط والاشتراطات البنائية لتحديد نوعية الاستعمال والارتفاعات والكثافات السكانية.

وحتى لا تحدث الفجوة، التي تم ذكرها سابقا، فإنه تم طرح مشروع بالميزانية المالية الجارية، وهو المخطط المحلي لمدينة الباحة، والذي يتدرج إلى إعداد المخططات التفصيلية للمدينة على المستويات كافة، سكني، خدمات، شبه طرق، وتحديد الكثافات والاشتراطات البنائية.

* ما دور الأمانة في مسار الخط الدائري؟ وما حجم منفعته؟

- هناك مجموعة من الاجتماعات التنسيقية بين أمانة منطقة الباحة وإدارة الطرق في وزارة النقل، لتحديد المسار الأفضل للخط الدائري، بما يتوافق مع المخطط الهيكلي لمدينة الباحة والمخططات القائمة، حتى لا يكون هناك تعارض بين مسار الخط وما تم تخطيطه، وبالنسبة إلى حجم منفعته فإن الطريق الدائري في أي مدينة يعتبر بمثابة طريق حر يحيط بالمدينة، ويخفف الحركة المرورية والمرور العابر.

* يقال إن هذا الطريق همش القرى واتخذ مسارا لا يخدم التجمعات السكنية..

- كما ذكر سابقا، فإن الطريق الدائري للمدينة يهدف إلى تشكيل طريق حر حول المدينة، ليخفف الحركة المرورية والمرور العابر للمدينة، وهناك بعض التقاطعات تمت دراستها وتحددها بعناية مع الطرق الرئيسية في المدينة ليسهل عملية الانتقال من الطريق الدائري إلى داخل المدينة، والعكس.

* هل نجحتم في أعمال النظافة عن طريق الشركة المتعهدة؟ وما إمكاناتها؟

- تمت، والحمد لله، بنجاح أعمال النظافة عن الشركة بتضافر جهود الزملاء جميعهم في وكالة الخدمات والإشراف والمتابعة المستمرة للأعمال جميعها التي تقوم بها الشركة، وفق المخطط والجداول المعتمدة من الأمانة، التي يتم تحديثها باستمرار حسب الحاجة الفعلية ونتائج التقييم الدوري، وإمكانات الشركة متكاملة وتتناسب مع نطاق الخدمة.

* كيف توزعون ميزانية الأمانة؟ وهل يستفيد النطاق العمراني بصورة شاملة؟

- تتم مراعاة تقديم المشاريع والخدمات لكل أجزاء النطاق بعدالة.

* ما أبرز معوقات العمل فيما يخص الكوادر والآليات؟

- ليس لدينا نقص في الآليات، أما ما يتعلق بالكوادر البشرية فهي لا تتناسب مع حجم العمل وتخصصاته، ونسعى لتعزيزها.

* ما حجم التعاون بينكم وبين الإدارات الخدمية الأخرى؟ وهل من معوقات؟

- التعاون والتنسيق مع الإدارات الخدمية قائم بشكل جيد، والمسؤولون جميعهم في المنطقة تتضافر جهودهم لتحقيق المصلحة العامة.

* يشكو عدد من مواطني الباحة من ضياع حقوقهم في نزع ملكية أراضيهم.. كيف ترون الحل؟

- تقوم الأمانة بتوثيق أملاك المواطنين على مخططات المشاريع قبل اعتمادها، وبعد الاعتماد يتم استصدار قرار بدء إجراءات نزع الملكية من وزير الشؤون البلدية والقروية، يكون مشتملا على تكاليف نزع ملكيات العقارات المتعارضة مع المشروع، وهذه الإجراءات كفيلة بحفظ حقوق المواطنين.

* كيف تتعاملون مع تصاريح البناء للأراضي التي لا يمتلك أصحابها مملكات شرعية؟

- التعليمات واضحة في هذا الجانب، ولا يمكن منح تصاريح بناء إلا بعد تقديم ممتلكات شرعية تستوفي الإجراءات النظامية والشرعية، صادرة عن المحاكم الشرعية، وتكون منطبقة على المواقع المطلوب منح تصاريح بناء لها.

* حتى تاريخه، وسوق الخضار لا تزال غير منظمة لضيق المساحة، كما أن تطوير وسط مدينة الباحة توقف..

- بالنسبة إلى سوق الخضار، فقد قمنا بجهود لاعتماد مشروع إنشاء سوق الخضار، وقد تم قبل أيام فتح مظاريف المشروع، وسيتم تنفيذه قريبا.

* هل نجحتم في مراقبة صحة البيئة والاشتراطات الصحية للعاملين في مواقع الخدمة؟

- مقارنة بإمكاناتنا البشرية في مجال الرقابة الصحية، فالنجاح والتطور فيه ملموسان، إلا أننا نعاني قلة عدد المراقبين الصحيين المتخصصين، ونسعى لتطوير هذا الجانب بالتنسيق مع مقام الوزارة ووزارة المالية.

* ما حجم رضاكم عن وضع الشقق المفروشة وإمكاناتها في ظل قلة الفنادق؟

- تقوم الهيئة العامة للسياحة بجهود واضحة لتصنيف الشقق المفروشة، ونأمل في الارتقاء بمستوياتها بما يتوازى مع أهمية المنطقة السياحية، والإقبال الكبير عليها في المواسم.

