المتبرعون بأعضائهم بعد الوفاة في السعودية: 3 لكل مليون شخص

أول جمعية لتنشيط التبرع بالأعضاء

TT

كشفت الدكتورة حنان الغامدي، استشارية جراحة وزراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، في حفل تدشين جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء أمس، عن أن عدد المتبرعين بالأعضاء في السعودية من المتوفين دماغيا لا يتجاوز (ثلاثة في المليون) وهو رقم متدن بحسب الغامدي، حيث تصل النسب في بعض الدول مثل إسبانيا التي تعد الأفضل عالميا في عملية التبرع وزراعة الأعضاء إلى 36 لكل مليون نسمة سنويا، وفي الولايات المتحدة الأميركية 26 متبرعا لكل مليون نسمة سنويا، في حين أشارت إلى الجمعية الجديدة تسعى لرفع هذه النسبة وزيادة الوعي بين المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء.

في حين حمل عبد العزيز التركي رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية شركات الاتصالات في السعودية عدم إيصال الرسالة التوعوية لكافة شرائح المجتمع.

وعادت الغامدي لتوضح أن عدد المرضى المحتاجين لزراعة الكلى في المنطقة الشرقية بلغ 2200 مريض، بينما لم يتجاوز عدد المتبرعين سوى 30 متبرعا وهذا سيشكل صعوبة كبيرة، حيث تتأخر حالات زراعة الأعضاء لأكثر من 20 سنة، إضافة إلى تكلفة العلاج للمريض الذي يحتاج إلى إجراء عمليات غسيل بمعدل 3 مرات أسبوعيا.

وأوضحت الغامدي أن زراعة الأعضاء في المركز بتخصصي الدمام بلغت خلال عامين 70 حالة زراعة للكلى منها 30 من متبرعين أحياء، و4 زراعات للبنكرياس و5 زراعات للكبد.

في حين طالبت الدكتورة الغامدي الإدارة العامة للمرور بالمساهمة في تسهيل عملية الحصول على متبرعين بالأعضاء من خلال عرض إقرار على المتقدم للحصول على رخصة القيادة في السعودية وفي حال موافقته يشار في رخصة القيادة إلى أنه من المتبرعين بالأعضاء خصوصا أن السعودية تشهد عددا كبيرا من الحوادث المرورية، حيث قدرت عدد الوفيات للعام الماضي بسبب حوادث المرور بأكثر من 6000 وفاة بحسب الدكتورة الغامدي، التي قالت بأن جزءا من هذا العدد من المتوفين (دماغيا) سيوفر للمرضى أعضاء ويقلل من نسب تكاليف العلاج الباهظة، وأيضا سيحفز المتبرعين ويقطع الطريق على المتاجرين بالأعضاء بعد الاتفاقية الدولية التي وقعت مؤخرا.

من جهتها قالت نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية إن حاجة السعودية من التبرع بالأعضاء هي ما عجل بإنشاء الجمعية التي تعد الأولى المرخصة لها من قِبل الجهات الرسمية في السعودية، حيث بلغت الإحصائيات الأخيرة نسبا عالية من المرضى ويقابلها عدد لا يكاد يذكر من المتبرعين وهذا يعود إلى عدم وعي المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء.

وستعمل الجمعية على ثلاثة محاور ابتداء بالمرضى والمجتمع والكوادر الطبية، كما تخطط لتنظيم زيارات لمرضى زراعة الأعضاء ومواساتهم وتفقد أحوالهم والتخفيف عنهم وتنظيم حلقات توعوية لعائلات المرضى والتواصل معهم واستقطاب أشهر الأطباء العالميين في زراعة الأعضاء للمشاركة في الأنشطة العلمية وكذلك تقديم المساعدات للمحتاجين من المرضى وإنشاء قاعدة بيانات تفيد في دراسة الحالات المرضية والتنسيق مع الجهات المسؤولة في تقديم المنح الدراسية المتخصصة لدعم توطين الوظائف الصحية الخاصة بعلوم زراعة الأعضاء.