4 أطفال في حائل يحولون متجرا لتغيير الزيوت مزارا لمرتادي قريتهم

يحرصون على مواصلة دراستهم نهارا والعمل في المحل ليلا

اثنان من الأشقاء في عمل مشترك، على أحد الإطارات، لمواجهة ظروف الحياة وتوفير لقمة العيش لأسرتهما (تصوير: فريح الرمالي)
TT

مواجهة الظروف الصعبة، والسعي وراء توفير مستلزمات الحياة، أمرٌ شاق بالنسبة إلى كبار السن، أو من هم في سن تسمح بمزاولة أي مهنة لا تُعتبر عبئا على مزاولها.

فإن قادت الظروف الصعبة إلى أن يسلك أطفال طريقا سلكه قبلهم الكبار، فهنا الحديث يكون مختلفا بتفاصيله كافة، فما يعمل عليه 4 أشقاء، لم يتجاوزوا بعد العاشرة من عمرهم، يحتاج لمساحة أكبر، ربما للحديث عن القدرة على تحمل المصاعب ومواجهة ظروف الحياة الصعبة.

أربعة أشقاء يعملون في أحد محلات «غيار الزيوت» في حائل، أصبحوا محلا لاهتمام مُرتادي قريتهم الواقعة جنوب حائل (شمال السعودية)، حيث يعمل بالتناوب على محل تغيير الزيوت ذاك، أشقاء أربعة، عملوا جنبا إلى جنب مع والدهم لمواجهة الظروف الصعبة في الحياة اليومية.

فبعد أن تقدم والدهم في عمره، وبات أقرب إلى أن يكون مُقعدا جراء تقدمه في السن، بات همّ تأمين لقمة العيش لأسرتهم على عاتق الأشقاء الأربعة، الذين توارثوا العمل في محل تغيير الزيوت عن والدهم، الذي عمل هو الآخر في المحل ذاته خلال السنوات الماضية.

الأشقاء الأربعة يعتبرون ذلك من باب تقاسم المسؤولية، خصوصا أن الأربعة يحرصون على مواصلة دراستهم نهارا، لتأتي فترة العمل في محل تغيير الزيوت بعد انقضاء فترة الدراسة اليومية، لتأتي فترة الإجازات الأسبوعية والدورية توقيتا لقضائهم طيلة فترات النهار والليل في المحل ذاته، الذي بات محلا لجلب قوتهم اليومي.

ويعمل الأربعة أشقاء ببعض الأدوات التي تفوقهم في السن، وربما في الحجم لبعض الأدوات المستخدمة في محل تغيير الزيوت، وهو ما يعتبر منظرا لافتا لانتباه مرتادي الموقع ذاته.

عوض حمد والد الشبان الأربعة، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن توريثه أبناءه هذه المهنة، التي يراها مُنهكة من جانب، لكنها ربما تكون مجالا لتوفير لقمة العيش لهم ولذويهم.

الأب أكد أنه مارس المهنة ذاتها منذ أعوام، ولا يزال متمسكا بها لكونه لا يملك أي حرفة تعمل على توفير لقمة العيش لأسرته، على الرغم من صعوبة المهنة، التي تدخل ضمن تفاصيلها، ضرورة استخدام اللحام، الذي يعد خطرا على حياة مستخدمه في حال عدم معرفته بجوانب استخدامه.

الأب أكد لـ«الشرق الأوسط» أن عمل أبنائه جاء رغبة منهم في مواصلة توفير لقمة العيش بدلا عنه، في حين يحرص الأبناء على مواصلة دراستهم.

الأبناء نايف، ومعيض، وحمد، وحميد، يعملون بالتناوب على محل تغيير الزيوت، سعيا منهم للمشاركة في توفير القوت اليومي لذويهم، من باب مواجهة مصاعب الحياة، وسد باب اللجوء للغير في توفير لقمة العيش لأسرتهم المتواضعة.

المحل الذي يعمل به الأشقاء الأربعة، يعدُ حاليا موقعا للمشاهدة، والاستمتاع في الوقت ذاته، وهي المهن التي لم يعتد السعوديون مشاهدة صغار في السن يمارسونها، إلا من أجبرتهم الظروف الصعبة ومواجهة الحياة على الدخول في معاركها.