* هل نجحتم في استقطاب السياح بإيجاد الخدمات التي يطالبون بها؟ وما حجم تعاونكم مع المستثمرين في القطاع السياحي والهيئة العليا للسياحة؟

- نسعى لإيجاد منظومة متكاملة من الخدمات والمرافق السياحية، فبالإضافة إلى المستوى النوعي الراقي لغابة رغدان، وما يشهده من تطور مستمر، فلا يمر أسبوع إلا ونلاحظ فيه الجديد، إضافة إلى ذلك يجري العمل حاليا على تنفيذ وتطوير منتزه جدر ومنتزه بني ظبيان وحديقة مهران، التي سيتم تدشينها هذا العام، كما يجري العمل في منتزه شهبة، وسيتم افتتاح الحديقة كبيرة ومتكاملة.

إضافة إلى عدد من المشاريع في مرحلة الدراسة والترسية، ومنها حديقة ذي عين، وحدائق في المدينة وملاعب الأحياء، وباستمرار يتم طرح مشاريع استثمارية سياحية للقطاع الخاص، والتعاون مع رجال الأعمال قائم من خلال الاجتماعات مع أعضاء الغرفة التجارية في الباحة. كما أن التعاون والتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة متميز بين الجهتين.

* هل من دراسة لحجم أخطار محرقة النفايات ومرمي الصرف الصحي؟

- لا يتم حرق النفايات في المرمى، وإنما يتم طمرها، علما بأنه سوف يتم إيجاد مرمى مركزي خارج المدينة، مع تخصيص الموقع الحالي كمحطة انتقالية فقط خالية من أي نوع من التلوث.

* لا تزال حظائر الأغنام والمواشي دون المستوى.. كيف سيتم تنظيم المواقع؟

- نقوم حاليا بتنظيم سوق المواشي، حيث تم الانتهاء من تنفيذ 10 حظائر مكتملة التجهيز، وسيتم قريبا البدء في تنفيذ 10 حظائر أخرى، ومن ثم إزالة الشبوك والحظائر العشوائية وتنظيم الطرق وإيصال الخدمات.

* قامت الأمانة بإنشاء بعض الأسواق في أكثر من موقع.. كيف ترون استثمارها؟ وما أسباب العزوف عنها؟

- هناك أسواق للنفع العام منشأة منذ فترة طويلة ومستثمرة كأسواق الخضار واللحوم والتمور. كما قامت الأمانة حاليا باعتماد مواقع تجارية سيتم استثمارها كأسواق تجارية، وسيتم كذلك إنشاء سوق للخضار من قبل الأمانة في منطقة السواد، وتشغيلها واستثمارها. ولا نرى أن هناك عزوفا عن استثمار الأسواق التي يتم طرحها عن طريق الأمانة، حيث تعتبر استثمارا ناجحا، والدليل على ذلك الأسواق التي تم استثمارها بجانب فندق قصر الباحة، وسط المدينة.

* ما مدى رضا الأمانة عن الشركات المنفذة لمشاريع المنطقة؟ وكيف ترون الحلول للتأخر وسوء الانجاز؟

- تعاني المنطقة، كباقي مناطق المملكة، قلة عدد المقاولين المؤهلين القادرين على تنفيذ المشاريع الكبيرة المعتمدة بميزانية الأمانة والبلديات بالمنطقة، ونأمل من رجال الأعمال في المنطقة أن يستثمروا في هذا المجال، ويخدموا منطقتهم.

* هل وصلتم إلى تغطية النطاق العمراني مع صغر مساحته بالمشاريع الضرورية؟

- تبنينا استراتيجية تمثلت في اعتماد مشاريع نوعية ومتميزة خلاف المشاريع المعتاد تنفيذها سابقا، التي كانت تقتصر على مشاريع السفلتة ودرء أخطار السيول وتسوير المقابر، فقد تم اعتماد مشاريع متنوعة تخدم المنطقة، وتمثل نقلة نوعية بعد الانتهاء من تنفيذها، ومنها الطريق الدائري، وإنشاء الكباري، وتطوير المنطقة المركزية، وإنشاء الحدائق صالة الاحتفالات، وتحسين المداخل ملاعب في الأحياء.

* ما هوية الباحة من وجهة نظركم؟ وماذا عملتم لتعزيزها؟

- الباحة ذات مقومات سياحية، كما أسلفنا، فنحن نعمل على تنفيذ مشاريع وخدمات متعددة ذات مستوى جيد في مجال تطوير المنتزهات وإنشاء الحدائق وتخصيص المواقع الاستثمارية والسياحية.

* أين توقف مشروع المدينة الصناعية؟ وهل من حلول قادمة؟

- تم الانتهاء من مشروع المنطقة الصناعية الشرقية، وكذلك المنطقة الصناعية الشمالية، وتم طرحها للتنفيذ.

* كيف ترون دور القطاع الخاص والعام في تزيين المدينة بالمجسمات الجمالية؟

نأمل في أن يضطلع القطاع الخاص والشركات الكبيرة بدور بارز في خدمة المجتمع، وإظهار مدننا بالمظهر الحضاري من خلال تبني تنفيذ بعض الأعمال الميدانية المميزة.