الملك خالد.. حضور في قلب الأحداث من حصار جدة إلى البيعة

السعوديون يحيون ذكرى رابع ملوكهم في ندوة يرعاها أمير الرياض * جورج الخامس ملك بريطانيا للملك المؤسس: سعداء باستقبالنا أبناء ملك ظل أمدا طويلا صديقنا المخلص الثابت * بعد دعوته لفيصل وخالد للغداء في قصر بكنغهام

الملك خالد في البر مع الصقر
TT

ترصد الندوة الثالثة عن ملوك الدولة السعودية الحديثة التي تفتتح فعالياتها بعد غد الأحد برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز التي تنظم الندوة، سيرة الملك خالد بن عبد العزيز رابع ملوك الدولة السعودية والنجل الخامس للملك عبد العزيز، وجهوده المتعددة منذ معاصرته في سن مبكرة لجزء مهم من فترة التوحيد والتأسيس التي قادها والده الملك المؤسس والمهمات التي كلف بها والمناصب التي تقلدها منذ أسندت إليه رئاسة مجلس الوكلاء قبل 8 عقود، ثم وزارة الداخلية، وتكليف الملك العزيز له بتولي رئاسة الوفد السعودي المشارك في المفاوضات مع الوفد اليمني لإنهاء الحرب السعودية اليمنية، التي انتهت بتوقيع معاهدة الطائف، ومشاركته مع أخيه الأمير فيصل في حضور مؤتمر لندن عام 1939م بشأن القضية الفلسطينية، إضافة إلى زيارته للولايات المتحدة الأميركية مع أخيه فيصل في رحلته الرسمية عام 1943م، والمهمات السياسية والزيارات المتعددة والمناصب التي تقلدها حتى توليه دفة الحكم في البلاد. وتقدم الندوة، التي سيقام ضمن فعالياتها معرضان مصوران عن نشأة الملك خالد وسيرته قبل توليه الحكم، قراءة في فكر الملك خالد من خلال منجزاته المنظورة، ودراسة تاريخية حول اختياره لولاية العهد، وأبعاد القدوة الحسنة لديه، والتطورات النظامية والتنظيمية في الحكم والإدارة في عهده.

وتتناول الندوة جهود الملك خالد في خدمة الإسلام والقضية الفلسطينية، وإنجازاته ورعايته للحرمين الشريفين، ودوره في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما ستطرح الندوة الإنجازات الاقتصادية التي تحققت في عهده، كما تتناول عوامل الاستقرار الأمني والتنمية الوطنية خلال توليه إدارة الحكم في البلاد، والأساليب التربوية للملك في علاقاته مع أبنائه.

وخصصت الندوة لهذا الغرض 8 جلسات تتناول الجوانب السابقة، مع رصد للعلاقات الخارجية السعودية مع عدد من الدول العربية والأجنبية، كما سيتحدث ثلاثة وزراء عملوا في فترة حكمه عن السمات الشخصية والإدارية للملك خالد والجوانب الإنسانية في تعاملاته مع الشعب، وتداعيات التطور والنماء إبان فترة حكمة التي استمرت سبع سنوات.

ووفقا للدكتور فهد بن عبد الله السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز التي تنظم الندوة ضمن سلسلة الندوات الملكية التي يرعاها الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الدارة، فإن الدارة أعدت معرضا مصورا يحكي جوانب مهمة في تاريخ الملك خالد وتاريخ المجتمع السعودي في عهده الذي شهد طفرة اقتصادية وثقافية كانت داعما قويا نحو آفاق أوسع لحياة المواطن ومنجزات الوطن التنموية، كما سيقام بالتزامن معرض نظمته مؤسسة الملك خالد الخيرية بعنوان «خالد» يلقي الضوء على جوانب من سيرة رابع ملوك الدولة الحديثة وشخصيته وإنجازاته الكبرى لتحيي ذكراه في عقول وقلوب شعبه والأجيال الجديدة التي لم تعاصره.

دخل الملك خالد معترك الحياة العملية والسياسية في بلاده في سن مبكرة، وساهم في الإنجازات العظيمة التي حققها والده الملك المؤسس من أجل توحيد البلاد وتوطيد أركانها وإشاعة الأمن والاستقرار فيها.

ورصد الباحث أحمد الدعجاني في كتابه «خالد بن عبد العزيز.. سيرة ملك ونهضة مملكة»، الذي صدر عام 2002م، الحضور اللافت للأمير خالد ومساهماته المتنوعة منذ مشاركته قبل 87 عاما في حصار جدة حتى وصوله إلى سدة الحكم كرابع ملك من ملوك الدولة السعودية الحديثة، موضحا أن الأمير خالد نشأ على أسلوب تربية والده الملك عبد العزيز، وأثناء نموه وترعرعه، جعل له والده مساهمات متنوعة تحت إشرافه، في سرايا إطفاء الفتن وتثبيت كيان المملكة، والعمل على استقرارها.

