«كارثة جدة» تدفع بالأرصاد لإقامة ورشة عمل مكثفة لتطوير خطط إدارة الكوارث

بمشاركة خبراء عالميين ومختلف القطاعات الحكومية المعنية

الكوارث البيئية باتت تتطلب تكاتف الجهود لمواجهتها («الشرق الأوسط»)
TT

ضمن تداعيات كارثة سيول جدة والأسئلة الكثيرة التي طرحتها حول كفاءة خطط إدارة الكوارث المعمول بها في قطاعات واسعة وأجهزة كثيرة معنية بالتعامل مع الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة، تقيم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يوم غد الاثنين ورشة عمل كبرى بالتعاون مع خبراء عالميين وممثلين محليين من قطاعات حكومية مختلفة تعنى بالتعامل مع الحالات الطارئة والحوادث.

ويشارك في الورشة بحسب المتحدث باسم الهيئة، حسين القحطاني، خبراء ومختصون من البنك الدولي والمرفق العالمي للحد من الكوارث، وسيقوم الخبراء بمبادلة خبراتهم وتدريب ممثلي القطاعات الحكومية المعنية ضمن الورشة التي تعقد برعاية الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز بهدف تطوير القدرات الوطنية لتقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث وإعادة التأهيل.

وأضاف القحطاني بأن الورشة التي ستستمر لمدة يومين ستكون مكثفة بحيث تقدم تدريبا عالي المستوى للمشاركين ومعظمهم من القطاعات الحكومية التي تتعامل مع إدارة المخاطر مثل الدفاع المدني، والإمارة، والهلال الأحمر السعودي، والصحة، وغيرها، وسيتم استعراض تجارب عالمية من خلال الخبراء المشاركين في التعامل مع حوادث وكوارث طبيعية ليتسنى للمشاركين بعدها تعديل وتطوير خططهم بناء على أحدث المستجدات والطرق العلمية المدروسة المتبعة في هذه الأحوال. بالإضافة إلى مناقشة الخبراء حول الأساليب والطرق المتبعة حاليا ضمن الجهات الحكومية المشاركة التي تم اتباعها في كوارث سابقة مثل كارثة سيول جدة الأخيرة.

وكيل شؤون البيئة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، الدكتور سمير بن جميل غازي، من جانبه أكد أن الورشة تعقد بهدف بناء القدرات الوطنية لتقييم الإضرار من آثار السيول وإعادة تأهيل المناطق المتضررة ووضع استراتيجية قطاعية مستقبلية للحد من هذه الأضرار مستقبلا. وأشار غازي إلى أن ما يجعل هذه الورشة متميزة عن غيرها هو كونها تحظى بمشاركة قطاعات حكومية واسعة متخصصة في موضوعها، وقال إن ما دعا إلى إقامة هذه الورشة في الوقت الراهن بشكل خاص هو التطورات والمخاطر البيئية التي شهدها العالم خلال الفترة الماضية والكوارث البيئية التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا أصبح لا بد من العمل لإيجاد أرضية مناسبة لكيفية التعامل معها والحد من الأضرار الناجمة عنها.

وأضاف أن الاهتمام العالمي بدا أكثر وضوحا بالتعامل مع الكوارث خلال السنوات الماضية، وهو ما أظهر الحاجة الماسة إلى تطوير القدرات والخطط المخصصة للتعامل مع هذه الحالات من خلال الاستعانة بالخبرات المتخصصة على المستوى العالمي والمحلي، مؤكدا أن إيجاد خطط محكمة لإدارة الكوارث وبشكل خاص السيول وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة يتطلب بشكل كبير التعاون مع قطاعات ومؤسسات لا حصر لها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وهو ما تحققه هذه الورشة من خلال استعانتها بخبرات دولية على أعلى المستويات.