السياحة والآثار تدشن مع بنك التسليف برنامجا لتمويل القرى الأثرية في السعودية وتبدأ بـ«الغاط» و«رجال ألمع»

الدكتور الغبان لـ «الشرق الأوسط»: خطط وبرامج للمحافظة على «مدائن صالح» بتوفير الخدمات والبرامج السياحية الملائمة

TT

دشنت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع البنك السعودي للتسليف والادخار برنامجا خاصا لتمويل القرى والبلدات التراثية يشمل عددا من البلدات والقرى التراثية في مناطق المملكة، حيث تم بموجبه توقيع اتفاقيات تمويل قريتي الغاط بمنطقة الرياض ورجال ألمع في عسير بمبلغ 70 مليون ريال لكل قرية.

ويمثل برنامج تنمية القرى التراثية بحسب الهيئة العامة للسياحة والآثار أحد برامج التراث العمراني التي تتبناها الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وعدد من الجهات الحكومية، كما يمثل البرنامج موردا اقتصاديا مهما يعمل على تنمية المناطق التي ينفذ فيها ويحتضن كثيرا من الحرفيين والحرفيات ويسهم في توفير فرص العمل وتنمية اقتصاديات المناطق والمحافظات الصغيرة وتوفير فرص العمل الملائمة لأبنائها وأسرها.

وأوضح الدكتور حمد السماعيل نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المساعد للاستثمار أن الهيئة عملت بالتنسيق مع البنك السعودي للتسليف والادخار على تفعيل قرار مجلس الوزراء بشأن تمويل مباني التراث العمراني حيث طورت الهيئة والبنك آليات عمل محددة لتسهيل استفادة المواطنين والشركات والجمعيات التعاونية من القروض التي يقدمها البنك السعودي للتسليف والادخار وتوجت ثمرة التعاون بتقديم البنك قروضا لتمويل مشروع النزل التراثي بالبلدة القديمة بالغاط بمحافظة الغاط، وكذلك مشروعات القرية التراثية لرجال ألمع بمنطقة عسير، مؤكدا أن الفرصة متاحة للمواطنين للاستفادة من هذا التمويل لترميم مبانيهم التراثية وتشغيلها اقتصاديا وفقا للضوابط المنظمة لذلك.

من جانب آخر شدد عدد من المختصين على أهمية دعم وتمويل البلدات والقرى التراثية والأثرية الموجودة في مختلف مناطق المملكة لما لها من الآثار والانعكاسات الإيجابية المادية على القرى والمحافظات والمدن التي تحتضن مشاريع القرى التراثية، مشيرين إلى أن قيام مشاريع القرى التراثية سيسهم بشكل كبير وقوي في تنمية المجتمعات المحلية في كل محافظة ومدينة، وستعمل بشكل مباشر على دعم التوظيف من خلال الأنشطة والمهن التجارية التي توفرها.

وقال مساعد البار الخبير الاقتصادي: «إن تمويل مشاريع القرى التراثية من خلال البنك السعودي للتسليف والادخار والجهات الأخرى سيعمل على دعم وتنشيط الحركة السياحية في المناطق وزيادة الفرص الوظيفية» مشيرا إلى أن توفر المقومات الرئيسية في القرى التراثية وتمويلها سيعمل على زيادة نشاط الحركة السياحية على المنطقة والمحافظة على وجه الخصوص وتدفقها، وبالتالي زيادة الدخل المادي لدى الأفراد وقاطني هذه المحافظات والمدن وتحسين المستوى المعيشي بالنسبة لهم.

وفي سياق سياحي آخر، أوضحت الهيئة العامة للسياحة والآثار أنها تواصل أعمال مشروع تهيئة موقع الحجر (مدائن صالح) في العلا وفق المعايير العالمية التي تطبق في مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو.