فقد شارك الأمير خالد في حصار جدة عام 1344هـ ومعركة الرغامة وكذلك في معركة السبلة عام 1347هـ، ومعركة الدبدبة عام 1348هـ، وقد أبلى فيها جميعا بلاء حسنا، وتميز بحسن رمايته، حيث اشتهر بها.

وأثناء معركة السبلة جعل الملك عبد العزيز يراقب المعركة بمنظاره، ووصل الأمير خالد ومعه بعض الأمراء، فسلم على والده، ثم استأذنه في الذهاب والمشاركة في المعركة، لكن الملك أبى، وشرع في إقناعه بالبقاء إلى جانبه وذلك لصغر سنه، لكن الأمير الشاب خالد أصر على خوض غمار المعركة، فامتطى صهوة جواده متجها إلى الخيل التي على يسار المسيرة، فنهض الملك من على كرسيه، وأخذ يصيح بأعلى صوته: يا خالد، يا خالد، ست أو سبع مرات، ويعني ذلك أن يا أهل الخيل انتبهوا له.. لصغر سنه.

كما اختار الملك عبد العزيز الأمير خالد رئيسا للوفد السعودي لتمثيل بلاده في مفاوضات الصلح مع اليمن في مدينة الطائف، وتمت صياغة معاهدة الطائف في ذلك الوقت، التي أدت إلى إقرار السلام ورسم الحدود بين البلدين، وذلك في السادس من صفر عام 1353هـ، الموافق 1934م.

وقد تولى الأمير خالد آنذاك تبادل الرسائل مع المفاوض اليمني، وحرص على أن ينفذ رؤية والده، وقد اشترط على المفاوض اليمني أن يتم تسليم الأدارسة، وإخلاء جبال تهامة من أفراد الجيش اليمني، وإطلاق رهائن أهلها حالا، وذلك في مراسلة رسمية أظهر فيها الأمير خالد حزمه وقوة شخصيته، في عبارات واضحة تبرز ما كان عليه الأمير من رصانة وحكمة وحنكة، وأجابه الطرف اليمني بالقبول، ولم يتم الاتفاق وتوقيع المعاهدة إلا بعد تأكد الأمير من موافقة الطرف اليمني على الشروط التي وضعها الملك عبد العزيز.

وقد فصل الأمير تركي بن محمد بن ماضي، أمير نجران آنذاك في مذكراته أحداث توقيع المعاهدة على هذا النحو: «وعلى أثر ذلك تشكل وفد سعودي، قام بعدة جلسات في بيت باناجة الذي يسكنه الوفد اليمني، وقد ساد التفاهم بين الوفدين، وانتهى إلى عمل صيغة المعاهدة في شكلها النهائي، وتوجه بها كل من الشيخ يوسف ياسين والشيخ خالد القرقني، ومعهما كاتب هذه السطور إلى بيت سمو الأمير خالد بن عبد العزيز الذي أوكل إليه توقيع المعاهدة، كما حضر السيد عبد الله بن الوزير في قصر الأمير خالد، وتليت المعاهدة وتم وتوقيعها من المذكورين، وأبلغ كل من الأمير سعود ولي العهد في نجران، والأمير فيصل نائب الملك الموجود آنذاك في الحديدة».

كان لتربية الراحل الملك عبد العزيز، دور مهم وكبير في تنشئة أولاد العائلة المالكة والأمراء، فعادات البيئة الصحراوية البدوية، كانت الإطار العام لهذه التربية التي طبعت نشأة معظم الأمراء، ولا عجب، فالقيم العربية الإسلامية التي أعلاها الإيمان وأقصاها العنفوان قد تشربتها أنفسهم، وتطبعت عليها شيمهم، فشبوا على المثل العليا، كالشهامة والأريحية والضيافة، يترسمونها في خطاهم.. يقتدون بها في تصرفاتهم، جاعلين منها علما يستظلون فيئه، به يهتدون، وإليه يفزعون.

والملك خالد أسهم منذ يفاعته في بعث نهضة المملكة، مسترشدا - بداءة - بسيرة والده العملاق، المفعمة بالمآتي العظام، والحكمة الرشيدة، والقوة التي لا تلين، ومستنيرا تاليا بخبرة أخويه سعود وفيصل ورعايتهما، خاصة أنه كان هو وفيصل يمثلان تلك اللبنة التي أكملت البناء الحضاري للمملكة العربية السعودية، لذلك كان الملك خالد يعتبر نفسه - ومنذ البداية - المنفذ العملي لتوجيهات الملك فيصل وسياسته وخططه، وهو اعتبار مارسه الملك خالد عندما كان وليا للعهد، واستمر في ممارسته عند تسلمه زمام الحكم بعد وفاة الملك فيصل.

