وزارة الثقافة والإعلام للجمعيات الثقافية: أصلحوا أوضاعكم.. أو نُقيلكم

الجاسر: الصراعات الشخصية والبحث عن وجاهات أعاقا العمل

TT

حذرت وزارة الثقافة والإعلام السعودية أمس مؤسسات وجمعيات ثقافية (لم تسمِّها) من أنها قد تلجأ إلى التدخل في نظامها الداخلي و«حل» تلك الجمعيات أو «إقالة» مسؤولين وأعضاء فيها، وقالت الوزارة إن هذه الجمعيات التي دبّ فيها الخلاف أصبحت عائقا أمام العمل الثقافي المنشود.

وهاجمت الوزارة مؤسسات ثقافية قالت إنها أصبحت عبئا على تقدم الحراك الثقافي والإعلامي، وإن بعض هذه المؤسسات أصبحت تُدار من قبل شخصيات تفتقر إلى القدرة والكفاءة، وتسعى لاستغلال مناصبها وتحويل هذه المؤسسات إلى ملكيات خاصة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الخلافات التي اندلعت داخل جمعيات الحديثة، التي جرى انتخابها ضمن مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالشأن الثقافي، شلت حركتها منذ تشكيل مجالس إداراتها. وهو الأمر الذي أصاب تجربة تشكيل الجمعيات الثقافية المختصة (كجمعية التشكيليين، وجمعية المسرحيين، وجمعية المصورين) وغيرها بنكسة.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة عانت في الفترة الأخيرة من المراوحة التي أصابت بعض جمعيات الثقافة والفنون التي أدت هي الأخرى إلى تعزيز الشللية والاشتغال بالخلافات بين الأعضاء. في حين أثنت الوزارة أمس على أداء الأندية الأدبية.

وفي بيان شديد اللهجة، وغير مسبوق، حذر الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام من أن ما أسماه «الخلافات الشخصية بين رئيس مجلس إدارة بعض المؤسسات والجمعيات في القطاعين الإعلامي والثقافي وبين أعضاء مجلس الإدارة - أصبحت - سببا رئيسيا في ضعفها مما يعيق النهوض بأدائها».

وقال الجاسر إن «الصراعات الشخصية والبحث عن وجاهات مزعومة لا تخدم مصلحة العمل الإعلامي والثقافي في المملكة»، ناصحا مَن «ينتسب إلى مثل هذه المؤسسات والجمعيات من رؤساء مجالس الإدارات أو الأعضاء فيها ممن لا يتوافر فيهم التأهيل الإعلامي أو الثقافي أو الإداري أو القيادي أن يستقيلوا قبل أن يقالوا».

وفي الوقت نفسه، أثنى الجاسر على أداء الأندية الأدبية، واعتبر أن هذه الأندية أسهمت في خلق حراك ثقافي عبر تنافسها، مشيدا بـ«بالحراك الثقافي التنافسي المتميز والمستمر بين الأندية الأدبية في السعودية».

وفي تحذيره، أكد الجاسر أن وزارة الثقافة والإعلام «لن ترضى مطلقا بوجود كيانات ثقافية أو إعلامية يعتريها العجز والضعف وتعيق تطبيق الخطط الطموح للنهوض بالعمل الثقافي والإعلامي في هذه البلاد».

وأشار الجاسر إلى أن الإعانات المالية السنوية المخصصة لهذه المؤسسات الثقافية والإعلامية رفيها الخير الكثير إن هي أديرت بطريقة سليمة، وإن قلة الموارد المالية، إن وجدت، يجب أن لا تكون شماعة تستخدم دائما لتغطية ضعف القائمين وعجزهم عن أداء عملهم».

وقال الجاسر إن الوزارة «ساعية الآن وفي ظل المشروع الطموح لاستراتيجية العمل الثقافي والإعلامي إلى نهضة كبيرة من شأنها تجديد اللوائح الداخلية لهذه المؤسسات والجمعيات، مما يمكنها من أداء عملها بشكل تنافسي يلبي الحراك الإعلامي والثقافي في هذه البلاد وعلى المستوى العربي والإسلامي».

وطالب وكيل وزارة الثقافة والإعلام المسؤولين عن المؤسسات الثقافية بـ«حثّ الهمم دون خلق مبررات من شأنها الإيهام لتغطية عجز وضعف منسوبي القائمين على هذه المؤسسات وقلة حيلتهم قياديا وإداريا»، معتبرا أن «بعض مجالس الإدارات يرون في هذه المؤسسات ملكا خاصا لهم يتصرفون بها كيفما شاءوا مخالفين بذلك اللوائح الداخلية التي أقرتها وزارة الثقافة والإعلام».

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أهاب الدكتور عبد الله الجاسر بجميع العاملين في الحقل الثقافي والإعلامي للنهوض بمستوى الأنشطة ورفع كفاءة العمل، وقال إن الاستراتيجية الثقافية التي كثر الحديث عنها جرى مناقشتها مع الكثير من المثقفين السعوديين وهي شبه جاهزة.