«الشؤون الإسلامية»: «منابر الجمعة» قصرت في مناصرة الجيش في الحرب ضد المتسللين

وكيل الوزارة لـ «الشرق الأوسط»: لهذا بدأنا برنامجا خاصا لتعزيز الانتماء والمواطنة

TT

اعترف المسؤول الثاني في وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، بأن «منابر الجمعة» بمجملها، قصرت في مناصرة الجيش السعودي في الحرب الأخيرة التي خاضها ضد الحوثيين، وهو ما دعاها إلى إقامة برنامج خاص يسعى لتعزيز الانتماء والمواطنة لدى خطباء الجمعة.

وجاء هذا الاعتراف، بعد أسابيع من انقضاء العمليات العسكرية التي قادتها وحدات الجيش ضد عناصر متمردة جاءت من الجــــــــانب اليمـــــــــــــــني.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد، بأن الوزارة رصدت قصورا عاما لدى خطباء الجمعة في مناصرة الجيش.

ورد على سؤال حول الانتقادات التي طالت خطباء الجمعة لضعف دورهم خلال الحرب الأخيرة بقوله «الحقيقة أن عددا لا بأس به من الخطباء خطبوا عن هذا الموضوع وتكلموا عنه وكذلك القنوت، ولكن أنا أتفق معك في الرأي بأن هناك قصور في هذا الجانب».

وأضاف السديري، أنه «لم يكن تفاعل الخطباء بالمجمل بالشكل المؤمل، ولعل هذا أحد الأسباب التي دعت الوزارة لإقامة برامج لتأصيل فقه الانتماء والمواطنة لدى الخطباء وربطها بالأصول الشرعية، وإزالة بعض الشبه التي تثار في بعض المواقع ومن بعض أصحاب الفكر المنحرف، وهذا الأمر مهم جدا».

وجاءت هذه التصريحات من وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، في أعقاب الاجتماع التأسيسي الأول لبرنامج ندوات الأمن الفكري الذي تعتزم وزارة الشؤون الإسلامية توجيهه للمناطق الإدارية الـ13.

واعتبر توفيق السديري أن ندوات الأمن الفكري التي ستقام على مدار العام، تأتي في إطار أضخم برنامج تتبناه وزارة الشؤون الإسلامية، حيث سيحضره كل خطباء المساجد في جميع أنحاء البلاد، والدعاة الرسميين.

وأكد السديري على إلزامية حضور جميع الخطباء والدعاة الرسميين التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية لبرامج الأمن الفكري، فيما جعل الباب مواربا أمام حضور أئمة المساجد.

ويهدف هذا البرنامج الحكومي - طبقا للسديري - إلى «تفعيل دور الخطباء لتحقيق الأمن الفكري في المجتمع السعودي، وبثه عبر المنبر، وذلك مساهمة منها لتحقيق الأمن المجتمعي داخل السعودية، وهو دليل على أهمية الدور الذي يقوم به منبر المسجد»، على حد قوله.

ويرى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية أن الشبه الفكرية تكاد تكون واحدة في كل المناطق السعودية الـ13، ولا يعتقد أن هناك منطقـــــــــــة تتفوق على الأخرى في الشبه الفكرية بين سكانها المحليين، موضحا أن «الأمر متقارب» فيما بين المناطق، غير أنه لم يعط حكما نهائيا حول الموضوع لأنه ليس لديه رصد دقيق.

واعتبر توفيق السديري، وهو مختص وله دراسات في شؤون الجماعات الدينية، أن من أهم معوقات تحقيق الأمن الفكري «الشــــــــــــــــــبه التي تثار من حملة الفكر الضال حول بعض الأمور الشرعية، وأهم الوسائل لمواجهتها، ودحضها شرعيا عبر منابر الجمعة لبيان ضلال هذه الأفكار وانحرافها، وخطرها على المجتمع».

وحول مدى الرضا عن الدور الذي قام به خطباء الجمعة لمكافحة أفكار تنظيم القاعدة، قال السديري «الخطباء قد قــــــــــــاموا بدورهم المطلوب في الأمن الفكري، فقد بذلوا جهدا طيبا في السابق، ولعلنـــــــــــا من خلال مثل هذا البرنامج نفعل دور الخطيب للقيام بواجبـــــــــه في توعية المجتمع بقضــــــــــايا الأمن الفكري». وعلى الرغــــــــم من ذلك، فـــــــــــــإن الســـــــــــــديري يؤكد أن وزارة الشــــــــــــؤون الإسلامية تطمح بتحقيـــــــــق المزيــــــــــــــد.

ودعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، أمس، إلى اجتماع تأسيسي لندوة الأمن الفكري، التي ستعقد بشكل شهري، وقال السديري إن هذا الاجتماع جاء «ليرسم خارطة طريق لهم في مسيرة تعزيز الأمن الفكري خلال عام، والتي سيتم تقويمها بعد الانتهاء منها».

وقال إن عقد ندوة خاصة بالأمن الفكري «يأتي استمرارا لجهد وزارة الشؤون الإسلامية لمكافحة الغلو والتطرف وتفعيل وترسيخ الأمن الفكري في المجتمع السعودي».

وستعالج ندوة الأمن الفكري موضوع الاغتيالات بشكل موسع. وقال السديري «الاغتيالات من المواضيع الخطيرة.. هذا المنهج وهذا الأسلوب متأصل لدى جماعات الفكر الضال، لذلك لا بد من تبيان خطورته والموقف الشرعي الأصيل منه، وهذا معروف لدى الخطباء والدعاة، ولكن البرنامج يسعى لتقديم مزيد من الإيضاحات وبيان أكثر لهذا الفكر الضال والمنحرف».