قال الملك خالد في أخيه الملك فيصل: «لقد عمل صاحب الجلالة - المغفور له بإذن الله - الملك فيصل بن عبد العزيز بكل جهده وطاقاته في سبيل الدعوة إلى الله والدفاع عن دينه، وبعد أن أرسى قواعد نهضتنا المعاصرة على دعائم ثابتة، بذل في سبيل إرسائها ما لا تخفى من الجهود والطاقات، وانتقل بالمملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتطورة في كل المجالات، مع المحافظة على ديننا ومثلنا وتقاليدنا».

تلك هي القاعدة التي ارتكز عليها الملك خالد، ومنها انطلق، ليؤكد على عمق العلاقة التي تربط الملك بأخيه الفيصل، ناهيك بكون الفيصل يمثل في حياته الجليلة والغنية قيما عليا ما كان هو، أو الملك خالد من بعده ليحيدا عنها قيد أنملة، هذه القيم المستقاة من ديننا الحنيف، المترسخة في الذهن، والممارسة، تبدأ بأبسط مبادئ العدالة وصولا إلى أسمى صور التواضع، مرورا بكل ما من شأنه أن يرفع قيمة الإنسان ويعلي من شأن دين الله الحنيف.

وإذا أمعنا النظر قليلا نرى أنفسنا أمام حقيقة ناصعة ساطعة تؤكد أن هذا الدين العظيم الذي حمله الملك خالد في قلبه وعلى كاهله أمانة أمام الله والتاريخ، إنما كان في حرز حريز وحصن حصين، وأنه كان سياسيا من الدرجة الأولى سار في حياته على الخطى التي رسمها له والده - المغفور له - الملك عبد العزيز، وتخلق بأخلاق البيئة التي نشأ فيها، بما فيها من عراقة وأصالة، بالإضافة إلى سجله السياسي الحافل بالأحداث والعبر.

زد على ذلك المسؤوليات التي تحملها الملك خالد قبل مبايعته ملكا للمملكة العربية السعودية، هذه المسؤوليات قوت روابط الأخوة والمحبة التي جمعت خالد إلى فيصل، وجعلت الملك خالد يعتبر نفسه الوريث العملي والمسؤول الفعلي عن تنفيذ سياسة أخيه الملك فيصل، فقد عينه الملك عبد العزيز، عام 1353هـ / 1934م مساعدا لأخيه الأمير فيصل. وقد تميزت هذه المرحلة بمعالجته كثيرا من القضايا السياسية المهمة بكثير من الحنكة والدراية، كما تجلى، خلال هذه المدة، اطلاعه على مجمل الشؤون الداخلية والخارجية التي تصدى لها بكل ما عرف عنه من بعد نظر، ورجاحة عقل، ونفاذ رأي.

كما عين مستشارا للأمير فيصل عندما كان نائبا للحجاز، وتولى مسؤولية إدارة إمارة مكة المكرمة مدة من الزمن، ومسؤولية مجلس الوكلاء. وعلى عادة الملك المؤسس عبد العزيز بتولية أولاده مهمات جسام، لتدريبهم على ممارسة الحكم السليم، فقد أوكل إليه أبوه في عام 1354هـ، وزارة الداخلية، لبعض الوقت، فقام بمهمته خير قيام.

وقد عبر الملك خالد عن وثاقة العلاقة بينه وبين الملك فيصل، فقال في ما قال: «كان - رحمه الله - أخي وصديقي. أنا لم أشترك في الحكم إلا في عهده، وعندما طلب مني ذلك، نزلت على إرادته، كما رافقته في عدد من رحلاته إلى الدول العربية ودول العالم».

كلف الملك عبد العزيز ولديه الأمير فيصل - وكان آنذاك وزيرا للخارجية - والأمير خالد بزيارة أميركا، بناء على دعوة الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وقد سافر الأميران يصحبهما وفد حكومي إلى واشنطن يوم الخميس 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وجرى لهما استقبال رسمي من الحكومة الأميركية، وشاركت فيه الجاليات العربية والإسلامية، حيث تم استقبالهما بحفاوة بالغة. تضمن برنامج الزيارة بعد انتهاء المباحثات الرسمية زيارة إلى مدينة نيويورك، وطافا في أرجائها، وزارا بعض المؤسسات المالية الكبيرة، وأبديا إعجابهما بما شاهداه، وقد استحوذا على إعجاب المرافقين الأميركيين، لما اشتملت عليه ملاحظاتهما من فهم عميق ومسؤول.

