السعودية: أمانة الرياض تعلن توجهها لإيجاد مكاتب بلدية في النظيم والجنادرية

وادي حنيفة يجتاز الاختبار الصعب وينجح في التصدي لكميات السيول الهائلة

TT

كشف الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، أمين منطقة الرياض رئيس المجلس البلدي لمدينة الرياض، عن توجه في العاصمة السعودية، لإيجاد مكاتب للخدمات البلدية في كل من حي النظيم والجنادرية لتتولى الأعمال المباشرة لتلك الأحياء في حال وقوع أضرار أو كوارث طبيعية مفاجئة، على أمل تحويلها مستقبلا إلى بلدية مستقلة لتلك الأحياء.

جاء ذلك خلال زيارة تفقدية انطلقت من مركز القيادة في الهيئة العامة للتشغيل في الملز قام بها المسؤولون في الأمانة على رأسهم أمين منطقة الرياض، وكان اتجاه الرحلة إلى حيي النظيم والجنادرية والتجول على المواقع المتضررة، ثم التوجه إلى شمال الرياض، بالتحديد في حي النفل، وكذلك الاطلاع على المواقع المتضررة.

وأكد الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أن الجولة ليست فقط تفقدية، وإنما تهدف أيضا إلى التأكد من سير العمل في المواقع المتضررة من إصلاحات وإعادة بناء ما تهدم نتيجة للأمطار التي هطلت على العاصمة، الرياض، وتنوع المهام التي لا بد من خلالها إيجاد عنصر مساعد، وهو إضافة عدد من المتطوعين للمشاركة في عمليات الإنقاذ، حيث تم تجنيد أكثر من 1000 متطوع قامت بتشكيلهم الجهات المختصة في عمل المتطوعين في الإدارة العامة للدفاع المدني في العاصمة، الرياض.

من جهته قال مرزوق العنزي، قائد المجموعة المتطوعة والمكلف من قبل الدفاع المدني في الرياض والمسؤول عن الفرق المتطوعة في منطقة شمال الرياض، إن أفراد مجموعته ساروا على أقدامهم من بين الأودية المغمورة وصعود الجبال للتأكد من عدم وجود أشخاص أو عوائل محتجزة في أماكن تجمع الأودية.

وكان الدفاع المدني قد أوضح في بيان سابق له، بأنه تم تجهيز استاد الملك فهد الدولي كمركز إيواء تحسبا لأي طوارئ، وقال البيان إن مجموعة من المتطوعين أسهموا في أعمال تطوعية منظمة مع الدفاع المدني في الرياض، وذلك في عدة مجالات من إسعافات أولية، ومتطوعين يعملون في مجال الغوص.

ومن جانب آخر نجح مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة الذي نفذته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في تجاوز الاختبار الأقوى للمشروع بعد نحو شهر من تدشينه، حيث تمكن المشروع من التصدي للكميات الهائلة من الأمطار والسيول التي هطلت على مدينة الرياض ومحيطها طوال الأسبوع الماضي.

واستوعب مشروع تأهيل الوادي الذي يمتد على مسافة تزيد على 80 كيلومترا، ابتداء من شمال طريق العمارية حتى الحاير جنوبا، كميات الأمطار والسيول ضمن المستويات الثلاثة التي حددها المشروع لتصريف المياه، والتي بمقدورها تحمل غمر مياه الأمطار لفترات محددة، وفي مقدورها استيعاب مياه الفيضانات التي قد تحدث في الدورات المناخية كل 50 سنة تقريبا.

فالمستوى الأول لتصريف المياه يتعامل مع المياه دائمة الجريان التي تتغذى من شبكات تخفيض المياه الأرضية في المدينة، ومن المياه المعالجة في محطات تنقية الصرف الصحي، ومن شبكات تصريف السيول، بعد أن أُعد لهذا المستوى قناة مفتوحة للمياه دائمة الجريان مدعمّه بالتكوينات الصخرية و«الهدارات» للمساعدة في معالجة المياه، والحفاظ على قدرتها التصريفية طوال العام.

أما المستوى الثاني فيتعامل مع مياه السيول الموسمية كالتي شهدتها الرياض الأسبوع الماضي، حيث جرى تسوية بطن الوادي بميل دائم باتجاه الجنوب، وميل مقطعي عرضي باتجاه القناة الدائمة، كما جرى تدعيم حواف الأودية في بعض النقاط الحرجة، وتدعيم الخدمات والمرافق القائمة في بطن الوادي، بحيث تتحمل غمر مياه السيول لمدة وجيزة، وهي ما تحتاجها السيول حتى تنقطع بالتبخر والتسرب.

وبدوره يتعامل المستوى الثالث مع مياه الفيضانات التي تحدث في الدورات المناخية كل 50 سنة تقريبا، ونظرا لكونها نادرة الحدوث، تمثلت تجهيزاتها في وقف تعدي الحيازات الخاصة على مجاري السيول، وإزالة الردميات الضخمة من بطن الوادي والشعاب المغذية له.

وقد دفعت الأجواء الربيعية التي أعقبت هطول الأمطار في عطلة نهاية الأسبوع، واحتضان الكثير من السدود التي يخترقها الوادي لكميات كبيرة من المياه، في تدفق المتنزهين إلى الوادي، حتى غصت متنزهاته بالزائرين الذين استهوتهم هذه الأجواء.

يشار إلى أن «مشروع التأهيل البيئي الشامل لوادي حنيفة» تمكن من إزالة جميع المظاهر السلبية القائمة في الوادي، وإعادته إلى وضعه الطبيعي كمصرف لمياه الأمطار والسيول وللمياه دائمة الجريان الواردة إلى الوادي من عدة مصادر من المدينة، وجعل بيئته الطبيعية خالية من الملوثات والمعوقات، إضافة إلى إعادة تنسيق المرافق والخدمات القائمة في الوادي، بما يتناسب مع بيئته، وتوظيف الوادي أحد المناطق المفتوحة المتاحة لسكان المدينة، الملائمة للتنزه الخلوي عبر تزويده بالطرق الملائمة والممرات وبعض التجهيزات الضرورية.