المعرض الدولي للمجوهرات.. 6 مليارات ريال يحرسها 27 فردا

مطالبات بتشديد الحراسات الأمنية والاستعانة بجهات حكومية

TT

6 مليارات ريال هي إجمالي قيمة المجوهرات الموجودة حاليا تحت سقف قاعة هيلتون جدة، ضمن المعرض الدولي الرابع للمجوهرات والساعات الذي افتتح أول من أمس، وكانت سببا في مطالبة مجموعة من المشاركين بضرورة تكثيف الحراسات الأمنية في قاعة المعرض، وذلك تفاديا لاحتمال حدوث أي سرقات، لا سيما أن عدد حراس الأمن الموجودين لا يتجاوز 27 فردا.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» محمد السعدي أحد المشاركين في المعرض على أن الإجراءات الأمنية الموجودة حاليا لا تفي بالغرض في ظل وجود مبالغ كبيرة تحت سقف واحد.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال مشاركتنا في المعرض الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي لاحظنا نقصا من الجانب الأمني خلال هذا المعرض، لا سيما أن المعرض الأول شهد وجود رجال أمن مسلحين، غير أن ذلك لا يوجد اليوم»، موضحا أن تكثيف الحراسات الأمنية عادة ما يكون من صالح المشاركين والحضور.

وأشار إلى أن إجراءات التفتيش للزوار الداخلين والخارجين كانت أكثر كثافة في المعرض السابق، الأمر الذي منح المشاركين والعارضين نوعا من الطمأنينة، إلا أن المعرض الحالي يشبه أي مركز تسوق آخر في ظل غياب التشديدات الأمنية التي من المفترض أن تكون حاضرة، بحسب قوله.

ولم تقتصر المطالبات على تكثيف الحراسات الأمنية فقط، وإنما طالب بعض المشاركين بضرورة تواجد جهات أمنية حكومية أيضا وليس مجرد شركة متخصصة في ذلك المجال.

ويرى الواثق بالله المهنا مسؤول المبيعات في معرض «بحر الألماس» أن مشاركة معارض من دول أخرى تحتم وجود حراسة أمنية من قبل مصلحة الجمارك على أقل تقدير، خصوصا أن ذلك المعرض يعد بمثابة مستودع للدولة، مبينا أن ما يحمله الركن المخصص لهم لا يقل عن 18 مليون ريال.

وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما تشهد مثل تلك المحافل حراسات أمنية من الرجال والنساء على حد سواء، غير أن المكان الذي يحتضن هذا المعرض قد يكون محصنا بشكل من شأنه أن يخفف القلق الذي قد ينتاب المشاركين والعارضين».

ولفت إلى أن التواجد الأمني الرسمي من قبل سلطات الأمن الحكومية يعطي هيبة أكبر للمكان، إلى جانب أنه يعد من باب التحسب لأي حالة سرقة قد تحدث، مؤكدا في الوقت نفسه على أنه من السهل حاليا اختراق الموقع وسرقته.

وعلى الرغم من مشاركة «مجوهرات قيراط» بما لا يقل عن 50 مليون ريال، فإن أحمد البيتي المدير العام لها أكد لـ«الشرق الأوسط» على أن ما يحدث من تكثيف للحراسات الأمنية في المعارض يعد نوعا من أنواع «المبالغة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسؤولية توفير الحراسات الأمنية تعد من مهام الشركة المنظمة، إلا أن عدد حراس الأمن الموجودين خلال هذا المعرض يعد كافيا، خصوصا أن كثرتهم تعيق حركة الزوار والعارضين على حد سواء».

وأشار إلى أن مثل تلك المحافل في العالم لها ضوابط معينة، من ضمنها مسؤولية العارضين تجاه مجوهراتهم كونهم يقومون بجمعها ووضعها في الخزائن التي لا تحتاج إلى أكثر من ستة أشخاص لحراستها، بينما يتم تكليف شخصين فقط للوقوف عند مدخل المعرض في ظل انتشار كاميرات المراقبة في القاعة.

ولكنه استدرك قائلا: «إن القاعة التي تحتضن المعرض حاليا ليست مؤهلة لذلك، كونها مخصصة للأعراس، الأمر الذي يصعب وضع كاميرات مراقبة بها، إلى جانب أنه من المفترض تطبيق المراقبة الإلكترونية في مثل تلك المعارض».

نايف مساعد العمري المسؤول عن الحراسات الأمنية في المعرض أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الموجودين من حراس الأمن يبلغ نحو 27 فردا داخل قاعة المعرض، مؤكدا على أن اختيارهم جاء وفق معايير معينة تتضمن الخبرة والمهارة والحس الأمني، على حد قوله.

وحول الإجراءات الأمنية المتبعة في ذلك، أفاد أن كل شخص يحمل جهاز اتصال لاسلكي بشفرة معينة، عدا عن حملهم لأجهزة الكشف عن المعادن، إلى جانب وجود تفتيش للزوار الخارجين، موضحا أنه سيتم وضع أجهزة لتفتيش الداخلين أيضا خلال أيام المعرض.

من جهته كشف المهندس أسامة الكردي رئيس مجلس إدارة شركة «علاقات لتنظيم المعارض الدولية» عن بلوغ حجم المعروضات التي تقدمها 13 دولة على مستوى العالم خلال المعرض نحو 6 مليارات ريال.

وأشار إلى أن السعودية تسيطر على نحو 75 في المائة من حجم سوق الذهب والمجوهرات في دول الخليج، والبالغ 37.5 مليار ريال سعودي سنويا، وذلك وفق التقارير والإحصاءات غير الرسمية.

ولفت إلى أن السعودية تشهد تحسنا ملحوظا في صناعة وتجارة المجوهرات على خلفية عدة قرارات جديدة، من بينها السماح بإقامة معارض للذهب والمجوهرات، وتسهيل الإجراءات الجمركية، إضافة إلى تخفيض التعرفة الجمركية على الحلي والمجوهرات والمشغولات الذهبية إلى 5 في المائة. وأضاف: «زادت المشاركة في هذا المعرض منذ انطلاقته في عامه الأول وحتى الآن بنسبة 40 في المائة، الأمر الذي يدل على اهتمام قطاع الذهب والمجوهرات الدولي بالسوق السعودي»، مرجعا سبب ذلك الاهتمام إلى ما تشهده السعودية من نمو وتطور اقتصادي.

وكان المعرض الدولي الرابع للمجوهرات والساعات الذي تنظمه شركة «علاقات للمعارض الدولية والمؤتمرات» بفندق جدة هيلتون قد افتتح أعماله أول من أمس برعاية الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز وحضور مازن بترجي نائب رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية في جدة، والذي يستمر لمدة أربعة أيام متتالية.

ومن الملاحظ أن ذلك المعرض جاء بعد اختتام أعمال المعرض السعودي الدولي للمجوهرات بأقل من أسبوع فقط، وهو ما علق عليه لـ«الشرق الأوسط» نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة قائلا: «إن تكرار مثل تلك الفعاليات وتزامنها سيثري حركة المنطقة الاقتصادية».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى إلى جعل جدة مدينة للفعاليات والمؤتمرات في ظل تميزها بحركة مرورية كبيرة، عدا عن كونها مؤهلة لاستقبال المعتمرين والحجاج الذين قد يحضرون مثل تلك الفعاليات».

وأكد أن السعودية تعد من أعلى الدول استهلاكا وشراء للذهب والمجوهرات، وذلك من منطلق العادات والتقاليد وتقديم الهدايا وغيرها، عدا عن تفضيل الكثير اقتناءها، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على سوق المجوهرات السعودية ورفع قيمتها.