كما أن الأميرين دعيا لمشاهدة أعلى ناطحة سحاب في العالم، وزارا بعد ذلك مطار نيويورك المدني، واطلعا على سير الحركة فيه وحركة الطائرات، وتنظيمات المطار الدقيقة، وأقام على شرفهما مدير شركة «ستاندر أويل أوف أرابيا» حفل عشاء، دعي إليه لفيف من رجال الحكومة الأميركية، وكبار موظفي الشركة ومديروها، ومجموعة من رجال الجاليات العربية والإسلامية، ثم قاما بعد ذلك بزيارة مدينة شيكاغو، واطلعا على منشآتها العمرانية والزراعية. ثم سافرا الأميران إلى ساحل المحيط الهادي، وقطعا مسافة 3500 ميل، جلها في القطار، وزارا معهد التجارب لصناعة النسيج التابع لوزارة الزراعة في إحدى مدن ولاية نيومكسيكو، وأبدى الأميران إعجابهما بسير العمل في هذا المعهد الذي يحسن من صناعة نسيج الصوف بأيد محلية، خاصة من الهنود.

وفي مدينة سان فرانسيسكو أمضى الأميران مدة من الزمن، كانا فيها موضع الحفاوة والتكريم، وأقامت لهما شركة بترول كاليفورنيا مأدبة غداء، دعت إليها شخصيات كبيرة ومديري بنوك، وألقيت في المأدبة كلمات، شددت على عمق الصداقة بين أميركا والمملكة، ثم قام الأميران بزيارة لجامعة كاليفورنيا وتفقدا كلياتها، وبعد الظهر أقام الأمير فيصل مأدبة غداء لكبار موظفي رجال وزارة الخارجية.

وفي اليوم التالي أقام الأميران حفلة كبرى حضرها 600 مدعو، وكان على رأس الحضور ممثل الرئيس روزفلت.

ثم زار الوفد جامعة دسيون، وتحادث الأميران مع عدد من الضباط الذين يتعلمون اللغة العربية، وفي نهاية الزيارة التاريخية دعي الأميران إلى مأدبة تكريمية لهما، أقامها على شرفهما الرئيس روزفلت رئيس أميركا، وبذلك انتهت الزيارة، وطار الوفد إلى أوروبا.

بعد الانتهاء من زيارة أميركا، قام الأميران فيصل وخالد بزيارة إلى بريطانيا، وقد لقي الأميران لدى وصولهما إلى لندن حفاوة كبيرة من الحكومة البريطانية، والجالية العربية والإسلامية المقيمة في بريطانيا.

وكان من أبرز مظاهر تلك الحفاوة الدعوة التي وجهها الملك جورج السادس ملك بريطانيا إلى الأميرين للغداء على مائدته في قصر بكنغهام. وقد أرسل ملك بريطانيا برقية إلى الملك عبد العزيز جاء فيها: «جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - مكة المكرمة. الملكة وأنا وولية العهد سررنا بدعوة نجليكم إلى مائدة الغداء في قصر بكنغهام، وأنا مسرور بإخباركم أن سموهما بصحة جيدة، وأرجو أن يكونا وجدا أنفسهما مرتاحين أثناء زيارتهما لهذه البلاد، وقد كان سرورنا عظيما أن نستقبل في بيتنا الخاص أبناء من ظل أمدا طويلا صديقنا المخلص الثابت.

جورج السادس» وقد شكره الملك عبد العزيز في برقية جوابية على الحفاوة التي تلقاها نجلاه، وأشاد بنمو العلاقة والصداقة بين البلدين.

وأثناء الزيارة قام الأميران بزيارة معالم لندن، وشاهدا أنحاء كثيرة من بريطانيا، وقاما بزيارة المصانع والشركات، وقد أقامت المفوضية العربية السعودية على شرفهما مأدبة غداء فاخرة في فندق الدورشيستر، قاما بعدها بزيارة مدينة كمبردج، وتفقدا جامعتها ومكتبتها الشهيرتين.

ولاية العهد

* في صباح يوم الاثنين السابع والعشرين من جمادى الآخرة عام 1384هـ الموافق نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1964م، بويع الملك فيصل ملكا على المملكة العربية السعودية، وقد اختار أخاه خالد نائبا لرئيس مجلس الوزراء، كما أصبح الأمير فهد بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء بعد مدة من الزمن، وبعد خمسة أشهر، تم اختيار الأمير خالد بن عبد العزيز وليا للعهد بالإضافة لمنصبه السابق، وقد كان اختياره لولاية العهد دليلا على تقدير مناقبه الأصيلة، وخلقه الرفيع، وتفانيه في خدمة الحق والإنسان.

وقد حصل تثبيت الولاية خلال مكاتبات وثائقية بين الأمير محمد بن عبد العزيز والملك فيصل رحمه الله.

