مؤلفة سعودية تحول ابنها بطلا لحث الأطفال على حماية البيئة

تستعد لإصدار سلسلة عن الحياة الخضراء

TT

«أيكو بوي» أو ولد البيئة، هكذا أرادت مؤلفة سعودية أن تخاطب الأطفال لتعزز لديهم مفهوم حماية البيئة والعناية بها، حيث أنجزت كتابا بيئيا يتحدث عن مغامرات هذا الفتى لحماية بلدته، والذي أصبح في نهاية المغامرة بطلا أيكولوجيا عندما أنقذ كوكب الأرض من الدمار البيئي، ولم تكن وسائل هذا البطل الأيكولوجي سوى «ترشيد الاستهلاك، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير»، فهو لا يتمتع بقوى خارقة كالأبطال الأسطوريين.

جاءت الفكرة، كما تقول «لنا سلطان» مؤلفة القصة، من مشاهداتها عندما كانت تدرس في مدينة فانكوفر الكندية لمدى العناية والاهتمام بالبيئة ومساهمة الجميع في ذلك.

وتبين المؤلفة أن تأثرها وتغيير سلوكها أسهم في تغيير سلوك ابنها (محمد) ذي السنوات الست، حيث لاحظت تفاعله مع القضايا البيئية واتباعه للقواعد الصحيحة في الحفاظ على البيئة، هذا التجاوب أعطاها دافعا لكي تسهم في تغيير المجتمع من خلال قصة يكون بطلها أبنها محمد الـ«أيكو بوي» لتغيير أفكار الأطفال عن البيئة وضرورة الحفاظ عليها.

نشر الكتاب البيئي باللغة الإنجليزية، وهو في طور النشر باللغة العربية، وتقدم المؤلفة له قراءات في المدارس وفي التجمعات التي تعنى بالبيئة والأحداث البيئية كيوم الأرض وغيره.

تقول المؤلفة عن الـ«أيكو بوي» بطل القصة، إنه لا يتمتع بأي قوة خارقة عندما ينقذ كوكب الأرض حتى لا يكون ذلك حاجزا أمام الأطفال الآخرين في التعامل مع البيئة ليسهموا في إنقاذ الكوكب، فهو طفل بقدرات عادية مثلهم لكنه يتبع القواعد الصحيحة في الحفاظ على البيئة.

وتنوي المؤلفة لنا سلطان إصدار سلسلة من القصص البيئية باللغتين العربية والإنجليزية، حيث تعمل على إنجاز قصة بيئية ثانية تتوزع بطولتها على طفلين (ولد وبنت) يعملان على إنقاذ العالم من الخراب.

وتضع المؤلفة ضمن أهدافها تنشيط القراءة لدى الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى ترسيخ المفاهيم البيئية بصورة مبسطة لتكون ضمن ثقافتهم وسلوكهم المستقبلي.

وتقول «آمل أن يسهم الكتاب في نشر الوعي حول الحياة الخضراء بين الأطفال عن طريق عادات إيجابية تترسخ في وعيهم المعرفي في سن مبكرة»، وتضيف «أحببت الذهاب مع الأطفال بدلا من المراهقين، لأن المفاهيم والممارسات الراسخة في هذه السن المبكرة، تصبح جزءا من الحياة اليومية، وتصبح جزا من ثقافتهم في المستقبل».

وتطرح مؤلفة الكتاب فكرة الحياة الخضراء، حيث تعتبر كل جهد في سبيل تغيير عادات البشر تجاه البيئة جهدا مهما، فليس من السهل تغيير عادات جميع البشر في وقت واحد لإنقاذ البيئة كما تقول، وتبين «تغيرت عندما وجدت البيئة يعتني بها الآخرون في جميع تصرفاتهم، هذا التغيير في سلوكي غير سلوك ابني، وهكذا أنا أسهم في تغيير سلوك الأطفال الآخرين».

وتضيف «نحن البشر نستهلك مواردنا الأرضية بوتيرة سريعة جدا، ومن الصعب جدا تغيير المجتمع في يوم واحد، وأسهل طريقة للوصول إلى ذلك محاولة نقل الوعي إلى الأطفال».

وتتابع حديثها «هناك الكثير من الناس يعتقدون أن هذه مهمة شاقة، لكن أفضل وسيلة هي اتخاذ خطوات صغيرة في هذا المجال»، وتبين «على كل أسرة القيام بمحاولة تبني عادة جديدة مرة واحدة في الأسبوع أو على الأقل مرة في الشهر». وتطرح عددا من الأفكار التي يمكن تطبيقها أو تبنيها من قبل الأسر لزرع مفهوم حماية البيئة في نفوس الأطفال، مثل استخدام أكياس من قماش يمكن إعادة استخدامها بدلا من الأكياس البلاستيكية، كذلك استخدام زجاجة ماء يمكن إعادة استخدامها بدلا من تلك الزجاجات التي يتم التخلص منها بعد الاستخدام، التحول إلى مصابيح الفلورسنت للإضاءة، أو استخدام وجهي الورقة عن الكتابة للحفاظ على الأشجار.