وأوضح الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في توضيح خاص بـ«الشرق الأوسط» أنه وبتوجيه مباشر من الأمير سلطان بن سلمان أنه على قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة أن يولي موقع الحجر (مدائن صالح) اهتماما خاصا ينسجم مع أهميتها التاريخية والسياحية، وبكونه الموقع السعودي الأول الذي تم تسجيله في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وينعكس هذا الاهتمام من خلال ما أقرته الهيئة من خطط وبرامج للمحافظة على هذا الموقع وتوفير الخدمات والبرامج السياحية الملائمة.

وأضاف الدكتور الغبان أن تسجيل الموقع في قائمة التراث العالمي لليونسكو يترتب عليه من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبقية الشركاء من الجهات الحكومية الأخرى المعنية بالمملكة، بذل المزيد من الجهود لحماية الموقع والمحافظة عليه وتهيئته وتأهيله وفقا للالتزامات الفنية والبرنامج الزمني الذي تقدمت به المملكة في ملف الترشيح وخطة الإدارة، ووفقا لمتطلبات ومواصفات هيئة التراث العالمي وبالمستوى الذي يليق بالحجر كموقع تراث عالمي وبسمعة المملكة كدولة ذات جهود دائمة وداعمة لليونسكو لما تقدمه من دعم وتمويل إضافي للمحافظة على مواقع التراث العالمي في دول العالم والدول الإسلامية على وجه الخصوص.

وحول المراحل التي ستمر بها عملية تطوير المشروع أبان الدكتور الغبان أن المشروع يشتمل على تنفيذ بنية تحتية في منطقة الخدمات، وتحديد مسار الزيارة، وتعديل نقطة الدخول للموقع بحيث تكون من الجهة الشمالية، وإنشاء بوابة لها، وترميم مباني السكة الحديد وتوظيفها بما يتناسب مع طبيعتها، وإنشاء مركز للزوار، وتخصيص مقر لإدارة الموقع، ومركز للأمن، ومركز إسعافات أولية، ومتحف للسكة الحديد في ورشة القاطرات، وآخر لطرق الحج في القلعة الإسلامية، واستراحة لكبار الزوار، كما يشمل المشروع بعض المرافق الخدمية ووضع لوحات إرشادية وتعريفية بالموقع تمد زائر الموقع بالمعلومات اللازمة عن الموقع وتاريخه.

وأشار الغبان إلى أنه يتم حاليا تنفيذ المرحلة الثانية من تأهيل مباني سكة حديد الحجر والقلعة الإسلامية وذلك بتجهيز بوابة حديثة من جهة مباني السكة الحديد، ونقل البوابة القديمة إليها لتكون نقطة الدخول لموقع مدائن صالح. كذلك يتم ترميم وإعادة توظيف مباني السكة الحديد لكي يتلاءم مع النشاطات الحديثة مع الحفاظ على الطراز المعماري الأصلي.

إلى ذلك تسلم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، في مقر الهيئة بالرياض، الدعم المقدم من كل من مجموعة «شركات عبد الهادي عبد الله القحطاني وأولاده», والبنك السعودي الفرنسي لرعاية معرض روائع آثار المملكة بمتحف اللوفر المقرر افتتاحه في 12 يوليو (تموز) القادم بإذن الله تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وفخامة الرئيس الفرنسي ويستمر لشهرين.

وسلم شيكات الدعم كل من طارق بن عبد الهادي القحطاني رئيس مجلس إدارة مجموعة «شركات عبد الهادي عبد الله القحطاني وأولاده»، وعبد الرحمن أمين جاوة نائب العضو المنتدب للبنك السعودي الفرنسي.

وقد أعرب الأمير سلطان بن سلمان عن شكره وتقديره على هذه المبادرة الوطنية من الشركة والبنك بدعم هذا المعرض الذي يمثل مناسبة مهمة لتعريف العالم بالآثار السعودية وما تزخر به المملكة من إرث حضاري وتاريخي كبيرين، لا سيما أن فترة إقامة المعرض تشهد زيارة الملايين لمتحف اللوفر من مختلف مناطق العالم, مؤملا أن تسهم الشركات الوطنية في دعم هذا الحدث المهم الذي يعتز به كل مواطن.