فقد كتب الملك فيصل الرسالة الآتية للأمير محمد يستشيره فيها في أمر ولاية العهد:

«من فيصل ملك المملكة العربية السعودية. إلى جناب الأخ الكريم محمد بن عبد العزيز حفظه الله..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنني أرى من المصلحة اختيار ولي للعهد، لأنه عنصر أساسي من عناصر استمرار الحكم ورسوخه في هذه البلاد التي بدأت تنعم بالطمأنينة والاستقرار، وتتطلع لحياة أفضل بعد أن عصفت بها تيارات مختلفة من داخلية وخارجية. وإنني إذ أطلب من سموكم إخباري بوجهة نظركم في هذا الموضوع، أنتهز هذه الفرصة لأشيد بالجهود العظيمة التي بذلها سموكم، ومساهمتكم الفعالة في سبيل إقرار الوضع، وتجنيب البلاد الفتن والكوارث. وبانتظار مرئياتكم. أرجو لسموكم دوام الصحة والتوفيق فيصل»

* فأجابه الأمير محمد بتأكيد ترشيحه للأمير خالد كي يصبح وليا للعهد.

ـ «من محمد بن عبد العزيز، إلى جناب جلالة الأخ الملك فيصل بن عبد العزيز حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فقد تلقيت جواب جلالتكم رقم 56/2 بتاريخ 23/9/1384هـ الذي تطلبون فيه إبداء وجهة نظري في أمر ولاية العهد الذي يرى جلالتكم أنه عنصر أساسي من عناصر استمرار الحكم ورسوخه في هذه البلاد التي بدأت تنعم بالطمأنينة والاستقرار، وتتطلع لحياة أفضل بعد أن عصفت بها تيارات مختلفة داخلية وخارجية.

وإنني لأشكر جلالتكم من الأعماق على ما احتواه كتابكم من شعور نبيل وتقدير بالغ للجهود التي بذلتها، والمساهمة الفعالة التي أسهمت بها في سبيل إقرار الوضع وتجنيب البلاد الفتن والكوارث، وإن كنت أعتقد أن ما قمت به ما هو إلا واجب نحو أمتي وبلادي. هذا، وإني إذ أشاطر جلالتكم الرأي بأنه لا بد من اختيار ولي للعهد، لأن ذلك عنصر هام لاستمرار الحكم على أسس ثابتة الأركان قوية الدعائم، أرجو أن يسمح لي جلالتكم أن أبين وجهة نظري في ما يتعلق بشخصي بكل صراحة، وهي أن ميادين العمل لخدمة الشعب ليست وقفا على المناصب والألقاب، وهناك مجالات واسعة ومتعددة تمكن كل فرد من أفراد شعبنا العزيز من تأدية واجبه في خدمة بلاده، وإنني وإن كنت المرشح الأول لمنصب ولاية العهد، إلا أنني أفضل أن أكون جنديا مخلصا يعمل تحت لوائكم، وبوحي من إرشاداتكم، بعيدا عن مظاهر الرتب والألقاب، يشد أزركم ويوحد الصفوف لمواصلة العمل في ظل قيادتكم الرشيدة التي لمس الجميع آثارها في الداخل والخارج، وإذا جاز لي أن أرشح أحدا لشغل منصب ولاية العهد، فإنني أرى في أخي الأمير خالد بن عبد العزيز من الصفات ما يجعله أهلا لذلك. راجيا من الله أن يلهمكم التوفيق والسداد، ويحفظ جلالتكم من كل سوء».

واختير خالد وليا للعهد بتأييد من الملك فيصل، فقد كان يراه أهلا لولاية العهد، لأنه يتمتع بالحكمة والروية والأناة، كما أنه قادر على توحيد العائلة وإعادة اللحمة بين أفرادها في أعقاب التوترات التي شهدتها، وفي النهاية قبل الأمير خالد أن يكون وليا للعهد بتأييد العائلة المالكة وإلحاح الملك فيصل، وكان آنذاك في الثالثة والخمسين من عمره. وهناك وثيقة تاريخية نشرتها الجريدة الرسمية ابتهاجا بحسم أمر ولاية العهد جاء فيها:

«دعا حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد العزيز إلى اجتماع يضم جميع أسرة آل سعود، يعقد بقصر سموه بعليشة بالرياض يوم الاثنين الواقع في 27 ذي العقدة 1384هـ الموافق 29 مارس (آذار) 1965م. وقد استهل الأمير محمد بن عبد العزيز الاجتماع بكلمة قيمة، أورد فيها الهدف الذي يرمي إليه من وراء هذا الاجتماع، وهو النظر في أمر ولاية العهد والبت فيه، لاعتقاده بأنه ضرورة، حتمية يقتضيها استمرار الحكم وإرساؤه على أسس ثابتة الأركان قوية الدعائم، بعد أن تمتعت البلاد بنعمة الاستقرار، وسارت بخطوات واسعة نحو التقدم والازدهار، وقد أشاد سموه بالجهود الجبارة التي بذلها ويبذلها صاحب الجلالة الملك فيصل المعظم في رفع شأن الإسلام، وخدمة هذا البلد، والسياسة الرشيدة التي ينتهجها لمصلحته.

