«إدارة التعدد».. أول برنامج في السعودية متخصص في تصحيح أخطاء معددي الزوجات

الشهادة مصدقة حكوميا.. والمحاضر مؤهل ومعدد.. و«الشؤون الاجتماعية» ودور الرعاية والمؤسسات الخيرية تتغيب

الدكتور العندس خلال شرحه في الحصة التدريبية لبرنامج إدارة التعدد الذي يعقد لأول مرة لمعالجة أخطاء معددي الزوجات (تصوير: فواز المطيري)
TT

لا يستغرب أن يجد القارئ في الصحافة العربية آلاف الإعلانات اليومية عن دورات التطوير الإداري المتفشية، والأمر ينسحب كذلك على دورات التنمية البشرية، وتعلم اللغة الإنجليزية، وصولا إلى اكتشاف العملاق والبرمجة العصبية، بيد أن توجد دورة معنية بـ«إدارة التعدد» فهي لم تكن تتعلق بالثقافات أو مسارا إداريا جديدا، بل كانت تستهدف الشخص «المزواج» ليستطيع إدارة تعدد زوجاته. وشهدت العاصمة السعودية تحركا هو الأول من نوعه في العالمين العربي والإسلامي هدف إلى وضع خطط منهجية علمية عملية لإدارة تعدد الزوجات للمتزوجين من أكثر من واحدة، إذ اختصت بالتدريب على إدارة تعدد الزوجات، قدمها أكاديمي سعودي معدد ومصادق عليها من جهاز حكومي معتمد.

وانعقدت خلال اليومين الماضيين في الرياض فعاليات برنامج تدريبي قدمه مركز التنمية الفكرية للتدريب بعنوان «إدارة التعدد» حيث أثار العنوان الاستغراب، إذ كان يتوقع أن يكون اسما لدورة إدارية، ليفاجئ القراء عبر نشرات الإعلان المكثفة بأنها لإدارة تعدد الزوجات من خلال المحاور التي رصدت في أسفل الإعلان.

ويقول لـ«الشرق الأوسط» حسن القحطاني شريك في شركة «التنمية الفكرية للتدريب» وأحد المتبنين لفكرة انعقاد الدورة، كاشفا أن البيانات والإحصاءات المتاحة تكشف عن واقع يفرض وجود دورات ممنهجة علمية عملية بحزمة حقائب تدريبية مفيدة يقوم عليها مؤهلون. وشدد القحطاني على أن الدورة ليست دعوة للتعدد، بل لتصحيح أخطاء المعددين، مؤكدا أن المدرب، وهو الدكتور فهد بن علي العندس، خبير اجتماعي وأكاديمي مختص في علوم القرآن وآيات الأحكام، مشيرا إلى أن الدورة تستهدف استنطاق التجارب الناجحة والحديث عنها بجرأة والاستفادة من أخطاء التجارب الفاشلة في إدارة الزوجات.

ولفت القحطاني إلى أن هذه الدورة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي والإسلامي خارج إطار ورش العمل وحلقات النقاش الرسمية، مفيدا أن الدورة كشفت عن مشكلات تجاوزت الصعوبات الأولى المتمركزة في المبيت والمسكن لتصل إلى مضامين ومبادئ جديدة طرأت مع التطورات الجديدة.

وشدد القحطاني على أن الشهادة الممنوحة مصدقة من جهاز حكومي معتمد هو المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بعد استيفاء جميع المتطلبات والاشتراطات من بينها كفاءة المدرب، مبينا أن المدرب، وهو الدكتور فهد العندس، يعتبر مدربا معتمدا واختصاصيا في الاستشارات الأسرية والتربوية، إضافة إلى أنه معدد ولديه أكثر من زوجة.

في مقابل ذلك ومن قبيل المفارقة، لم تتفاعل الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية مع الدعوات المجانية المقدمة، حيث لم تحضر وزارة الشؤون الاجتماعية، ولا ممثلون عن دور رعاية الفتيات، ولا حتى المؤسسات الخيرية النسائية المدعوة للمشاركة، وهي الجهات المعنية في القطاع الحكومي، إلى حضور الدورة التي تستهدف تغطية وإصلاح مشكلة اجتماعية. وأفاد القحطاني أن الرجال في العالم كله معرضون لتعدد الزوجات، بل طال التعدد رؤساء الدول والحكومات، حيث شاهد الجميع كيف حرم الدين بيل كلينتون من الزواج من ثانية ليتجاوزه إلى خطيئته مع السكرتيرة في البيت الأبيض، بينما قام الرئيس الفرنسي ساركوزي بفعلها والزواج من عارضة الأزياء بعيد توليه الحكم، وكذلك فعل رئيس إيطاليا برلسكوني.

ووفقا للحقيبة التدريبية التي قدمها الدكتور العندس فيبلغ عدد الذكور المتزوجين من أكثر من زوجة واحدة في السعودية نحو 20.8 ألف رجل، موضحا أن هذه الإحصائية لا تتضمن نسبة الرجال المتزوجين من أكثر من زوجة إذا كانت الزوجة الثانية أو الزوجتان غير سعوديتين.

وذكر العندس أن الإحصاءات الحديثة الرسمية الصادرة عن وزارة العدل السعودية تكشف عن وقوع أكثر من 60 ألف حالة زواج في السعودية خلال العام الماضي، فيما بلغت حالات الطلاق للفترة نفسها نحو 16 ألف حالة. وغطت الدورة 17 محورا رئيسيا تضمنت أسباب لجوء الرجال إلى التعدد، وأبرز أخطاء المعددين، ولماذا الهروب إلى الأمام، وكيفية إخبار الزوجة الأولى وإجراءات العودة بعد الزواج، وتوزيع الأيام والليالي.

وتضمنت كذلك توزيع الملابس والممتلكات والمقتنيات الشخصية وضوابط اللقاء الأول للزوجات في المناسبات، والحالات الطارئة، ومحاذير التعدد، والخلاف والحساسية بين الزوجات، والأولاد في ظل التعدد، والنفقة. ولم تغفل الدورة كذلك إسكان الزوجات والسفر وتجهيزاته ورمضان والأعياد، والحالات الخاصة مثل الولادة، إضافة إلى التمثيل الرسمي للزوج.