مجلس الشورى يناقش مقترحا بشأن تكوين مجلس أعلى للعمل التطوعي

بهدف تنظيمه وجعله ضمن نظام موحد ومعروف للجميع

TT

يناقش مجلس الشورى اليوم الأحد في جلسته العادية الثانية والعشرين من السنة الثانية للدورة الخامسة مقترح لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب التابعة للمجلس حول العمل التطوعي بهدف تنظيمه وتحويله من مجهود فردي إلى نظام موحد.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور طلال البكري رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب أن ذلك المقترح مكون من 29 مادة و4 فصول، لافتا إلى أن نظام العمل التطوعي يدعو بالدرجة الأولى إلى مشاركة الشبان والشابات في الأعمال التطوعية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يدعو هذا المشروع إلى تكوين مجلس أعلى للعمل التطوعي، يتمتع بشخصية اعتبارية وميزانية مستقلة، إضافة إلى ارتباطه برئيس مجلس الوزراء ليكون مقره الرئيسي في الرياض، إلى جانب إنشاء فروع أو مكاتب في مناطق السعودية الأخرى بحسب الحاجة».

وأشار إلى أن ذلك المقترح جاء كاستجابة لحاجة السعودية إلى مثل هذا العمل المنظم في ظل وجود أعمال تطوعية أو إغاثية ربما تكون عشوائية ومرتجلة، مبينا ضرورة وضع تلك الأعمال في بوتقة واحدة وجعلها تحت نظام موحد ومعروف للجميع. وأضاف: «لا يزال هذا المشروع مقترحا من قبل لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب، ويهدف إلى تنظيم العمل التطوعي وتطويره وتنمية روحه ونشر ثقافته وتحديد العلاقة بين الأطراف العاملة فيه، وتحقيق مبادئ التكافل والتلاحم الاجتماعي، إلى جانب إتاحة الفرص أمام أفراد المجتمع ومؤسساته للمشاركة في العمل التطوعي».

وأفاد رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى بأن مشروع نظام العمل التطوعي ينطبق على الجنسين، إضافة إلى وجود تطوع دائم ومؤقت، مشيرا إلى أن هذا الأمر ستكون له مرجعيات مختلفة كونه نظاما واحدا يتبع جهات متعددة. واستطرد قائلا: «من المتوقع أن يتكون المجلس الأعلى من الرئيس وممثل من وزارات الداخلية والشؤون الإسلامية والأوقاف والشؤون الاجتماعية وهيئة الهلال الأحمر والجمعية السعودية للكشافة وثلاثة من المهتمين بالعمل التطوعي ومثلهم من مسؤولي الجمعيات الأهلية التطوعية، إضافة إلى ممثل للغرف التجارية والصناعية». وحول إمكانية مساهمة ذلك المقترح في تنظيم العمل التطوعي على مستوى السعودية، أبان الدكتور طلال البكري أن هذا النظام سيسهم كثيرا في ذلك الأمر إلى درجة عالية.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه السعودية ظهور كثير من الأعمال التطوعية خلال أحداث كارثة جدة ونزوح أهالي بعض القرى الجنوبية أثناء حرب السعودية مع الحوثيين، إلى جانب الأمطار الأخيرة التي هطلت على الرياض. وهنا علق الدكتور طلال البكري، قائلا إن «مقترح نظام العمل التطوعي تم طرحه قبل أحداث كارثة جدة من قبل أحد أعضاء المجلس، إضافة إلى أنه خضع لدراسة متأنية بهدف عرضه على المجلس».

وتشهد جلسة مجلس الشورى اليوم مناقشة وجهة نظر لجنة الإدارة والموارد البشرية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه تقرير المتابعة السنوي الخاص بخطة التنمية الخمسية الثامنة لمعهد الإدارة العامة للسنة الرابعة، ومن ثم يتم التصويت من قبل المجلس على ما تضمنه تقرير اللجنة من توصيات.

كما يستمع المجلس إلى وجهة نظر لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي حول ملحوظات الأعضاء وآرائهم المتعلقة بمشروع تنظيم جائزة خادم الحرمين الشريفين للمخترعين والموهوبين، وذلك تمهيدا لطرح توصيات اللجنة بشأن المشروع العام أمام المجلس للتصويت عليها.

ويأتي المشروع كإطار تنظيمي لجائزة خادم الحرمين الشريفين بـ16 مادة، تهدف إلى الإسهام في تطوير مجالات العلوم والتقنية في السعودية دعما للتحول إلى مجتمع معرفة، وتشجيع المخترعين والموهوبين المتميزين في المجالات العلمية والتقنية والإنتاج الفكري، وتنمية روح الإبداع والابتكار والاختراع وتحفيز المواهب والقدرات، واستثمار طاقات أفراد المجتمع وحثهم على التنافس المثمر وتحفيزهم على الابتكار في المجالات العلمية والتقنية المختلفة.