ودعا سموه إخوانه المجتمعين للالتفاف حول الملك المفدى وشد أزره، ومساعدته على تنفيذ برامجه الإصلاحية الراسية، للسير بالبلاد نحو قمة وذرى العزة والكرامة، وقد أوضح سموه موقفه من ولاية العهد، فقال بأنه أرسل لجلالة أخيه الملك فيصل المعظم كتابا جوابا على كتابه بأنه يؤثر الابتعاد عن المناصب والألقاب، وأنه يفضل العمل في الميادين الأخرى التي قد تكون أكبر فائدة ونفعا، وأنه جندي يعمل بكل إخلاص تحت قيادة جلالته، وبوحي من إرشاداته.. ثم وجه كلامه إلى إخوانه قائلا: (نحن جميعا خدام لهذا الشعب النبيل الذي التف حول قيادته في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد وأدقها، فمن واجبنا أن نكرس جميع جهودنا وطاقاتنا لخدمته، وخدمة الشعب لا تعني التربع على كرسي الحكم، فهناك مجالات واسعة لتحقيق هذا الهدف، هي في نظري أكبر نفعا وأجدى فائدة)، وقد عاهد الله بأنه سيتعاون تعاونا صادقا مع من يختاره جلالة الملك وليا للعهد، ومن ثم تليت الكتب المتبادلة بين جلالة الملك فيصل وأخيه سمو الأمير محمد بن عبد العزيز، وبعدها تليت رسالة من جلالة الملك المعظم موجهة إلى المجتمعين، تتضمن اختياره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد العزيز وليا للعهد، فبايعه الحاضرون فردا فردا.

وتقدم سمو الأمير خالد فألقى كلمة شكر فيها جلالة الملك المعظم على الثقة الغالية التي أولاه إياها، كما شكر إخوانه الذين بايعوه، وسأل المولى سبحانه وتعالى أن يكون عند حسن ظن الجميع وثقتهم به، وتوجه إلى إخوانه وعلى رأسهم عمه سمو الأمير عبد الله بن عبد الرحمن، وشقيقه الأمير محمد بن عبد العزيز بنداء يطلب فيه منهم أن يعينوه على حمل الرسالة وأداء الأمانة، مستمدا من الله العون والتوفيق».

وفيما يلي نص الأمر الملكي الذي صدر عن الملك فيصل بإعلان الأمير خالد وليا للعهد.

«بسم الله الرحمن الرحيم من فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية إلى إخواني أبناء الشعب العربي السعودي الكريم:

تحية وبعد:

فإني أحمد الله على نعمه، وأسأله المزيد من فضله وكرمه. هذا، ونظرا لأن ولاية العهد هي عنصر أساسي من عناصر استمرار الحكم ورسوخه، وبعد أن تمتعت البلاد بنعمة الاستقرار، وسارت في طريق التقدم والازدهار بفضل تمسكها بدينها الحنيف وشريعتها السمحاء.

فإنه ليسرني أن أعلن لإخواني أبناء الشعب السعودي الكريم، بأنني قد اخترت أخي الأمير خالد بن عبد العزيز وليا للعهد، يحكم من بعدي بكتاب الله وسنة رسوله، وكلي ثقة بأن الشعب سيكون له خير ناصر ومعين.

والله ولي التوفيق 27 ذي القعدة 1384هـ / مارس 1965م».

مبايعة الملك خالد

* فجعت الأمة باستشهاد المغفور له الملك فيصل على يد ابن أخيه فيصل بن مساعد، وهو في أوج عطائه الإنساني، وفي وقت كانت فيه دولته والعالمان العربي والإسلامي في أمس الحاجة إلى حكمته، وتعقله وبعد نظره، وصفاء رؤاه، وجراءة مواقفه وقراراته. لكن سنة الاستمرارية في بيوتات العظماء ترفض الفراغ وتأبى الاستسلام، فما إن أعلنت وفاة الملك فيصل يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1395هـ الموافق 25 مارس 1975م، حتى نودي بولي العهد الأمير خالد ملكا.

