حائل: السلطات تبحث عن مطلوبين اعتدوا على سياج يحمي أكبر متحف مفتوح في العالم

نبشوا القبور واستخدموا أجهزة حديثة لسرقات الآثار في موقع الشويمس الأثري

جانب من الضرر الذي لحق بالسياج الحديدي جراء عمليات العبث والنبش التي تعرض لها
TT

تبحث السلطات الأمنية في منطقة حائل، عن مطلوبين اعتدوا على سياج يعمل على حماية موقع الشويمس الأثري، الذي يصنف من قبل الأثريين بأنه «أكبر متحف مفتوح في العالم».

وأبلغ «الشرق الأوسط» مسؤول حكومي، بأن السلطات الأمنية تحقق في خروقات لسياج أمني أقيم للحفاظ على أحد أهم المواقع الأثرية في المنطقة.

وتتهم السلطات مطلوبين بأنهم قاموا بأعمال عبث، وإزالة جزء كبير من السياج الحديدي المنفذ حديثا للمحافظة على آثار الشويمس، 300 كيلومتر جنوب غربي حائل.

وكانت حالات سابقة رصدت لسرقات آثار ونبش للقبور بموقع راط والمنجور، استخدمت فيها أدوات حديثة وأجهزة حديثة لتصوير باطن الأرض وكشف للمعادن.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الباحث في قطاع الآثار في حائل عبد الرحمن الرشيدي أن السياج تم العبث به من قبل مجهولين بمسافة تتجاوز 1000 متر. وأوضح الباحث الرشيدي أن القضية لا تزال منظورة عند الجهات الأمنية.

وتعد آثار الشويمس، وفقا لأثريين، أكبر متحف مفتوح في العالم، للمساحة الكبيرة التي تتجاوز 50 كيلومترا مربعا، ويضم نقوشا وكتابات أثرية يرجع تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، ويعد من أقدم المواقع الأثرية في السعودية.

وأشار الباحث الرشيدي إلى أن الموقع اكتشف عام 2000 م، ويضم نقوشا لأشكال آدمية وحيوانية متنوعة مثل الأبقار والوعول والأسود والبقر الوحشي والغزال بعضها بالحجم الطبيعي، مما يدل على استئناس الإنسان بعض الحيوانات في الجزيرة منذ وقت مبكر، واعتماده على الصيد.

كما تبين الرسوم أنواع الملابس القديمة والأسلحة، مبينا أنه تم مؤخرا الانتهاء من مشروع تسييج وتحصين المواقع الأثرية النادرة المكتشفة في موقعي راط والمنجور غربي قرية الشويمس التابعة لمنطقة حائل.

واختتم الباحث الرشيدي تصريحه بقوله إنه تم التنقيب في موقع الشويمس لفترة قصيرة من قبل جهات رسمية عده، منها بعثتان من أرويا وأستراليا.

ومن جهته، أوضح سعد الخياري الرشيدي أحد أعيان قرية الشويمس، أنه «تم كشف راط والمنجور في أواخر عام 2000 م، وتم من قبل أحد رعاة المواشي كانت مواشيه ترعي جواره، وأبلغنا عنه وبدورنا أوصلنا ذلك للجهات المختصة».

وبحسب الرشيدي «يعد هذا الكشف أكبر اكتشاف أثري في السعودية من حيث المساحة، ويحوي رسوما ونقوشا، ومنها أسد الشويمس الذي قال عنها أحد الباحثين في الآثار إنها ستقلب التاريخ القديم للجزيرة العربية، وتم تصنيفه بأكبر متحف مفتوح في العالم».

وشدد الرشيدي على ان ضعف الرقابة والاهتمام بهذه المواقع قاد لعمليات سرقة متعددة ونبش للقبور، وخصوصا آثار الشويمس راط والمنجور، وعثر على أدوات يستخدمونها في التنقيب عن الآثار بهذه المواقع.

وبيّن أن بعض ضعاف النفوس استخدموا التقنية الحديثة ووظفوها لسرقة والعبث بالآثار المحيطة من استخدام أجهزة كشف المعادن والجيوفيزائية، مستغلين بُعد الموقع ووعورة الوصول إليه مع كبر مساحته.

وقال إ الجهات الأمنية باشرت عددا من الحالات للتنقيب والعبث بالمواقع الأثرية، ولا تزال التحقيقات جارية بهذه القضايا، وطالب بإيجاد مركز أمني في قرية الشويمس للمساعدة على الحفاظ على هذه المكتسبات الوطنية المهمة، ولوقوع أكثر من 17 قرية تحت النطاق الإداري للشويمس، التي تزخر بالكثير من المواقع الأثرية المهمة جدا ومحاذاتها للحدود الإدارية مع المدينة المنورة وتبوك.

ويطالب السكان المحليون في تلك المناطق الأثرية بتعبيد الطرق لموقع راط والمنجور لجذب السياح والزوار، وتهيئة الموقع بإيجاد مراكز استقبال وتفعيل الخدمات الصحية نسبة إلى عدد السكان وحجم الخدمات المقدمة، والأهالي يعانون نظرا إلى نقص الخدمات البلدية لجميع المجمعات السكنية التابعة للبلدة من سفلته وإنارة، وذلك لحجم الزوار الكبير الذي يتدفق على البلدة من الزوار والسياح المهتمين بالجانب الأثري، ومن أبرزهم الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم السعودي.

إلى ذلك، عزا فلاح الرشيدي أحد حراس موقع راط والمنجور، ظاهرة السرقة والعبث بالسياج الأمني، إلى كبر المساحة، وعدم وجود الإمكانات من وسائل اتصال ومواصلات، مع أنه يقطن في بيت شعر هو وزميله برفقة أسرهم، مجاورين للموقع الأثري مطالبا بإيجاد طرق معبدة حول المواقع الأثرية الكبيرة، ووسائل اتصال حديثة للإبلاغ عن حالات السرقة والعبث.