جدة: موجة غبار تتسبب في إيقاف الملاحة البحرية بالكامل

فيما أعلنت الجهات الأمنية حالة استنفار لحين استقرار الأوضاع

الغبار العالق يلف أجواء محافظة جدة وأنحاء واسعة من أراضي السعودية (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

تسببت موجة الغبار التي اجتاحت مدينة جدة أمس في إيقاف حركة الملاحة البحرية للسفن بميناء جدة الإسلامي، بما في ذلك استقبال الرحلات البحرية القادمة من دول أخرى، إضافة إلى حالة الاستنفار التي طالت الجهات الأمنية المعنية، الأمر الذي أدى إلى انتشار فرق الدفاع المدني ودوريات المرور في كل أنحاء المدينة.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه لـ«الشرق الأوسط» حسين القحطاني، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، خلال حديث سابق، أن شهري مارس (آذار) وإبريل (نيسان) عادة ما يشهدان عدم استقرار للطقس، خاصة في كل من شمال ووسط وشرق السعودية، عدا عن نشاط الرياح وإثارة الأتربة بشكل دائم.

وأرجع المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة سبب حالة تقلبات الأجواء وعدم استقرار الطقس آنذاك إلى الانتقال من فصل لآخر، الأمر الذي يؤدي إلى التقلبات المناخية في كل مناطق السعودية. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الكابتن ساهر الطحلاوي، مدير عام ميناء جدة الإسلامي، أنه تم إيقاف الملاحة البحرية بالكامل منذ الساعة الحادية والنصف من صباح يوم أمس لحين استقرار الأجواء، لافتا إلى عدم وجود وقت معين باعتبار أن تلك الحالة مرتبطة بوضوح الرؤية وسرعة الرياح.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لن يتم استقبال أي سفن قادمة من دول أخرى لحين استقرار الوضع، والتي ستنتظر في البحر حتى اتضاح الرؤية وانخفاض سرعة الرياح»، مبينا أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.

وحول عدد الرحلات البحرية القادمة حاليا إلى ميناء جدة الإسلامي، أفاد بعدم وجود عدد معين، كونها تعتمد على اتصال السفن مباشرة بالميناء عندما تقترب من الوصول، مشيرا إلى عدم وجود رحلات قادمة حتى الآن، غير أنه في حال استمرار توقف الملاحة ستكون هناك سفن قادمة.

من جانبها، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها اليوم الاثنين تكون حزام سحابي يمتد من المناطق الجنوبية الغربية إلى الشمالية الشرقية، تتخلله سحب رعدية ممطرة مصحوبة برؤية غير جيدة، خاصة على مناطق وسط وشمال شرق السعودية. وأشارت في بيانها إلى أن تلك السحب تشمل منطقة المدينة المنورة وينبع، عدا عن انخفاض درجات الحرارة على مناطق شمال غربي السعودية بمعدل 3 إلى 5 درجات مئوية، مع فرصة تكون الضباب على الجزء الشمالي والأوسط للبحر الأحمر والخليج العربي خلال ساعات الصباح الباكر. وعلى الرغم من تدني مستوى الرؤية بسبب موجة الغبار التي طالت مدينة جدة، غير أنها لم تؤثر في حركة الملاحة الجوية بمطار الملك عبد العزيز الدولي بالنسبة للرحلات القادمة والمغادرة. ونفى المهندس محمد السالمي، مدير الملاحة الجوية في هيئة الطيران المدني بجدة، ما تردد حول إيقاف حركة الطائرات في مطار الملك عبد العزيز الدولي، موضحا أن مستوى الرؤية حتى الآن يبلغ نحو 2000 قدم. وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «إن حركة الطائرات مستمرة بالنسبة للبرج والخدمات الملاحية، لا سيما أن قرار إيقافها يعتمد على أصحاب الشأن»، مبيّنا أن طائرات ومطار الملك عبد العزيز الدولي على أتم الجاهزية للتعامل مع مثل تلك الأجواء. وأضاف «إن الخطوط الجوية السعودية لديها قرار بعدم هبوط ملاحي الطائرات في حال انخفاض الرؤية إلى أقل من 500 قدم»، غير أنه استدرك قائلا «إن الملاحين مؤهلون للهبوط في مثل تلك المستويات».

من جهته، كشف لـ«الشرق الأوسط» العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، عن وجود نحو 32 فرقة تابعة للدفاع المدني في الميدان، والمتضمنة فرق الإنقاذ والإطفاء والإسعاف، عدا عما يقارب 24 دورية سلامة، وذلك بهدف التدخل السريع في حال استدعى الأمر ذلك. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تم إبلاغنا بالنشرة الجوية منذ مساء أول من أمس حتى صباح اليوم، الأمر الذي أتاح لنا فرصة للاستعداد والتهيؤ بشكل أكبر، في ظل توقعات باحتمالية هطول أمطار على منطقة مكة المكرمة، والتي ستكون خفيفة بالنسبة لمدينة جدة». وأشار إلى أن تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تتضمن موجة غبار شديدة تؤدي إلى تدني مستوى الرؤية، مفيدا بأن جميع المراكز المرتبطة بإدارة الدفاع المدني في حالة مرابطة تامة بكامل قوتها من أفراد وضباط وآليات.

واستطرد في القول «لم تسجل أي حالات حوادث حتى الآن تستدعي تدخل الدفاع المدني سواء في مجال الإطفاء أو الإنقاذ أو الإسعاف، إلا أن وجودها يأتي بهدف التدخل السريع والجدّي في حال حدوث شيء يتطلب ذلك». وأبان مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة بأن الحوادث المتوقعة في مثل تلك الأجواء تتضمن زيادة عدد الحوادث المرورية، والتي يترتب عليها احتجاز الأشخاص داخل مركباتهم أو اشتعالها، إضافة إلى الحرائق. وزاد «إن هذه الأجواء من شأنها إعطاء فرصة لتطور الحرائق بشكل أكبر، مما يجعلنا نستعد منذ وقت مبكر لاحتواء الحادث فور وقوعه»، مشيرا إلى أن الدفاع المدني لم يتلق أي بلاغات حول سقوط لوحات إعلانية وخلافه.

كما شهدت مدينة جدة وجود دوريات المرور في جميع تقاطعاتها وميادينها والخطوط السريعة بها، عدا عن دوريات السلامة التابعة لإدارة المرور، وذلك بحسب ما ذكره لـ«الشرق الأوسط» الرائد زيد الحمزي، المتحدث الرسمي باسم إدارة المرور في جدة.

وأضاف «لم تشهد إشارات المرور أي مشكلات من ناحية الإنارة، إلى جانب تمركز دوريات المرور في المواقع المعروفة بكثافتها المرورية، وذلك من أجل تهدئة حركة المركبات خاصة في الخطوط السريعة أثناء الفترة الحالية، تفاديا لوقوع أي حوادث نتيجة تقلبات الجو»، مؤكدا عدم ورود أي بلاغات حول حوادث كبيرة أو خارجة عن الوضع الطبيعي.