فبعد مضي ساعة على وفاة الملك فيصل، أعلنت إذاعة الرياض أن الأمير خالد ولي العهد هو الملك الجديد للمملكة العربية السعودية. وفي وقت لاحق من مساء ذلك اليوم، وفقا للسنة المتبعة في أسرة آل سعود، اجتمع أبناء الملك عبد العزيز وإخوانه في مجلس القصر، وقام الأمير محمد بن عبد العزيز - كبير أفراد العائلة - وأقسم يمين البيعة قائلا:

«إنني أبايعك، يا خالد، باسم الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ملكا على المملكة العربية السعودية»، ثم عانقه وقبله. وفي المجلس عينه، أعلنت مبايعة الأمير فهد وليا للعهد، وتقدم الجميع بالرضا والقبول، يقدمون التهاني للملك الجديد وولي عهده.

وعلى مدى الأسابيع التالية، أقبل العلماء وزعماء القبائل، والوزراء، وكبار العائلات، والمواطنون، يعلنون البيعة للملك خالد وولي عهده الأمير فهد.

وعاشت المملكة مهرجان المبايعة بقدر ما تألمت لاستشهاد فيصل، ولكن قدر الله لا مرد له، ولا بد للإنسان مما كتب له، ويبقى الأمل الوطيد في قرارة كل إنسان، وهو أن تتتابع مسيرة البناء والإنماء مع الملك خالد بمثل الرسوخ والقوة اللذين كانا مع الملك فيصل، وإن الملك الجديد خير من يحقق الأحلام ويحول الآمال إلى مشروعات ومواقف تجعل من المملكة رائدة في عالمها العربي والإسلامي، تماما كما أرادها موحدها - المغفور له بإذن الله - الملك عبد العزيز.

تميزت المملكة العربية السعودية بمبادئ واضحة اختطها الملك عبد العزيز عند توحيد هذا الكيان ولم شمله، وكانت مبادئ مبنية على أساس متين، تضرب بجذورها في عمق التشريع الإلهي، وتستمد منه مقوماتها، لهذا اتسمت هذه المبادئ بالرسوخ والثبات فلم تتذبذب مع توالي الأيام وتعاقب الأزمان.

وكان أن قيض الله لهذه البلاد من نسل الموحد أبناء بررة يتوارثون المكرمات كابرا عن كابر، فيأتي الخلف منهم بارا بسلفه، سائرا على دربه، قائما على إشادة ما خطط له، وتلكم هي معالم سياسة الدولة في المملكة، التي تتلخص في عاملين: الثبات والاستمرارية، يكمل الخلف ما بدأه السلف.

فإن المراقب لسياسة المملكة - الداخلية والخارجية - يراها سياسة واحدة ثابتة منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز، فهي نهر متدفق متواصل الجريان لا ينقطع ولا يضطرب، كذلك كانت الحال عندما تولى الملك خالد الحكم بعد استشهاد الملك فيصل، بل إننا نجد الملك خالد يصرح بذلك مرارا وتكرارا في خطابه الذي ألقاه بعد توليه الحكم، ونراه يحيل إلى سياسة الملك فيصل في ثنايا خطابه واصفا إياها بأنها السياسة المعتمدة لحكومته، وأنها ستقوم على الاستمرار في تنفيذها، لأنها كما يقول الملك خالد: «خطة سياسية واضحة، ونهج للبناء مدروس، وأسلوب في العمل يكفل لشعبه تحقيق آمال قائده الراحل، وللأمة العربية والإسلامية استمرار الدور البناء الذي قام به الفيصل حتى آخر لحظة من حياته».

ولقد حرص الموحد وأبناؤه على شعبهم وحنوا عليه حنوَّ الأب على أبنائه، وقد أشار الملك خالد إلى هذه المشاعر الصادقة حين ذكر أن من أهدافها رفاهية أبناء الشعب السعودي، واستمرار تقدمه وبلوغ الأمة العربية والإسلامية آمالها.

وفي الآتي تحديد أبرز معالم تلك السياسة التي نهجها الملك خالد إبان حكمه في تسيير البلاد وحققت لشعبه رقيا حضاريا وفر له كرامة العيش، وعزة الاستقلال، وشرف الريادة والسيادة.

أولا: في المجال الداخلي - اعتمدت المملكة منذ عهد المؤسس على الشريعة الإسلامية في تسيير أمورها، فكانت دستورا لا يأتيه الباطل، احتكمت المملكة وشعبها لمبادئها واستضاءت بنبراسها وحرصت عليها حرصها على أغلى مقدراتها ولم تبال في ذلك، أو تخش لومة لائم.

- الحرص على استتباب العدل، فـ«العدل أساس الملك»، لهذا حرصت الحكومة على إحقاق الحق، وإعطاء كل ذي حق حقه، وتهيئة إدارات الدولة للقيام على تنفيذ هذا المبدأ الإلهي.

