«أمطار الربيع» تستنفر الأجهزة المعنية.. وتسفر عن «احتجازات» و«وفيات»

الباحة تسجل 8 وفيات.. ونائب أميرها يؤكد لـ«الشرق الأوسط»: الأضرار طفيفة * الطائرات العمودية تشارك في الإجلاء

استنفار أمني لمتابعة الحالات التي تسببت فيها الأمطار («الشرق الأوسط»)
TT

استنفرت «أمطار الربيع» التي هطلت على غالبية المناطق السعودية خلال اليومين الماضيين كافة الأجهزة المعنية بعمليات الإنقاذ والإجلاء، وخصوصا أن الأمطار تصادفت مع عطلة نهاية الأسبوع وبداية وإجازة الربيع التي استغلها السعوديون لقضاء أوقاتهم في خارج النطاق العمراني، حيث مجاري السيول وبطون الأودية.

وأسفرت الأمطار التي شهدتها معظم أنحاء البلاد عن احتجازات لمركبات مواطنين تصادف وجودهم خلال هطولها في بطون أودية، كما تسببت في نحو 8 وفيات، تم تسجيها في منطقة الباحة.

ويأتي ذلك فيما توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار هطول الأمطار الرعدية، التي تُسبق بنشاط في الرياح السطحية على مناطق نجران وعسير والباحة، وتشمل الأجزاء الساحلية منها، وتمتد حتى الأجزاء الجنوبية لمرتفعات مكة المكرمة ومنطقة الرياض، خصوصا الأجزاء الجنوبية الغربية والغربية منها، والأجزاء الواقعة بين الرياض والقصيم. كما توقعت أن تظهر بعض السحب الركامية الرعدية الممطرة على مناطق شمال السعودية، تشمل حائل وعرعر وسكاكا ورفحا.

من جهته توقع الدكتور سعد المحلفي وكيل الرئيس العام لرئاسة الأرصاد والبيئة أن تتحرك السحب الركامية من المرتفعات الجنوبية نحو جنوب منطقة الرياض والأحساء والمنطقة والشرقية وشمال الخليج، وهو الأمر الذي يشير إلى هطول أمطار على تلك المناطق صباح اليوم السبت في تلك المناطق.

وبيّن المحلفي أن تلك الأمطار تهطل على تلك المناطق بشكل طبيعي كل عام وتعتبر من الأمطار الربيعية، وهي أمطار متوسطة تتراوح ما بين 35 و40 ملّي لتر، مشيرا إلى أن معدلات الأمطار في السعودية لهذا العام طبيعية.

وتأتي تلك التوقعات في وقت شهدت فيه مناطق السعودية، أول من أمس، أمطارا غزيرة تسببت في تسجيل نحو 8 وفيات في مناطق مختلفة من السعودية، وتسجيل عدد كبير من الحوادث المرورية.

وشهدت منطقة الباحة خلال اليومين الماضيين، ولساعات متأخرة من النهار، أمطارا غزيرة بدأت بعد صلاة الفجر، استمرت على عدد من المحافظات في السراة وتهامة والبادية.

الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود نائب أمير منطقة الباحة، الذي ظل يتابع تطورات الوضع، أكد لـ«الشرق الوسط» عدم وقوع أضرار كبيرة من السيول التي اجتاحت الكثير من المناطق في الباحة، داعيا السكان إلى أخذ الحيطة والحذر.

من جانبه أشار العميد إبراهيم حسين الزهراني مدير الدفاع المدني بالمنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه نتيجة لمفاجأة وغزارة الأمطار، وانتقال السيول بسرعة شديدة من أعالي الجبال إلى بطون الأودية في تهامة، بارتفاع يزيد على ألفي متر، وكذلك في البادية، التي تركزت على طريق الباحة - الطائف، وتحديدا في نخال والفيض بمحافظة القرى وأودية بيدة وأودية محافظة العقيق، فقد حدثت احتجازات متفرقة على جوانب الأودية لسكان داهمتهم السيول.

وقال إن فرق الدفاع المدني والمرور وأمن الطرق والهلال الأحمر تشهد استنفارا تحسبا للطوارئ، داعيا السكان إلى عدم عبور العقبات الموصلة بين تهامة والسراة إلا بعد توقف السيول.

إلى ذلك، قال العقيد صالح الجعيد مدير مرور الباحة إن انهيارات جبلية وقعت في جبل شمرخ على طريق الباحة - الطائف، حولت على إثره مسار السيارات إلى طريق الأطاولة - المندق للعابرين في اتجاه الطائف نتيجة لغزارة السيول الناجمة عن الأمطار التي انهمرت خلال اليومين الماضيين.

وقال شهود عيان إن السيول أغلقت المعابر والجسور في وادي بوا، وإن السيول الجارية من أودية محافظة القرى فاجأت العابرين الذين اكتظت بهم جنبات الطرق الطويلة والمحلية، في ظل تحرك الجهات المسؤولة لوقف حركة السير عبر النداءات المتواصلة.

الرائد جمعان بن دايس الغامدي، الناطق الرسمي للدفاع المدني بمنطقة الباحة، أشار إلى أن الأمطار الغزيرة شملت منطقة الباحة وجميع محافظاتها، وقادت إلى جريان عدة أودية منها وادي بيدة ووادي شوقب وودي بوا ووادي جعبة ووادي رنية ووادي يحر ووادي سيالة ووادي راش ووادي قدران ووادي الغصة ووادي الطنطانة.

وأعلن عن ورود أكثر من 300 بلاغ إلى غرفة عمليات الدفاع المدني، تمثلت في احتجازات داخل أودية، وحوادث مرورية، ومداهمة سيول داخل المنازل، وانسداد بعض العبارات، حيث تم تحريك جميع فرق الإنقاذ والإسعاف، إلى جانب الاستعانة بطيران الأمن لإنقاذ الأشخاص المحتجزين داخل المناطق.

وأردف: «تم إنقاذ أكثر من 30 حالة في كل من محافظات القرى والعقيق والمخواة وقلوة، وسحب أكثر من 50 سيارة من داخل السيول، إلى جانب إخراج عدد من المواطنين من المركبات التي تم احتجازها ببطون الأودية ومجاري السيول وإخراج مركباتهم أيضا».