- السير قدما في خطة التنمية الخمسية الثانية في القطاعات كافة، وتوجيهها لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

- رفع مستوى معيشة الشعب ورفاهيته، وتحقيق أرقى مستويات الضمان الاجتماعي لأفراده.

- مكافحة الأمية، وتيسير التعليم بمراحله كافة لجميع أبناء الشعب، إيمانا من الدولة بأهمية الموارد البشرية ودورها في تحقيق الرقي الحضاري، وتمكين الدولة من القيام بدورها الريادي بوصفها قلب العالم العربي وقبلة المسلمين.

- تنمية الموارد الوطنية وعدم الاعتماد على البترول فحسب، وذلك بتنمية الصناعات بكل أنواعها، البترولية والتعدينية، الثقيلة والخفيفة، وتطوير القطاع الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

- دعم القوات المسلحة بوصفها الدرع الحصينة للوطن، وتوفير الإمكانات اللازمة لها لتكون قادرة على حماية المكتسبات الوطنية، والمشاركة في الدفاع عن الأمة العربية وقضاياها.

- دعم القطاع الصحي بإنشاء المستشفيات، كي يتوفر العلاج لأفراد الشعب كافة من دون تميز أو تمييز.

- دعم قطاع المواصلات بتوفير الطرق والموانئ، والمطارات، وكذلك تطوير قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية.

- العناية بسكنى المواطن عن طريق توفير المسكن المريح الملائم الذي تتوفر فيه الكهرباء والماء.

- تقوية أجهزة الدولة الإدارية وتنمية كفايتها وفاعليتها، وتطوير أنظمتها حتى تؤدي ما يناط بها من أمور بعيدا عن الفوضى والروتين.

ثانيا: في السياسة الخارجية - أكد الملك خالد رحمه الله أهمية العلاقات المتوازنة مع الأسرة الدولية، وعزم المملكة على إكمال دورها في القيام بمسؤولياتها الأدبية والقانونية مع دول العالم، وسعيها الحثيث نحو إرساء قواعد السلام العالمي المبني على الحق والعدل.

- تأييد التوجهات السلمية العالمية في المطالبة بنزع السلاح، وتجنيب البشرية مخاطر الأسلحة الفتاكة.

- الدعوة إلى حرية تقرير المصير لكل الشعوب، وحل المنازعات الدولية بالوسائل السلمية المرتكزة على الحق والعدل.

- التضامن مع الشعوب الإسلامية لرفع شأن الإسلام والمسلمين في أقطارهم، وتقوية أواصر التعاون بينهم.

- دعم وحدة الصف العربي، وإقامة تعاون عربي حقيقي وفعال بين مختلف الشعوب العربية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

- المملكة سند لكل عربي، همها مصالح العرب، وهي في خدمة كل عربي، وتهدف إلى التعاون والتضامن والإخاء.

- تعمل المملكة جاهدة لإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، واستعادة الأراضي العربية المحتلة، وتجند في سبيل ذلك كل طاقاتها المادية والبشرية لإعادة الحق المغصوب.

- البترول ثروة وطنية حبا الله بها المملكة، ولكنها تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه شعوب العالم، لكيلا تطغى الأنانية على مصالح الشعوب، وليحل التفاهم محل المجابهة، وليسود العالم عهد من الرخاء الاقتصادي، تسهم فيه المملكة متمثلة في ذلك روح ونص بيان مؤتمر «الأوبك».

- إن ما تقوم به المملكة في الدفاع عن حقوقها وحقوق الأمة العربية والإسلامية لا يناقض بأي حال دعوتها للسلام والمحبة، لأن المملكة تطلب السلام حبا فيه لا عن خور فيها.

هذه أبرز مبادئ سياسة المملكة التي أعلن عنها الملك خالد، والتي يظهر عليها في جميع مساراتها الحرص على الاستمرار على نهج سلفه الملك فيصل رحمه الله، وهي في الوقت نفسه تشكل حلقة ضمن السياسة السعودية الشاملة التي سنها الملك عبد العزيز.

ثالثا: مواقف سياسية خالدة وضع الملك الراحل عبد العزيز استراتيجية متينة وقوية أثناء حكمه سار عليها خلفه جميعا، ولما تمت البيعة للملك خالد انتهج السياسة الإسلامية نفسها، وترأس عددا من المؤتمرات الإسلامية، مكرسا كل جهوده لخدمة أمته ودينه، وتولى بعد استشهاد الملك فيصل حمل راية التضامن والأخوة الإسلامية، وعمل بكل طاقاته على نبذ الخلافات، وتوحيد الكلمة، وجمع شمل المسلمين في بلاد الأرض قاطبة تحت راية التوحيد والأخوة والتآلف والتآزر والمحبة والتضامن.